يؤمن أكثر من 90% من الأميركيين بأنّ الخيانة الزوجية سلوك غير مقبول رغم أنّ 30-40% من الناس خانوا بالفعل. ترتبط الخيانة عادةً بنتائج سلبية مثل الاكتئاب والعنف المنزلي أو الطلاق وصولًا إلى حد ارتكاب جريمة القتل!
إذن، لماذا يخون الناس شركاءهم؟ وهل عبارة: الخائن مرة، خائن دائمًا صحيحة؟
يُمكننا تلخيص الأسباب في ثلاث نقاط:
1. الأسباب الفردية:
تشير عبارة الخائن مرة، خائن دائمًا إلى الدوافع الشخصية التي دفعته تجاه ارتكاب هذه الخيانة:
- الجنس: يمتلك الذكور نسبةً أعلى من هرمون التستوستيرون المسؤول عن رفع مستوى الرغبة الجنسية، وعليه، فالذكور أكثر استعدادًا من الإناث للخيانة.
- الشخصية: يميل الأشخاص الأقل استجابةً لما تمليه عليهم ضمائرهم، أو أولئك الأقل مقبولية في مجتمعاتهم إلى ارتكاب الخيانة.
- التدين والتوجه السياسي: يميل المتدينون والسياسيون ذوو التوجه المُحافظ إلى ارتكاب خيانات بنسبة أقل نظرًا لامتلاكهم قيمًا أكثر صرامة.
2. أسباب سوء العلاقة مع الشريك:
لا يتعلق الأمر هنا بنفس شخصية الخائن، لذا لا يمكننا تطبيق عبارة الخائن مرة، خائن دائمًا؛ إذ لم يكن الباعث على الخيانة هو نفس الشخص فحسب، بل بعثته أيضًا أسباب أخرى كعدم إشباع رغباته من الطرف الآخر أو كثرة الصراعات بينهما أو اختلافات الشخصية بينهما ومستوى التعليم فضلًا عن عوامل أخرى.
3. عوامل متعلقة بالموقف الذي يواجهه:
قد لا يملك الخائن شخصيةً خائنة وقد تكون حياته سعيدة مع الشريك الآخر غير أن الظروف البيئية المُحيطة به قد تُغريه وتجرّه أحيانًا إلى ما لا يريد، مثل قضاء أوقات طويلة مع أشخاص جذابين كطبيعة العمل الذي يؤديه الشخص، إذ تزداد احتمالية الخيانة لدى من يعمل في المجالات التي تتطلب اتصالًا مُباشرًا مع الآخرين كإجراء المحاورات أو لمس الآخرين أو قضاء وقت طويل معهم.
يُضاف إلى ما سبق، يميل إلى الخيانة الزوجية أيضًا الأشخاص القاطنون في بيئات غير متزنة في نسبة الذكور تجاه الإناث، كأن يكون عدد الذكور أكثر بكثير من الإناث أو العكس. ختامًا، تُساعد البيئة الحضرية على زيادة نسبة الخيانات مقارنة بالبيئة الريفية الأقل سُكانًا بسبب:
- تمتع سكان المدن بمواقف أقل تشددًا تجاه ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.
- صعوبة الكشف عن الخيانة نتيجة كثرة عدد السكان.
- كثرة عدد الشركاء المحتملين لغرض ممارسة الخيانة معهم.
كيف نحمي أنفسنا من التعرض للخيانة؟
ينبغي للشريكين الاتفاق على تعريف محدد للخيانة؛ فما الذي يحدد كون هذا السلوك خيانةً؟ هل يُعدّ الخروج في غداء مع شخص آخر خيانة؟ هل تبادل عبارات جنسية معهم على مواقع التواصل خيانة؟ تتكفل الإجابات عن هذه الأسئلة بوضع بعض الضوابط في شأن الخيانة.
إذا كنت ممن يعاني الخيانة الزوجية سواء أكنت الخائن أو ضحية خيانة شريكك لك، ننصحك بالبحث عن مساعدة علماء النفس المختصين، فليست عبارة الخائن مرة، خائن دائمًا صحيحةً في كلّ الأوقات.
اقرأ أيضًا:
علماء تطور الشعور بالعار كآلية لحماية العلاقات الإجتماعية؟
ترجمة: جعفر قيس
تدقيق: عون حدّاد