في حين أن عددًا قليلًا منكم قد يكون دافع سؤاله فضوليًا فقط، فإنّ غالبية الأشخاص قد أمضوا ساعات طويلة من البحث على غوغل يسألونه بسخط: لماذا أنا؟
إن البالغين الذين يمتلكون أوجه أطفال كانوا مثارًا للسخرية دائمًا سواء على الإنترنت أو خارج الإنترنت بسبب عدم قدرتهم على تنمية كتلة شعر كثيفة في وجوههم، لأنه في هذا المجتمع يبدو أن المؤشر الأول للفحولة والذكورة هو شعر الوجه: اللحية.
إذا كان ذلك مفيدًا بأي طريقة، فدعني أضمن لك أنه ليس خطأك، فاللوم كله يقع على والديك.
الآن سنشرح لماذا اللحية والذكورة ليسوا مرتبطين ببعض على الإطلاق.
غياب اللحية ليس مشكلة في التستوستيرون، ولكن في كيفية الاستجابة له
أنا متأكد من أن الجميع يتذكرون بوضوح أن هرمونيَّ التستوستيرون والأستروجين ينظمون الخصائص الجنسية للرجال والنساء على التوالي، تشمل هذه الخصائص نمو شعر الوجه والفحولة الجنسية للرجال.
كان الفايكينج والرومان ينعتون الرجال الذين لا يمتلكون لحى بالضعف وافتقار الحكمة، بالإضافة لافتقارهم التستوستيرون الذي يمتلكه إخوانهم الملتحون الأقوياء، كما كانوا يعتقدون.
كلّ هذا ليس صحيحًا بالتأكيد، حيث أن جميع الرجال باستثناء قلة سيئة الحظ يتمتعون بنفس مستويات هرمون التستوستيرون.
هؤلاء القلّة سيعانون من بعض المشاكل مثل صغر حجم الأعضاء الجنسية والإرهاق المزمن أو تطوير سمات أنثوية حقيقية مثل أنسجة الثدي.
ومع ذلك، ما يميز الحشود الملتحيّة عن أصحاب الأذقن اللامعة النظيفة هي الطريقة التي تستجيب بها جيناتهم لهرمون التستوستيرون، إنها عملية وراثية بحتة.
ينمو الشعر -سواءً في الوجه أو على فروة الرأس- عندما يرتبط ثنائي هيدروستوستيرون (DHT) -وهو جزيء مُصنع من التستوستيرون- مع المستقبلات على جلدك.
لا يعتمد نمو الشعر على التستوستيرون نفسه، ولكن بمدى استجابة هذه المستقبلات له.
هذه الاستجابة أو الحساسية تتحدد بالكامل من قبل الجينات الخاصة بك، لذلك إذا كان يجب عليك إلقاء اللوم على شخص ما فهما كما قلنا لك والديك.
ومع ذلك فأن المصادفة تلعب دورًا هي الأخرى، حيث أن الطفرات الجينية عشوائية أو لا يمكن التنبؤ بها، لذلك حتى لو كان الأب غزير اللحية، فأن أولاده ليسوا في أمان بالكامل.
أنت شاب لا تمتلك لحية؟ قد تستطيع جعلها تنمو
أولًا تأكّد من كونك لست مصابًا بمرض الثعلبة، وهي حالة تجعل المرضى صلع ولا يمتلكون لحية، ما هو أكثر حسرة هو حقيقة أن هذه الحالة نتيجة لخطأ نادر ارتكبته أجسامنا بنفسها.
يحدث هذا عندما يهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بصيلات الشعر، وهي المنطقة التي يبدأ فيها نمو الشعر.
الضرر ليس دائمًا، ولكن السبب المهم والدافع لتشخيصه بدّقة هو أن المكملات الغذائية التي يصفها طبيب الأمراض الجلدية لعلاج هذه الحالة تختلف عن المكملات الغذائية المخصصة لنمو شعر الوجه.
من ضمن الأسباب الأخرى لعدم نمو لحيتك هو أنك تعاني من نقص الحديد أو فقر الدم (الأنيميا)، وهي ظروف يمكن علاجها بسهولة.
كما توصي بعض المنتديات بنظم غذائية أفضل وأكثر صحة، وأنماط للنوم محسنة وتجنب الإجهاد الزائد، دون تقديم أدلة لتفسير الأخيرة.
اكتشف الباحثون مؤخرًا أنّ كلما كان الجسم أكثر حساسية لـ(DHT)، كلما كان أكثر عرضة لتساقط الشعر.
توجد مقايضة ضخمة هنا، فالرجال الذين تنمى لحاهم بمجرد دخولهم المدرسة الثانوية لديهم فرصة عالية جدًا لتكوينهم بقع صلعاء في رؤوسهم أو إن يتساقط شعرهم بالكامل عندما يكبرون.
من ناحية أخرى، من المرجح أن يحتفظ الرجال الذين نمت لحاهم في سن متأخرة، أو لم تكن غزيرة، أو كانت على شكل بقع متناثرة (ذقن غير كاملة) بشعرهم الغالي لمدة أطول أو مدى الحياة.
- ترجمة: أحمد حسين إبراهيم
- تدقيق: صهيب الأغبري
- تحرير: كنان مرعي
- المصدر