ربّما لاحظ البعض منكم خلال مشاهدته لكأس العالم هذا العام بعض اللاعبين يقومون بشيءٍ غريبٍ، فعندما يأخذون رشفةً من السوائل التي يشربونها خلال المباراة يقومون أحيانًا ببصقها بدلًا من شربها!
وحسب نيويورك تايمز فقد لوحظ نجم البرتغال كرستيانو رونالدو وقائد المنتخب الإنكليزي هاري كين يقومان بنفس الشيء خلال المباريات.
فما السر وراء كل هذا البصق؟
في الوقت الذي نجهل فيه سبب قيام بعض اللاعبين بهذا الفعل، فإنّ البعض الآخر يفعلون ذلك كنوعٍ من ممارسة ما يسمى بمضمضة الكربوهيدرات، وذلك حسب نيويورك تايمز.
يشمل هذا الأسلوب المضمضة بمحلول كربوهيدرات لمدة 5 إلى 10 ثوانٍ ثم بصقه خارج الفم، رغم أنّ ذلك يبدو مقززًا، إلّا أنّ بعض الدراسات بيّنت أنّ مضمضة الكربوهيدرات تعزّز من مستوى الرياضيين في النشاطات ذات الشدّة العالية والتي تدوم مدّتها حوالي الساعة.
على سبيل المثال، خلال دراسة أجريت عام 2014 تمّ من خلالها استعراض 11 دراسةً سابقةً حول مضمضة الكربوهيدرات، وجد أنّ 8 من هذه الدراسات قد تحدثت عن أنّ مضمضة الكربوهيدرات تحسّن الأداء لعدّة أضعاف في بعض النشاطات كركوب الدراجة والجري؛ والتي تدوم لساعة أو أقل، وذلك بالمقارنة مع مضمضة سائل عادي لا يحتوي على أي مادة مؤثرة.
لكن بالمقابل فإنّ 3 دراسات وجدت أنّه ليس لهذا الفعل أي تأثير على مستوى الأداء لدى الرياضيين.
عمومًا، وبحسب الدراسة الأخيرة التي استعرضت بقية الدراسات فإنّ المضمضة بالكربوهيدرات قد تحسّن الأداء قليلًا، أو مانسبته 2% إلى 3% تقريبًا، وهي تساوي تقريبًا نسبة تحسّن الأداء عند بلع محلول الكربوهيدرات أثناء القيام بتمارين التحمّل، وذلك حسب Souvar poddar أخصائي الطب الرياضي في مركز UChealth في دنفر.
وحسب Michel Joyner أخصائي التمارين الرياضية في عيادة مايو في مينيسوتا، فإنّ عدم ابتلاع محلول الكربوهيدرات سيجنب الرياضيين العديد من الأعراض الهضمية، فمثلًا إذا كان تركيز المحلول قويًا؛ سيطول بقاؤه في المعدة ويضطر الجسم بعد ذلك لإفراز المزيد من السوائل ليقلل من تركيز المحلول و يسهل عليه هضمه.
إنّ الآلية التي يتحسّن بها الأداء بعد المضمضة بالكربوهيدرات لاتزال مجهولة، لكن بحسب إحدى الفرضيات؛ فإنّ مستقبلات الكربوهيدرات في الفم تقوم بتفعيل مناطق معينة في الدماغ والذي بدوره يحسن الفعالية الحركية أو حركات الجسد بشكل عام.
وحسب joyner فإنّ بعض الدراسات أظهرت أنّ مدى تأقّلم الرياضيين مع التمارين الصعبة قد يتحسن بمجرد وجود مذاقٍ حلوٍ في الفم، لذلك حتّى عدم بلع محلول حلو من الكربوهيدرات قد يساعد الناس بالشعور بالنشاط.
(إنّ المحلول المستخدم في هذه الدراسات هو محلول من الغلوكوز الذي يملك مذاقًا حلوًا، أو المالتودكسترين وهو أحد المواد التي تُضاف للطعام و تكون عديمة الطعم واللون).
وحسب ما قاله joyner لموقع Live Science، فإنّ أغلب هذه الدراسات كانت قد تمّت ضمن المختبر و كان جُلَّ التركيز يصبّ على رياضة ركوب الدراجة، لذا فمن غير الواضح كيف ستتمّ ترجمة هذه النتائج وإسقاطها على رياضات عالية المستوى مثل رياضة كرة القدم.
و حسب Poddar فإنّه على الرغم من أنّ الآراء العلميّة لم تتفق تمامًا حول فوائد مضمضة الكربوهيدرات إلا أنّها تعتبر طريقةً عمليّةً، سهلة التطبيق، وقليلة السلبيات.
و أكدّ poddar أنّه يجب تجنّب بصق محلول الكربوهيدرات في حال كان الشخص في سباق ماراثون أو في التمارين التي تدوم لأكثر من ساعة أو ساعتين، حيث يجب أن يُزوّد الشخص عضلاته بمزيد من الكربوهيدرات في الرياضات التي تدوم لفترات طويلة.
و الوقت الأصلي لمباريات كرة القدم هو 90 دقيقةً.
- ترجمة: عمر اسماعيل
- تدقيق: أحلام مرشد
- تحرير: حسام صفاء
- المصدر