تتلألأ أسنان المشاهير وعارضي الأزياء وتنصع بياضًا، في حين تكون أسنان معظم الناس أغمق قليلًا.
لكن هذا ليس مفاجئًا بشكل كبير.
فهناك الكثير من الأشياء تؤثّر على لون أسنانك وتحوّله إلى ذلك اللون الأصفر، ما يجعل بعض الناس يفقدون ثقتهم بأنفسهم ويتردّدون حول الابتسام.
تُعتبَر الأسنان غير طبيعية في حال كان لونها أيّ لون آخر عدا الأبيض والأبيض المصفرّ، وفقًا للمكتبة الأمريكية الوطنية للطب.
تُدرَج معظم أسباب تلوّن الأسنان ضمن صنفين رئيسَين: التلوّن الخارجي والتلوّن الداخلي.
ويمكن أن يكون اصفرار الأسنان بسبب عوامل صحية كثيرة، بدءًا من استخدام العلاجات وصولًا إلى التنظيف غير الكافي للأسنان.
التلوّن الخارجي
يؤثّر التلون الخارجي على طبقة المينا-Enamel، وهي الطبقة الصلبة الخارجية للأسنان. وبالرغم من سهولة تلون مينا السنّ، إلا أنّه من الممكن التخلّص من هذه الملوّنات أو تصحيحها.
يقول الدكتور Justin Philipp من عيادة الأسنان J. Philipp في تشاندلر في ولاية أريزونا: «إنّ نمط الحياة هو المسبّب الأوّل لاصفرار الأسنان. فالتدخين، وشرب القهوة والشاي، ومضغ التبغ هي العدو الأسوأ».
بالنسبة للناس الذين يدخّنون أو يمضغون التبغ، فالقطران والنيكوتين في التبغ هي مواد كيميائية تسبّب أصبغةً صفراء على سطح الأسنان.
وكقاعدة أساسية، أيّ طعام أو شراب يصبغ الملابس بإمكانه أيضًا صبغ أسنانك.
ولهذا السبب، فالأطعمة والمشروبات ذات الألوان الغامقة، من ضمنها النبيذ الأحمر، والكولا، والصلصة الغامقة (مثل صلصة الصويا)، وخلّ البلسم، وصلصة المعكرونة، وصلصة الكاري كلّها باستطاعتها تغيير لون الأسنان.
بالإضافة إلى بعض الفواكه والخضروات (مثل العنب، والتوت البري، والكرز، والشمندر الأحمر، والرمان) التي لها قدرة على صبغ الأسنان. هذه الأشياء كثيرة مولِّدات اللون-Chromogens، وهي مواد إنتاج الصبغة والتي يمكنها أن تعلق بمينا الأسنان.
المصّاصات والحلوى من الأطعمة الأخرى التي يمكنها صبغ الأسنان.
يمكن للأطعمة والأشربة الحامضة أن تزيد من قابلية التلون، وذلك من خلال تعرية مينا السن وتسهيل التصاق الأصبغة بها.
حمض الطنطاليك-Tannin هو مركّب حامض يوجد في النبيذ والشاي، ويساعد أيضًا على لصق مولّدات اللون على مينا السن، ما يسبّب التلون بالنهاية. ولكن هناك خبر جيّد لمُحتسي الشاي: نُشِرت دراسة عام 2014 في المجلة العالمية لنظافة الأسنانInternational Journal of Dental Hygiene، وجدت أنّ إضافة الحليب إلى الشاي يقلّل فرص تلون الأسنان، وذلك لأنّ البروتينات في الحليب قادرة على الارتباط بحمض الطنطاليك.
يمكن للشكل السائل من مكمّلات الحديد صباغة الأسنان، لكن هناك طرق عديدة للوقاية من هذه الصبغات أو التخلّص منها، بحسب Mayo Clinic.
إنّ عدم العناية الكافية بالأسنان (مثل تفريش الأسنان غير الكافي أو تنظيف الأسنان بالخيط) وعدم الذهاب إلى عيادة الأسنان لتنظيفها يمنع التخلّص من هذه المواد الصابغة، ما يؤدّي إلى تراكم طبقات البلاك-Plaque (اللويحة السنية) على الأسنان، وينتج عن ذلك تغيّر في لونها.
التلوّن الداخلي
يحدث التلون الداخلي في الطبقة الداخلية للأسنان التي تسمّى العاج-Dentin، ما يصعّب عملية إزالة هذه الأصباغ.
يسبّب عدد هائل من الأدوية التلون الداخلي للأسنان. إذا تعاطى الأطفال المضادات الحيوية التتراسيكلين أو الدوكسيسيكلين في سنّ نموّ الأسنان (قبل عمر 8 سنوات)، سيتحول لون أسنانهم إلى الأصفر البني.
أمّا النساء اللواتي يتعاطينَ التتراسيكلين بعد الشهر الرابع من الحمل أو أثناء الرضاعة، فمن الممكن أن تسبّب للطفل أسنان متغايرة اللون؛ بحسب Mayo Clinic.
وأثناء البلوغ، فإنّ استخدام وصفات طبية قوية لغسول الفم التي تحوي على الكلورهيكسيدين (وهو مركّب يقلّل من الجراثيم والتهاب اللثّة)، يمكن أن يتسبّب بتغيير لون الأسنان إلى البني.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مضادات حبّ الشباب التي تحوي على مينوسيكلين (مركّب مشتقّ من التتراسيكلين) تلوّن الأسنان.
يمكن للخضوع للعلاجات الكيميائية والتي تصل إلى الرأس والرقبة تلوين الأسنان داخليًّا.
حتّى بعض الأدوية الشائعة مثل مضادات الهيستامين والعلاجات النفسية وعلاجات ضغط الدم يمكنها أحيانًا تصفير الأسنان.
وبالرغم من كون الفلورايد مفيدًا للأسنان من خلال تقوية طبقة المينا ومنع التسوس، فالتعرّض للكثير من هذا المعدن ليس جيّدًا للون الأسنان.
تسمّم الفلور، والذي ينتج عن امتصاص كمية من الفلور، يتسبّب بخطوط بيضاء باهتة أو بقع بنية على الأسنان.
وتكثر المشكلة في المناطق حيث تحوي مياه الشرب كمياتٍ عاليةً من الفلور الطبيعي، مثل المناطق التي تعتمد على مياه الآبار، بحسب Philipp.
ومن الممكن التعرّض إليه بكثرة من خلال تعاطي المكمّلات والاستخدام الدائم للغسولات ومعاجين الأسنان المحتوية عليه.
قد تسبّب علاجات الأسنان اغمقاق لونها.
يقول الدكتور Bruno Sharp من عيادة Sharp في ميامي في ولاية فلوريدا: «تسبّب الكثير من مواد الأسنان تغيّر لونها، خاصّة الحشوات المُلْغَميّة-Amalgam (حشوات الفضة)».
وبحسب The Cleveland Clinic يمكن لذلك أن يعطيَ الأسنان مسحةً خفيفةً من اللون الأسود الرمادي.
أسباب إضافية
بالإضافة إلى الصبغات، هناك أسباب عديدة لتغيّر لون الأسنان تتضمّن الجينات الوراثية، والعمر، والمرض، والجروح.
هناك العديد من الأسباب لكون بعض الناس أكثر عرضةً لاصفرار الأسنان، بحسب الدكتورة Edita Outericka مديرة مركز الأسنان Dynamic Dental في مانسفيلد في ولاية ماساتشيوسيتس، وتشرح قائلةً: «الجينات الوراثية هي الرقم واحد.
إنّ تكوُّن العاج المَعيب وتكوُّن المينا الناقص هما اضطرابان وراثيّان يسبّبان تطوّرًا معيبًا للأسنان وقد يسبّبان تغيّر لونها».
وتقول: «إنّ الوراثة تفسّر سبب امتلاك بعض الأشخاص طبقة مينا أفتح أو أثخن من غيرهم. فربّما وُلِدتَ بأسنان تظهر أكثر اصفرارًا أو ابيضاضًا مقارنةً بالغير».
جزءٌ من هذا مرتبطٌ بسماكة المينا شبه الشفّافة.
إذا كنت تملك طبقة مينا رقيقة، فاللون الطبيعي الأصفر للعاج يظهر من خلالها.
يمكن للعمر أيضًا تغيير لون أسنانك للأغمق؛ فحين تكبر، ترقّ الطبقة الخارجية للمينا مع الوقت، جاعلةً الأسنان تبدو مصفرّةً.
وأفضل حماية ضدّ تآكل المينا هي وجود كمية كافية من اللعاب، والتي بإمكانها غسل بقايا الطعام وطبقة البلاك عن الأسنان، والحصول على كمية كافية من الفلورايد، بحسب Mayo Clinic.
قُمْ بتفريش أسنانك مرّتين باليوم مستخدمًا معجونًا يحوي الفلورايد، واشرب الماء المعالَج به، واذهب إلى الطبيب في حال كنت تعاني من جفاف الفم ليساعدك في منع تآكل طبقة المينا في أسنانك.
يمكن أن يتأثّر لون أسنانك بالمرض.
إذ يمكن لاصفرار الأسنان أن يحدث خلال تعرّضك لحمى شديدة بسبب عدوى وفي سنّ مبكّرة.
اليرقان-Jaundice الشديد عند حديثي الولادة هو سبب آخر لاصفرار الأسنان، بحسب Outericka.
ويمكن للسقوط والإصابات الرياضية عند اليافعين أن تؤثّر في تشكّل مينا الأسنان عندما تكون أسنان الأطفال الدائمة في طور النمو، ويمكن لها أن تنتهي بمظهر أقرب للرمادي. ونفس الشيء بالنسبة للإصابات التي تدمّر الأعصاب أو تكسر الأسنان عند البالغين، فقد تؤدّي أيضًا لتغيّر اللون في الأسنان الدائمة.
بالإضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين يشحذون أسنانهم بكثرة – خصوصًا أثناء النوم – تزول لديهم الطبقة الخارجية للمينا ببطء مُظهرةً لون العاج الأصفر.
الحماية والعلاج
أفضل حماية من الأسنان الصفراء هي الانتباه للطعام والشراب وعدم التدخين.
ويجب عليك المحافظة على نظافة الأسنان وزيارة مختصٍّ مرّتين في السنة على الأقلّ.
أسهل ما يمكن إصلاحه من أسباب اصفرار الأسنان هو نظافة الفم السيّئة: وذلك لأنّه حين تتكون طبقة البلاك (طبقة تشكّلها الجراثيم على الأسنان) والترتر-Tarter (طبقة بلاك صلبة) تظهر الأسنان صفراء.
وبإزالة الطبقة تلك قبل أن يسوء تسوّس الأسنان، يمكنك الحصول على ابتسامة ناصعة وأسنان صحية، بحسب Outericka.
تقول Outericka: «من الأفضل تنظيف أسنانك دائمًا عند مختصّ. إذ سيساعدك هذا في إزالة اللون.
وإنّ الشرب عبر مصّاصة يقلّل وقت تعرّض الأسنان للسوائل التي تبقى على سطحها».
ويمكنك أيضًا مضمضة فمك بالماء بعد الأكل أو الشرب في حال كان تفريش الأسنان غير ممكن.
هل ينبغي ألّا تكون سعيدًا بلون أسنانك؟ استشر طبيبًا.
تقول Outericka: «هناك العديد من طرق العلاج التي يمكن تطبيقها لجعل أسنانك تنصع بياضًا».
- ترجمة: لُبيد الأغبري.
- تدقيق: اسماعيل اليازجي.
- تحرير: كنان مرعي
- المصدر