عندما تنظر من النافذة في ليلة صافية، ستلاحظ أن النجوم تتلألأ، لكن ليس كل شيء في سماء الليل يلمع، ولا سيما الكواكب.
هناك خمسة كواكب يمكن رؤيتها بالعين المجردة: عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل. لا يبتعد الزهرة، وعطارد تحديدًا، كثيرًا عن الموضع الظاهري للشمس، إذ يقع مداراهما داخل مدار الأرض، ما يحول دون وصولهما إلى ارتفاع كبير في الأفق. لذا، يمكنك العثور عليهما في الشرق أو الغرب، وفقًا لموقعيهما ومدار الأرض.
أما الكواكب الثلاثة الأخرى، فهي أبعد عن الشمس من الأرض، ما يسمح لها بالوصول إلى سمت الرأس، أي أعلى نقطة في السماء، لكنها تبقى دائمًا على مقربة من مسار الشمس.
وهذا المسار هو المستوى التخيلي الذي تدور فيه الأرض حول الشمس، ولا يبتعد أي كوكب عنه بدرجات كبيرة. العثور على هذا الخط أمر يسير، لكن الأسهل من ذلك هو تحديد الأجرام الشبيهة بالنجوم التي لا تتلألأ، إذ لا يتطلب الأمر معرفة الاتجاهات الأساسية.
تتلألأ النجوم بسبب اضطراب الغلاف الجوي، حتى في أكثر الأيام هدوءًا. فحتى عند غياب الرياح السطحية، تظل هناك حركات واضطرابات في المسافة التي تفصل بين الأرض والفضاء، التي تمتد حوالي 100 كيلومترًا (62 ميلًا). وبما أن النجوم تُعد مصادر نقطية للضوء، فإن هذا الاضطراب يؤثر في الضوء الذي يصل إلينا منها، ما يؤدي إلى وميضها.
أما الكواكب، مع أنها تبدو كنقاط صغيرة لأعيننا، فإنها في الواقع أقراص دقيقة الحجم لقربها النسبي من الأرض. ونظرًا لهذا الحجم الممتد، فإن اضطرابات الغلاف الجوي لا تؤثر في ضوئها بالقدر نفسه، لذا فإنها لا تومض، ما يجعلها مميزة عن النجوم في السماء.
في الواقع، يشكّل اضطراب الغلاف الجوي عقبةً كبيرة أمام علم الفلك الأرضي عالي الدقة، لذا تلجأ بعض المراصد إلى استخدام أشعة الليزر لإنشاء نجوم وهمية تتيح لها تصحيح الصور. تُستخدم أيضًا تقنيات البصريات التكيفية التي تتحرك مراياها باستمرار للتعويض عن تأثيرات الاضطراب الجوي. ومن المقرر أن يعتمد “التلسكوب فائق الكبر إي أل تي” على مرآة قابلة للإمالة والحركة بمعدل 10 مرات في الثانية لتقليل تشوش الغلاف الجوي.
وإذا كنت ترغب في اختبار قدرتك على تمييز الكواكب بين النجوم، فقد حان الوقت المثالي لذلك. إذ تشهد السماء حاليًا “موكبًا كوكبيًا” تصطف فيه جميع الكواكب، باستثناء عطارد، في خط واحد. وفي بضعة أسابيع، سيصبح عطارد مرئيًا أيضًا. لذا، لا تفوّت الفرصة، واخرج بعد غروب الشمس لرصد هذا المشهد الفريد!
اقرأ أيضًا:
يبدو أن احتمال إيجاد حياة حول أكثر النجوم شيوعًا في الكون أكبر مما كنا نعتقد
تعرف على النجم الذي يخرق سطوعه قوانين الفيزياء
ترجمة: ماسه فؤاد كريم
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
مراجعة: باسل حميدي