يُعَد الإجهاض التلقائي miscarriage أحد أهم أسباب خسارة الحمل في المملكة المتحدة وأقلها وضوحًا. ما زلنا نجهل سبب حدوث الإجهاض التلقائي، ما دفع منظمة تومي Tommy إلى افتتاح مركز الأبحاث الوحيد في المملكة المتحدة المتخصص في دراسة خسارة الحمل والوقاية منه.
تعاني امرأة من كل أربع نساء حادثة إجهاض تلقائي في مرحلة ما من حياتها، وتعاني نسبة صغيرة من النساء خسارات متعددة. تشير الإحصاءات إلى حدوث 3 إجهاضات تلقائية متتالية (إجهاض تلقائي متكرر) في واحدة من كل ألف امرأة، وينجح أغلب الأزواج الذين عانوا إسقاطًا سابقًا في إتمام الحمل مستقبلًا.
تحدث أغلب حالات الإجهاض التلقائي لأسباب لا تتعلق بالأبوين. إذا حدث خسارة الحمل في الثلث الأول من الحمل (أول 12 أسبوعًا)، تكون المشكلة عادةً في الجنين، وتحدث 85% من حالات خسارة الحمل في هذه الفترة، وتُعرف بالإجهاض التلقائي الباكر.
أما الإجهاض التلقائي المتأخر فيحدث في الثلث الثاني من الحمل (أي من الأسبوع 13 إلى 24) نتيجة وجود حالة صحية مستبطنة.
العوامل التي تزيد خطر الإجهاض التلقائي:
- التقدم في العمر: يبلغ احتمال حدوث الإجهاض التلقائي عند امرأة بعمر الثلاثين 20%، وبعمر 42 يبلغ 50%. وذلك لانخفاض نوعية البويضات.
- الاضطرابات الصحية المستبطنة: مثل الإصابة بالسكري غير المضبوط جيدًا.
- عوامل تتعلق بنمط الحياة: مثل الاستهلاك المفرط للكافيين أو الكحول، والتدخين، واستخدام العقاقير الترفيهية.
- البدانة.
ماذا نفعل لتعديل نمط الحياة؟
يوجد دليل واضح على دور نمط الحياة في حدوث الإجهاض التلقائي، لذلك نستطيع إجراء تغييرات تحد من خطر الإجهاض التلقائي وتزيد فرص سلامة الحمل.
تجب مراعاة ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين.
- إنقاص الوزن (حال وجود زيادة في الوزن أو سمنة).
- تناول حمية غذائية صحية.
- ممارسة التمارين بانتظام.
- تناول حمض الفوليك والفيتامينات المتعددة، في أثناء محاولة الحمل وفي أثناء أول 12 أسبوعًا من الحمل.
- الحد من استهلاك الكحول والكافيين (ويفضل الإقلاع عن الكحول تمامًا).
- عدم استخدام العقاقير الترفيهية.
يزيد اتباع التعليمات السابقة فرص سلامة الحمل.
مفاهيم خاطئة حول الإجهاض التلقائي:
قد تعتقد المرأة التي عانت إجهاضًا تلقائيًّا سابقًا أن ما حدث كان خطأها، لوجود عدة مفاهيم خاطئة، لكن الحقيقة هي أن العوامل التالية لا ترتبط إطلاقًا بحدوث الإجهاض التلقائي:
- الحالة العاطفية، مثل التوتر والاكتئاب.
- الصدمة أو الخوف.
- التمارين (لكن تجب استشارة الطبيب حول ملاءمة التمرين لفترة الحمل).
- حركات الرفع والشد.
- العمل، وإنْ تضمن الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
- ممارسة الجنس.
- السفر جوًّا.
- تناول الطعام الحار.
أسباب الإجهاض التلقائي وفق بحث منظمة تومي:
تجري منظمة تومي أبحاثًا حيوية على خسارة الحمل لفهم أفضل لهذه العملية، واكتشاف أسباب حدوثها. تقترح الأبحاث أن الحمل يجب أن يحقق 3 شروط كي يتجنب الإجهاض التلقائي:
أولًا- ضبط نوعية الحمل:
النسيج المبطن للرحم، أو بطانة الرحم endometrium هو أساس نجاح الحمل، إذ يضبط نوعية المضغة عند انطمارها في بطانة الرحم، فإذا وُجدت اضطرابات في كروموسوم المضغة، سترفضها البطانة، وتمنع استمرار الحمل. أحيانًا قد لا تتطور البطانة بالطريقة الصحيحة، فتنغرس مضغة شاذة بها، أو تنغرس مضغة طبيعية في بطانة غير جاهزة لحدوث الحمل، ويؤدي كلا السيناريوهين إلى حدوث خسارة الحمل ، وهذا سبب حدوث الحمل بسهولة ثم إجهاضه تلقائيًّا عند بعض النساء.
ثانيًّا- علامات ملاءمة المضغة:
تنتج المضغة (إشارات ملاءمة)، مثل الهرمون المشيمي البشري hCG الذي يدفع بطانة الرحم إلى الاستمرار بالتطور، لتمكين المشيمة من الوصل بين الأم والجنين. إذا لم تنتج هذه الإشارات، سينتهي الحمل بحدوث الإجهاض التلقائي.
ثالثًا- التوازن الهرموني:
عندما تتطور المشيمة وترتبط ببطانة الرحم ستحرض إنتاج هرمونات وجزيئات وخلايا مختلفة، لمنع بطانة الرحم من رفض المشيمة. قد يحدث الإجهاض التلقائي بسبب وجود خلل في التوازن بين هذه الهرمونات. لاحظنا وجود هرمون واحد يمكننا تعويضه بنجاح عند فقد التوازن في مستوياته، وتوجد اختبارات جارية في هذا المجال.
اقرأ أيضًا:
قد تعاني النساء اضطراب ما بعد الصدمة طويل الأمد عقب الإجهاض
هل تتسبب المضادات الحيوية بالإجهاض؟
ترجمة: محمد ياسر جوهرة
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: أكرم محيي الدين