إن الأشخاص الذين اضطروا للنوم في غرفة واحدة مع شخص يشخر بصوتٍ مرتفع يعلمون جيدًا كم هو مزعج البقاء يقظين طوال الليل بينما ينام الشخص المُتسبب بهذه المأساة بسلامٍ وهدوء!
ويمكن أن يستيقظ الناس على صوت شخيرهم لمدة ثوانٍ قليلة فقط قبل أن يعودوا للنوم! لذا فهم غير قادرين على تذكُّر هذا الأمر عندما يستيقظون في صباح اليوم التالي، وفقًا لما جاء في كتاب (النوم: الألغاز والمشاكل والحلول).
ويحدث الشخير عندما يدخل الهواء أثناء التنفس عبر مجرى مسدود جزئيًا، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم (AASM).
وعندما يحدث ذلك، يهتز الهواء أثناء تدفقه عبر الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي من الحنجرة، مما يؤدي إلى إصدار صوت الشخير.
وتُقدّر الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن نحو 24% من النساء و 40% من الرجال لديهم عادة الشخير.
ويعتبر الشخير أكثر شيوعًا لدى أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، إذ ان لديهم أنسجة دهنية أكثر في الجزء الخلفي من الحنجرة، مما يزيد من الاهتزازات.
وقد يكون الشخير الصاخب علامة لوجود مشكلة كامنة مثل توقف التنفس أثناء النوم أو ما يعرف بـ (sleep apnea)، وهي تعتبر شكلًا مزمنًا من الشخير والذي يتميز بانسداد ممر الهواء في الجزء الخلفي من الفم أثناء النوم.
ويمكن أن تؤدي المشكلة السابقة إلى توقف الشخص عن التنفس لمدة تتراوح من 10 إلى 30 ثانية، على الرغم من أن بعض الأشخاص يتوقفون عن التنفس لمدة تصل إلى دقيقتين قبل أن ينطلق يوقظهم دماغهم، وفقًا لما جاء في الكتاب السابق (النوم).
وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من المشكلة السابقة، يمكن للممرات الهوائية المسدودة أن تجعلهم يتوقفون عن التنفس، وبالتالي فهم يستيقظون مئات المرات طوال الليل، وهم عادةً غير قادرين على تذكُّر ذلك في صباح اليوم التالي.
وإلى جانب منع الشخص من الشعور بالراحة الكافية، فإن سوء نوعية النوم الناجم عن الشخير المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية، وإلى زيادة فرصة وجود متلازمة الأيض (metabolic syndrome)، بالإضافة إلى الحوادث المرتبطة بالحرمان من النوم.
- ترجمة: زينب النيّال.
- تدقيق: أسمى شعبان.
- تحرير:عيسى هزيم .
- المصدر