يُعتبر الطعام أحد أهم أساسيات الحياة لدى البشر، فهو غذاء الجسد ووقوده ومنبع قوته وصحته، ولاشك بأن معظمنا يشعر بسعادة بالغة عند تناول الطعام المفضل لديه خاصة مع من يحب كعائلته أو أصدقائه.
فهو هرمون السعادة الذي يُصنَع و يُحضُر من قِبَل البشر.
لكن ما بال أولئك الذين يشعرون بالغضب عندما يجوعون، لا شك أنك تعرف ذلك الشخص الذي تنقلب شخصيته من هادئة إلى هائجة خلال طرفة عين عندما يشعر بالجوع، فتضطر إلى أن تضع أمامه طبقًا من المقرمشات لكي يهدأ، كما قد لا يقتصر ذلك على الغضب فقط، إذ يمكن لبعض الأشخاص أن يصبحوا عصبيين وقلقين بسبب الجوع.
لكن ما سبب كل هذا؟
وما دور الجوع في ذلك؟
تابع المقال لتعرف!
تفسيرات كيميائية …
يعد انخفاض مستوى السيروتونين* “serotonin” عند الشعور بالجوع أحد أهم الأسباب المرتبطة باختلاف المزاج.
ولأن الدماغ يَعتبر السيروتونين (هرمون الحالة الجيدة) فإنَ أي انخفاض في مستواه يُسهم في إرسال إشارات إلى الدماغ تخبره بأنَ الأمورغير جيدة، لذا فإننا نلجأ إلى نوع من المكافأة (الطعام) بغية رفع مستويات هرمونات السعادة تلك.
إنَ أحد أدوار السيروتونين الهامة هو العمل على المساعدة في تنظيم شعوري الغضب والقلق ضمن بقية المشاعر الأخرى.
لذا فإن انخفاضه يُفسر عدم الشعور بالسعادة، أما مصدر الشعور بالغضب فيعود ذلك إلى ارتفاع هرمون الأدرينالين”adrenaline”، وهو ما يُفسر أيضًا سبب ارتعاش اليدين عند الشعور بالجوع لدى البعض، لكن لماذا يرتفع هرمون الأدرينالين؟
يمكن تفسير ذلك بأنه عند عدم تناول الطعام لمدة تُسبب شعورنا بالجوع، يتفاعل الدماغ مع المشكلة بإنتاج هرمون الأدرينالين (هرمون الكر والفر) بكميات أكبر، وكما هو معروف فإن هذا الهرمون هو المسؤول عن التسبب بردة فعل الكر والفر”Fight & Flight Response” لدى البشر .
لذلك إن شعرت باختلال توازن المواد الكيميائية السابقة حاول أن ترفع مستوى السيروتونين لديك عن طريق تناول بعض الموز أو التمر أو الأفوغادو أو الجوز أو بذور اليقطين.
مستوى الطاقة
وهذه نقطة لا يمكن تجاهلها، لأنَ انخفاض مستوى السكر في الدم مرتبط بالشعور بالجوع و عدم تناول الطعام.
فالسكر مصدر الطاقة الأساسي للجسم وبدونه تنخفض القوة والقدرة اللازمة لأداء مختلف الوظائف في الدماغ والجسم، والتي من ضمنها القدرة على تنظيم المشاعر وربط الأجزاء المنطقية للدماغ مما يجعل من الفرد أكثر رجعية و لا مَنْطِقِيّة.
الحمية الغذائية
إنها واحدة من الأمور المثيرة للاهتمام، إذ قد يُلاحظ الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة بأنهم يصبحون أكثر كآبةً و تقلبًا خلالها، وهو ما يعد أحد أهم الآثار الجانبية الناتجة عن تقليل كمية الغذاء المتناولة.
أما من جهة الدراسات؛ فتشير إحداها إلى دور الحمية الغذائية في التسبب بما يسمى بالإطار العدواني للعقل “Aggressive frame of mind” بينما تشير أخرى إلى أنَ تقليل الغذاء عامة وتجنب الكربوهيدرات خاصة يؤدي إلى تكون ما يسمى (بالعاطفيين الكسالى- Emotional Zombies)، على خلاف الأشخاص الذين يتناولون ما يحلو لهم من الطعام إذ تمتلىء أدمغتهم بهرمونات السعادة سابقة الذكر نتيجة وفرة الطاقة والمكافآت المستمرة (الطعام) ما يجعلهم مرحيين و سعيدين دائمًا.
ختامًا، حين تشعر بأنك أصبحت غريب الأطوار أو عصبيًا أو قلقًا في الفترة الأخيرة، فقد حان الوقت للتفكير بزيادة كمية ما تأكله قليلًا!
مع التأكيد على أهمية تناول الطعام ضمن كمية معقولة لا مفرطة، وإلا فإننا لا نرغب في أن نكون السبب وراء ازدياد وزنك!
- (السيروتونين –Serotonin): أحد الناقلات العصبية، وتلعب هذه المادة دورًا مهمًا في تنظيم مزاج الإنسان (لذا يسمى أيضًا بهرمون السعادة) والرغبة الجنسية ولها دور أيضًا في مرض الصداع النصفي (داء الشقيقة)، تسمى المادة أيضًا ب5-هيدروكسي تربتامين.
- ترجمة: سيرين خضر
- تدقيق: أسمى شعبان
- تحرير: طارق الشعر
- المصدر