قد يبدو إبقاء علبة طعام في الثلاجة بعد فتحها واستهلاك نصفها فكرة جيدة لتخزينها لوقت لاحق، ولكن يوجد سبب مهم لتجنب هذه العادة حتى لو كان ذلك يعني المزيد من الجلي.

المشكلة الأكبر هي تسرب المعادن، فما إن تُفتح العلبة يتعرض داخلها للهواء، ما يُسرع الأكسدة ونقل المعادن إلى الطعام. تكون هذه المشكلة أخطر مع الأطعمة الحمضية (مثل الطماطم المعلبة)، إذ يسرّع الوسط الحمضي تآكل الطبقة الداخلية للعلبة، ما يزيد خطر التلوث.

وقد حذرت دراسة عام 2019: «يجب عدم تعريض الأطعمة المعلبة للهواء فترات طويلة بعد الفتح، لأن ذلك يزيد تسرب معادن مثل الحديد (Fe) والزنك (Zn) من العلبة إلى الطعام».

يستحق هذا الأمر الانتباه مع إنه لا توجد أدلة قاطعة على تشكيله خطرًا صحيًا كبيرًا، إذ يحتاج الجسم إلى كميات ضئيلة من الزنك والحديد، ولكن حتى لو لم تكن المعادن المتسربة مضرة، فقد تُغيّر طعم الطعام وجودته.

وفقًا لجامعة ميتشيغان، «قد تتسرب إلى الأطعمة عالية الحموضة معادن أو نكهات معدنية من العلب»، ما يُعطي بقايا الطعام طعمًا معدنيًا كريهًا.

في العقود الأخيرة، ظهر خطر آخر في العلب وهو مادة بيسفينول أ (BPA)، وهي مادة كيميائية كانت تُستخدم في تبطين العلب لمنع التسرب والتلف. وبحسب دراسة 2020: «من المعروف أن العلب مصدر شائع لـ BPA»، وهي مادة مرتبطة بمخاطر صحية مثل اضطراب الهرمونات؛ لقدرتها على تقليد هرمون الإستروجين.

يرى بعض الخبراء أن تخزين الطعام في علب مفتوحة يزيد خطر تسرب BPA، لكن الأدلة محدودة. لحسن الحظ، بدأت جهود عالمية للتخلص من BPA في مواد التعبئة، خاصة في الاتحاد الأوروبي، بينما ترى السلطات الأمريكية أنها آمنة بكميات محدودة.

يكمن الحل البسيط بنقل الطعام المتبقي من العلبة إلى عبوة محكمة قبل التبريد، فوفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية يُمكن حفظ الطعام المتبقي من العلبة في الثلاجة بشرط نقله إلى «عبوة زجاجية أو بلاستيكية مُصممة للطعام»، واستخدامه خلال 4 أيام.

قد تزيد هذه الخطوة من غسيل الأطباق قليلًا، لكنها تستحق الجهد لتلافي المخاطر المحتملة. ومع تزايد مخاوف السلامة الغذائية، يُفضل دائمًا الحذر.

اقرأ أيضًا:

هل يكفي شم الطعام للتأكد من عدم فساده؟

هل توقيت تناول الطعام مهم؟ وهل يحسن الصيام المتقطع الصحة؟</a

ترجمة: علاء الشحت

تدقيق: إشراق بن ثاير

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر