لماذا لا يصاب نقّار الخشب بالصداع؟


يقول عالم الطيور والتر كونيج Walter Koenig من جامعة كورنيل إنه سؤال قوي ويستحق الإجابة، ويتابع قائلًا: إذا كان النقّر سيسبب الألم والأذية للطائر، فمن المحتمل أن هذه الطيور لن تستمر لفترة طويلة، فالطائر المصاب هو عرضة للإفتراس.

هنالك أكثر من 3000 نوع من نقار الخشب حول العالم، وهذه الطيور تنقر الخشب لعدة أسباب: كحفر التجاويف من أجل بناء العش, والحفر بحثًا عن الحشرات أو النسغ، أو من أجل تشكيل ثقوب لتخزين المواد الغذائية.

يقول جورم جاكسون  Jerome Jacksonعالم السلوك البيئي من جامعة ساحل خليج فلوريدا عند اختيار الخشب الذي سيتم نقره فإن الطائر يستهدف الأشجار الضعيفة والمتأثرة بعملية التحلل الفطري، والتي يكون تصديعها سهلًا، ويتابع: إن عملية النقر تتم عادة بشكل ضربات خفيفة خاطفة – وليس بشكل ضربات مباشرة – وهذا ليس مؤذيًا لنقّار الخشب.

بعض أنواع نقّار الخشب تتدرب على عملية النقر الإيقاعي – عملية النقر بشكل سريع لجذب الشركاء وتحديد المنطقة – على سطوح رنّانة كالأشجار المجوفة والتي تسمح بضوضاء أعلى مع تجنب الآثار القاسية.

ويقول Jackson: نقار خشب البلوط في أميركا الشمالية والوسطى يمتلك استراتيجية أخرى، فهو يقوم بحفر عدد من الثقوب الفردية في كل شجرة وكل من هذه الثقوب كبير بما يكفي لكي يحشر حبة بلوط واحدة بداخله في عملية تخزين من أجل أوقات الشدّة، وفي حادثة وقعت مؤخرًا في ولاية كاليفورنيا، خبأت طيور نقار خشب البلوط حوالي 300 باوند من البلوط في هوائي لاسلكي مؤدية إلى تعطيل الاتصالات في المدن المجاورة.

أدمغة الطيور:

تقول لورنا جيبسون  Lorna Gibson أستاذة علوم وهندسة المواد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي درست أدمغة نقّار الخشب: >>طيور نقّار الخشب تمتلك أدمغة صغيرة تزن فقط حوالي 0.07 أونصة، وكلما كَبُر الدماغ كلما زادت كتلته وبالتالي تزداد فرصة التعرض لأذيّة دماغية. فالحجم هو أكثر الأشياء أهمية.<< وتتابع: >>عامل آخر يساهم في حماية رأس نقار الخشب هو الوقت المحدود للتماس بين الشجرة ومنقار الطائر، إنه وقت قصير حوالي نصف ميلي ثانية، وبالمقارنة فإن الإصابة النموذجية لرأس الإنسان ستحدث في وقت قدره 3 – 15 ميلي ثانية<< . إن قدرة نقار الخشب على امتصاص الضربات قد ألهمت البشر لصنع نظام للحد من الارتجاج الدماغي في بعض الألعاب الرياضية مثل كرة القدم الأمريكية.

رؤوس عظمية:

تقول :Gibson >>الطبقة الخارجية من جمجمة نقار الخشب مكونة من عظم كثيف بينما الطبقة الداخلية مكونة من عظم مسامي.<< ويقول عالم الطيور التطوري من جامعة يال ريتشارد برام Richard Prum:>> يتم توزيع القوة المطبقة أثناء النقر حول الجمجمة إلى العظم القوي الذي يقع في القاعدة وفي الخلف، مبقيًا الضغط بعيدًا عن الدماغ.<<

أدمغة نقار الخشب تتوضع بشكل متناسب ومريح بداخل جمجمتها، لتمنع هذا العضو من الاهتزاز أثناء القرع.

وتقول Gibson: >>إن اتجاه الدماغ مهم أيضًا حيث أنّه يتوضع في الزاوية باتجاه الجزء الخلفي من الرأس وكأنّه نصف برتقالة جانبها المسطح يواجه المقدمة مما يزيد من مساحة السطح لاستيعاب وامتصاص تلك الضربات القاسية<>خلاصة القول هو التصميم التطوري الجيد!<<


إعداد: علي حسن بيشاني
تدقيق: جمان الرشدان
المصدر