تُعَد آلة الضجيج الأبيض الحل الأبسط لإخفاء الضجيج. من النظرة الأولى، يبدو التقلُّب على أصوات الضّجيج الأبيض قبل الذهاب إلى الفراش فكرةً غير مطروحة. لكن هل تريد نومًا أفضل؟ إليك هذا الحل البسيط: سبّب بعض الضوضاء، واستمتع بأحلام سعيدة.
يُقسم بعض الناس إنهم لا يقدرون على النوم دون تشغيل المروحة، وتبيع الشركات أجهزة الضجيج لمساعدتك على الاستمتاع بنوم مريح. السؤال هنا: ماذا يحدث في أدمغتنا وآذاننا؟ الجواب باختصار: الضجيج الأبيض هو الأفضل، على الأقل لبعض الناس.
يُعرف الضجيج الأبيض تقنيًا بأنه ضجيج مستمر ينجم عن اجتماع جميع الترددات الصوتية المسموعة بتساوٍ. إذا افترضنا أنك موسيقي، عندما تعزف نوتة (سي) متوسطة، فأنت تستخدم ترددًا يقارب 261.6 هرتز. الضجيج الأبيض هو مقدار متساوٍ من كل الترددات، من الترددات المنخفضة إلى الترددات الأعلى ضمن مجال سمع الإنسان. للحفاظ على استمرار الأنالوجيا الموسيقية (التشابه الموسيقي)، تعزف فرقة كبيرة نوتات مختلفةً قليلًا. (الآلات التي تبلغ ذروة أدائها، كما في المروحة، هي الأفضل لعزف هذه النوتات).
عندما يوقظك ضجيج ما في الليل، فإن الضجيج ذاته لم يوقظك، لكن التغير المفاجئ أو التضارب الصوتي هو المسؤول عن ذلك. يخلق الضجيج الأبيض تأثير الإخفاء، إذ يخفي التغيرات المفاجئة التي تقلق النوم الخفيف، أو تزعج من يوشكون على النوم. يقول سيث س.هورويتز، عالم الأعصاب ومؤلف كتاب (الشعور العالمي: كيف يشكل السمع الذهن)»: التفسير البسيط هو أن السمع يستمر بالعمل في أثناء النوم«.
يقول كليت كوشيدا، مدير مركز أبحاث النوم البشري في ستانفورد: «لهذا يفضل أغلب شركاء الفراش سماع الضجيج الأبيض المستمر بدلًا من أصوات شخير الزوج المتقلبة».
يبدو هذا منطقيًا، أليس كذلك؟ لكن الأمر ليس دائمًا بهذه البساطة.
فهناك ما يُسمى الضجيج الزهري، وهنا تدخل حسابات رياضية معقدة نوعًا ما. الضجيج الزهري ضجيجٌ أبيض في الأساس لكن تنخفض فيه الترددات العالية. يملك الضجيج الأبيض قوةً متساويةً في جميع الترددات، أما الضجيج الزهري فيكون أعلى وأقوى في النهايات السفلية من طيف الأصوات.
قد يساعد هذا من يشكون الطنين، أو ينزعجون من الدرجات الصوتية الأعلى في الضّجيج الأَبيض. لا تتوقف شجرة عائلة الضجيج هنا، فبتعديل الترددات التي تنخفض حدتها أو تزداد، نحصل على ضجيج براون (على اسم شخص لا اللون البني)، والضجيج البنفسجي، والكثير من الألوان الأخرى، إذ يفضل الناس أصواتًا مختلفة.
لا يحتاج الجميع إلى أصوات طبعًا، إذ قد يؤدي تأثير الإخفاء إلى تأثيرات معاكسة عند بعض الناس، أو ازدياد الإحساس بالأصوات الباطنية وفقًا لهورويتز. في العالم غير المفسر من الرنين العشوائي، قد تلتقط آذان البشر الضجيج المغطى بالضجيج الأبيض ولا تلتقطه في أثناء الهدوء! تفسير ذلك سيكون في مقال آخر، خذ قسطًا من الراحة الآن.
اقرأ أيضًا:
لا تستطيع النوم ؟ جرب هذه الأساليب الفعالة لنوم هادئ
لست بومة الليل ولا عصفور الصباح؟ هناك نوعان آخران من أنماط النوم
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: عون حدّاد
مراجعة: أكرم محيي الدين