قد يتسائل البعض عن سبب ذلك الإهتمام الزائد برصد موجات الجاذبية، ما هو المهم بتلك الموجات؟ لماذا يبالغ المجتمع العلمي في الإهتمام بتلك الموجات؟ وما سبب توقع البعض حصول فريق مرصد الليجو على جائزة نوبل إذا تمكنوا من رصد تلك الموجات؟
في الأسطر القادمة سنحاول شرح مدى أهمية تلك الموجات ولماذا قد يصبح غدًا أول أيام عصر جديد في الفيزياء والرصد الفلكي.
الكون منذ اللحظة صفر أو منذ لحظة نشأته حتى مرور قرابة ال 240 ألف سنة بعد لحظة الصفر كان معتمًا ومظلمًا، كانت أنوية الذرات منفصلة عن الإلكترونات وبالتالي كانت فوتونات الضوء تتفاعل مع الشحنات الموجبة والسالبة للأنوية الذرية والإلكترونات حتى بدأ الكون يبرد نسبيًا وأخذت الأنوية تلتقط الإلكترونات، وعادلت الشحنات الموجبة الشحنات السالبة وبالتالي أصبحت المادة شفافة وسمحت للفوتونات بالحركة.
لماذا ذكرنا ذلك؟ ما علاقة ذلك بموجات الجاذبية؟
لإن الرصد الفلكي حاليًا يعتمد على الأشعة الكهرومغناطيسية ووحدة بنائها الفوتونات، ولإن الضوء يستغرق وقتًا حتى يصلنا فبالتالي الرصد الفلكي نشاهد من خلاله الماضي وليس الحاضر.
وهكذا لو أن هناك مجرة ما على بعد 12 مليار سنة ضوئية منك فإن الضوء الصادر منها سيصلك بعد 12 مليار سنة ولذلك عندما نشاهد تلك المجرة فإننا نشاهد شيئًا منذ 12 مليار سنة مضت.
لكن، ما هو أبعد وأقدم شئ نراه على الإطلاق؟
أبعد شئ نراه هو إشعاع الخلفية الكوني أو Cosmic microwave background وهو عبارة عن أولى الفوتونات التي انطلقت من الكون تمامًا بعد التقاط الأنوية للإلكترونات كما ذكرنا سابقًا.
الآن عن طريق التلسكوبات نرى ونشاهد ماضي الكون حتى إذا ما وصلنا لتلك الفترة المظلمة في تاريخ الكون أو ال 240 ألف سنة الأولى فإننا نعجز عن رؤية أي شيء.
الآن نعود لموجات الجاذبية مرة أخرى، من تعريفها الأساسي سنعرف إنها تموجات في نسيج المكان-الزمان (الزمكان) نفسه وحدوثها هو نتيجة حركة الاجسام الكبيرة أو الأحداث الضخمة ف الكون مثل انفجارات السوبرنوفا.
الكون نفسه في نشأته خلال مراحل الإنفجار العظيم وحتى في خلال أول جزء من التريليون من الثانية الأولى تكونت به تلك الموجات وبالتالي لو استطعنا تطوير أدوات رصد بإمكانها استخدام موجات الجاذبية بدلًا من الموجات الكهرومغناطيسية فسنمتلك أداة تجعلنا نرى مراحل نشأة الكون الأولى.
سيصبح بالإمكان أيضًا رصد اندماج النجوم النيوترونية ومراقبة سلوك الثقوب السوداء. تأتي الأهمية البالغة لتلك الموجات أيضًا من فكرة إنها الطريقة الوحيدة التي يمكن بواسطتها تتبع أصل الكون.
وسط تلك الأهمية البالغة لتلك الموجات التي قد تفتح عصرًا جديدًا في مجال الفيزياء والرصد الفلكي فإن مرصد ليجو LIGO قد نوه لإقامة مؤتمر صحفي اليوم السعة 15:30 بتوقيت غرينتش للإعلان عن أحدث الجهود للكشف عن تلك الموجات وسط تسريبات بأن مرصد الليجو قد تمكن من رصد موجات الجاذبية لأول مرة، فهل نحن على موعد مع حدث سيصنع التاريخ؟
- اقرأ أيضًا للتعرف أكثر:
التسلسل الزمني للإنفجار العظيم:
http://172.104.145.106:8080/ibelieveinsci.com/?p=8550
هل سيشهد يوم 11 فبراير القادم الكشف عن موجات الجاذبية لأول مرة؟:
http://172.104.145.106:8080/ibelieveinsci.com/?p=10479