تلجأ النساء إلى شراء فوط صحية أو سدادات قطنية أكثر قدرة على امتصاص دم الدورة الشهرية حال واجهن تغيرًا في تدفق دورتهن، مثل النزف القوي أو استمرار الدورة الشهرية فترةً أطول، خاصةً إذا كانت المرأة تقترب من سن انقطاع الطمث.

قد يدل النزف القوي في أوقات الدورة الشهرية على وجود مشكلة كامنة تتطلب رعاية صحية فورية. على هذا، فإن التعامل مع النزف القوي بوصفه مشكلة يمكن التعامل معها بالانتظار والترقب يُعد خيارًا خطرًا للغاية، بصرف النظر عن عمر المرأة.

تمر المرأة عادةً بتجربة الدورة الشهرية بين 400 و500 مرة على مدى حياتها. يعني ذلك أن النساء يقضين فترة طويلة من حياتهن في محاولة التأقلم مع النزف القوي للدورة، أو في خوف من تسرب الدم إلى ثيابهن. تملك المرأة في الحقيقة خيارات أخرى لتعيش حياتها براحة أكثر في تلك الفترة.

توضح الطبيبة ليندا برادلي، مديرة مركز الأورام الليفية واضطرابات الدورة الشهرية في كليفلاند كلينيك، وجود عدد من الأمور التي تستطيع النساء بواسطتها التعامل مع النزف القوي للدورة الشهرية. إضافةً إلى أن اللجوء إلى الطبيب يساعد المرأة على معرفة سبب النزف القوي لمعرفة الأسلوب العلاجي الأفضل.

الانتباه إلى العلامات التي يحاول الجسم إظهارها:

الشعور ببعض التبدلات الهرمونية في الجسم أمر طبيعي عند بداية الدورة الشهرية وعند اقتراب سن انقطاع الطمث، لكن حال طرأت بعض التغيرات على الدورة الشهرية في أثناء حدوثها، تُفضل مراجعة الطبيب لمعرفة ما يحاول الجسم التعبير عنه.

تقول برادلي: «ينبغي للمرأة مراقبة دورتها الشهرية، ما يساعدها على معرفة الإجراء الأنسب لها».

قد يؤدي كل من التوتر وبعض العوامل الأخرى، مثل الأدوية، إلى تأثيرات في الدورة الشهرية. على هذا، لا ينبغي للمرأة -بصرف النظر عن عمرها- أن تتعامل مع زيادة نزف الدورة الشهرية أو استمرار النزف القوي بوصفه أمرًا طبيعيًا لا يستدعي القلق.

نادرًا ما يكون الانتظار والترقب خيارًا صحيحًا:

غالبًا، لا تستدعي زيادة النزف في دورة شهرية واحدة القلق. لكن حال لاحظت المرأة زيادة ملحوظة في نزف الدورة الشهرية على مدار بضعة أشهر، أو عانت فترات حيض غير منتظمة مستمرة، يجب عليها زيارة الطبيب للتحقق من السبب.

تشمل بعض الاضطرابات الصحية التي قد تسبب زيادة النزف:

  •  الأورام الليفية.
  •  الإصابة بالعدوى.
  •  الأمراض المنقولة جنسيًا.
  •  أمراض الغدة الدرقية.
  •  السرطان.
  •  سليلة بطانة الرحم.

تتطلب جميع الحالات السابقة رعاية صحية فورية. لذلك، من المهم إجراء فحص طبي شامل لمعرفة حالة الجسم. وفقًا للطبيبة برادلي، يجري الطبيب عدة اختبارات لتشخيص الإصابة بالاضطرابات السابقة أو استبعادها.

على هذا، لا يكفي إجراء خزعة أو فحص بالموجات فوق الصوتية بانتظام، إذ إن إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل -تصوير الرحم المائي- يضمن شمول الفحص الطبي.

ينبغي للمرأة أن تدرك وجود خيارات أخرى تساعد على تخفيف النزيف القوي للدورة الشهرية أو حتى إيقافه.

استئصال الرحم ليس الخيار العلاجي الوحيد:

أشارت الطبيبة برادلي إلى أن بعض النساء يتجنبن طلب المساعدة ومراجعة طبيب مختص عند حدوث نزف قوي في أثناء الدورة الشهرية، لخوفهن من كون استئصال الرحم الخيار العلاجي الوحيد. قد تجعل الإحصائيات هذه المخاوف أمرًا حقيقيًا. تقول برادلي: «خضعت واحدة من كل ثلاث نساء لعملية استئصال الرحم، لكن %10 فقط من النساء خضعن لاستئصال الرحم بسبب السرطان».

لا تعاني كل امرأة لديها نزيف قوي في أثناء الدورة الشهرية مشكلةً كامنة بالضرورة، لكن حتى إن وُجدت مشكلة طبية، فإن الأطباء يستطيعون علاج أغلبها بإجراء جراحة بسيطة أو بالأدوية.

أضافت الطبيبة برادلي: «يمكن علاج الأورام الليفية بسهولة بإجراء جراحي بسيط في العيادات الخارجية يُسمى تنظير الرحم الجراحي، حال كانت الأروام الليفية كامنة في تجويف الرحم، ما يُعرف بالأورام الليفية تحت المخاطية».

فيما يخص النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة ولا يرغبن بإعادة تخطيط أسلوب حياتهن مدة أسبوع واحد شهريًا، فإن تناول حبوب منع الحمل يساعد على تخفيف النزف القوي أو حتى إيقافه تمامًا. تقول برادلي إن دواء ليستيدا، وهو عقار غير هرموني اعتمدته إدارة الغذاء والدواء، فعال في علاج النزف القوي في أثناء الدورة الشهرية.

سابقًا، شاع إجراء عملية استئصال بطانة الرحم لعلاج النزف القوي غير الطبيعي، لكنه ليس خيارًا شائعًا الآن، إذ يتضمن استئصال بطانة الرحم عادةً بالحرارة أو بالبرودة لتقليل نزيف الدورة الشهرية. لكن لا يُنصح به للنساء اللائي يخططن للحمل وإنجاب الأطفال مستقبلًا، ذلك بسبب المضاعفات المحتملة المرافقة للجراحة.

تختلف كل امرأة عن غيرها:

وفقًا للطبيبة برادلي، فإن كل مما سبق مرتبط بخيار كل امرأة على حدة. فإذا كانت المرأة تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني أي مشكلة تتعلق بالنزيف القوي في أثناء الدورة الشهرية، فإن الجراحة ليست الخيار المناسب لها.

إذن من الضروري أن تتعرف المرأة على جسمها واحتياجاته، وأن استئصال الرحم ليس الخيار العلاجي الوحيد للنزف القوي.

اختتمت برادلي: «يجب ألا تمنع مصاعب الدورة الشهرية النساء من الاستمتاع بحياتهن وخوض تجارب جديدة».

اقرأ أيضًا:

الدورة الطمثية (الدورة الشهرية) الطبيعية: ما هي ومراحلها وأعراضها ومدتها؟

العلماء يظهرون لأول مرة التغيرات التي تحدث في بنية الدماغ خلال الدورة الشهرية

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر