يُمكن لصوت قطرات المياه الصادر من الصنبور أو من السقف أن يجعلك تفقد أعصابك بسرعة وسهولة. إن أصوات القطرات هذه تملك خاصية ازعاج أخرى، لم نكن متأكدين كيف تكونت حتى الآن.
بفضل كاميرات التصوير عالية السرعة وتقنيات تسجيل الصوت الحديثة، اكتشف الباحثون سبب صدور تلك الأصوات المزعجة، وكيفية إيقافها.
كما هو مبين بالتفصيل في التقارير العلمية، فإن الصوت لا يصدر من القطرة نفسها. بل بفعل فقاعة صغيرة من الهواء تنحصر تحت سطح الماء عندما تسقط القطرة في الماء. تجعل فقاعة الهواء سطح الماء يهتز ما يخلق ذلك الصوت الواضح.
وصرح الدكتور أنوراغ أغاروال “Dr Anurag Agarwal”، الباحث في قسم الهندسة بجامعة كامبريدج في بيان قائلًا: «أُنجز الكثير من العمل على الميكانيكا الفيزيائية لقطرات صنبور المياه، لكن لم يُنجز الكثير بخصوص الصوت».
وأضاف: «ولكن بفضل تقنية الفيديو والصوت الحديثة، أصبح بإمكاننا أخيرًا الكشف عن المكان الذي يصدر منه الصوت بالضبط، ما قد يساعدنا على إيقافه».
لقد توضح الجانب البصري من قطرات الماء لسنوات عديدة، وذلك مع توافر الصور الأولى التي يعود تاريخها إلى العقد الأول من القرن العشرين.
إذ تكون العملية كالتالي: تضرب قطرة المياه سطح السائل، ما يؤدي بدورهِ إلى تكوين فجوة؛ كرد فعل ناتج من شدة صلابة السطح. يتلاشى السائل بسرعة بعد الضربة، ما يؤدي إلى إغلاق الفجوة مع بقاء كمية صغيرة من السائل فوق السطح. في الوقت ذاته، تكون فقاعة الهواء محصورةً تحت السطح.
لقد كانت الرؤية بدقة فائقة أسهل من الاستماع بدقة فائقة. بقيت قضية الصوت أمرًا غامضًا، حتى اشتبكت الأحداث التي دفعت الدكتور أغاروال ليواجه صوت الطقطقة المزعج.
قال أغاروال: «بينما كنت مستيقظًا بسبب صوت الماء الساقط في الدلو الموضوع تحت منطقة التسريب، بدأت أفكر في هذه المشكلة.
في اليوم التالي، ناقشت الأمر مع صديقي ومع أستاذ أكاديمي زائر، وفوجئنا بكوننا جميعًا، لم نستطع الإجابة على سؤال ما الذي يسبب ذلك الصوت».
كانت الخاصية الرئيسية التي تعرفوا عليها هي أن فقاعة الهواء تحتاج إلى أن تكون قريبةً جدًا من الجزء السفلي من الفجوة لخلق الذبذبات، وهو وضع فعال للغاية لإحداث ذلك الصوت.
لكن مع ذلك أيضًا، سيكون عُرضةً لشيء يسهل إيجاده بالقرب من كل صنبور مياه، ألا وهو الصابون. وجود القليل من الصابون في الماء يقلل من شدة صلابة السطح الذي تسقط فيه المياه، وبالتالي يخفف من الضوضاء الصادرة من ذلك الصوت المزعج.
- ترجمة: حسام صفاء
- تدقيق: أحلام مرشد
- تحرير: أحمد عزب
- المصدر