لماذا يتأخر تأثير مضادات الاكتئاب؟
الاكتئاب مرض نفسي يؤثر سلبًا على شعور الإنسان، وطريقة تفكيره وكيفية تعامله مع الأنشطة اليومية.
توصف مضادات الاكتئاب للتخفيف من حدة الأعراض وتساعد الدماغ على معالجة واستخدام مواد كيميائية محددة تنظم المزاج أو التوتر. ولكن لسوء الحظ فإنّ الأدوية الموجودة حاليا تتطلب عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى تُحدث استجابةً عند المريض.
ولفهم السبب وراء هذا البطء في تأثير مضادات الاكتئاب، نشر مارك ريسينك برفقة فريقه من جامعة إلينوي في شيكاغو، شرحًا للسبب ضمن ورقة بحثية صدرت مؤخرًا في الدورية العلمية الأسبوعية «الكيمياء الحيوية».
أحد الاكتشافات الثابتة في الدماغ وبعض الخلايا المحيطية لدى المرضى المصابين بالاكتئاب هي أنّ هؤلاء يعانون من نضوب في مركب «آحادي فوسفات الأدينوزين الحلقي-cAMP» وهو عبارة عن مرسل ثانوي.
ينشط العلاج المنتظم بمضادات الاكتئاب مسارات الإشارات لتسبب زيادة في تراكم «cAMP» وزيادة في تنسخ الجينات المنظمة له ومنها الجينات المسؤولة عن النواقل العصبية وعوامل النمو التي تخفف بدورها من أعراض الاكتئاب، إذ تزيد مضادات الاكتئاب تركيز النواقل العصبية المتنوعة في الدماغ مثل النورإبينفرين، والدوبامين، والنورأدرينالين، والأدرينالين والسيروتينين.
ويفترض الباحثون أنّ أحد آثار مضادات الاكتئاب يلعب دورًا وسيطًا ضمن سبيل تخليق «cAMP» ولكنهم بحاجة لمعرفة السبب وراء هذا التأخر في الفعالية السريرية لمضادات الاكتئاب.
استخدم ريسنك وفريقه من أجل ذلك الخلايا الدبقية التي تفتقر إلى البروتينات الناقلة أحادية الأمين؛ ومن ضمنها البروتينات الناقلة المسؤولة عن امتصاص «السيروتينين»، وهي أحد مواقع الارتباط الهامة للعديد من مضادات الاكتئاب وأشاروا إلى أنّ غياب «السيروتينين» يؤدي إلى تراكم مضادات الاكتئاب بشكل منتظم ضمن أحياز دقيقة جدًّا في الغشاء الخلوي للخلايا الدبقية.
فيما بعد أظهروا أنّ العلاج المستمر بمضاد اكتئاب يدعى «esctialopram»، معروف بأسماء تجارية مثل «lexapro» و «cipralex» يبدلان مكان *«G-protein Gas» من «الطوافات الدهنية» وهي عبارة عن مناطق تكبح سلسلة تخليق «cAMP» إلى مناطق من الغشاء الهيولي لبلازما لا توجد فيها «الطوافات الدهنية» مما يعزز قوة الإشارة..
*«G-protein Gas»: هو مركب كيميائي يحفز إنزيم «محلقة الأدينيلات» الأدينيل سيكلاز الذي ينشط بدوره عملية تخليقcAMP» ».
ترجمة: كندة السبع
تدقيق: المهدي الماكي
المصدر