يتساءل الأشخاص الذين يرفضون فكرة التلقيح أو تطعيم أطفالهم : إذا حصل الجميع على التطعيم أو اللقاح ، لماذا من الضروري أن نحصل نحن أيضًا عليه ؟ الإجابة عن هذا السؤال ليست بسيطة تمامًا إذ إن كلا السببين ؛ السبب الذي يجعل التطعيم أمرًا ضروريًا والسبب الذي يجعلهم يشعرون أنهم ليسوا في حاجة إليه، يرجعان إلى إجابة واحدة ألا وهي ما يسمى «مناعة المجموعة».
قام أحد مستخدمي تطبيق Reddit الموهوبين عام 2017 بتصميم هذا الرسم المتحرك والذي شرح فكرة مناعة المجموعة بشكل لطيف.
إنه أفضل إجابة يمكنك الرد بها على أي شخص يتساءل لماذا عليه هو وأطفاله أن يحصلوا على اللقاح. تتلخص الإجابة باختصار: إن الأمر لا يتعلق بك، بل بالأشخاص المعرضين للخطر لأنهم لم يتلقوا اللقاح مثل الأطفال حديثي الولادة أو الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي . في الرسم المتحرك بالأعلى، الخطوط الحمراء التي تظهر تمثل انتشار عدوى معينة. لاحظ أنه كلما ازداد عدد الأفراد الملقحين ضد هذه العدوى كان من الصعب عليها الانتشار. ولكن كلما انخفضت معدلات التطعيم أقل من 90% انتشرت تلك العدوى بشكل سريع. ولهذا السبب يجب أن يحصل الجميع على اللقاح.
اقرأ أيضًا: عودة ظهور الحَصْبَة في جميع أنحاء العالم
تعتمد مناعة المجموعة بشكل أساسي على فكرة أنه إذا حصل عدد كاف من الأفراد على تطعيم ضد مرض معين، هذا سوف يخلق حماية لهؤلاء الذين لم يحصلوا على التطعيم. والأكثر أهمية من ذلك أنه سيخلق حماية لهؤلاء الأفراد الذين “لم يستطعوا” الحصول على التطعيم مثل الأطفال حديثي الولادة أو الأفراد ذوي المناعة المنخفضة مثل المرضى المصابين بفيروس نقص المناعةHIV أو هؤلاء الذين يتلقون العلاج الكيميائي.
يقول مصمم هذا الرسم: «تستطيع أن تلاحظ أن المستويات المنخفضة من التطعيم أو التلقيح تؤدي إلى حدوث عدوى للجميع. المستويات المتوسطة من التطعيم تبطئ انتشار المرض ولكنها لا توفر حماية قوية لهؤلاء الذين لم يحصلوا على التطعيم. ولكن بمجرد الوصول إلى مستويات عالية من التطعيم سيتم سد الطريق تمامًا أمام المرض. لن يستطيع الانتشار بسرعة كفاية لأنه سيواجه الكثير من الأفراد المحصنين ضده، ولذلك سيتم حماية غالبية الأفراد، بما فيهم غير المحصنين».
اقرأ أيضًا: هذه الصورة المتحركة تشرح لماذا ما زال طفلك بحاجة إلى التطعيم
ولكن إذا قرر كل شخص يقرأ شيئًا سلبيًا عن التطعيم عبر الإنترنت أن لا يحصل على التطعيم ويعتمد على فكرة مناعة المجموعة، عندئذ لن يوجد العدد الكافي من الأفراد المحصنين ضد المرض لحماية الجميع. ولكن بكل وضوح لم يتضمن هذا الرسم المتحرك أي بيانات حقيقية، واعتُمد على بيانات من ورقة بحثية نُشرت عام 1993 في التقرير الوبائي السنوي الذي تعده جامعة أوكسفورد. يقول المصمم: «تم الاعتماد على بيانات غير حقيقية فقط لشرح فكرة مناعة المجموعة». تؤثر مناعة المجموعة علينا كلنا ولكن يفهم ذلك القليل من الناس فقط لذا نأمل أن يغير هذا الرسم المتحرك ذلك الأمر.
في النهاية، محاربة المرض في المجتمع هي لعبة أرقام، بمجرد أن تنخفض تلك الأرقام يصبح الجميع في خطر. ما يجعلنا لم نعد نبالي بأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال هو أننا لم نعد نراها في مجتمعاتنا وذلك بفضل مناعة المجموعة. ولذلك، نعم من المهم تطعيم أو إعطاء اللقاح للجميع وعدم استثناء أحد.
ترجمة: مينا أبانوب تدقيق: جعفر الجزيري