نفترض عادةً أن معظم النساء مغايرات جنسيًا مالم يُثبت خلاف ذلك إما عن طريق المظهر الخارجي للنساء أو المهنة أو المجاهرة بالميول، ومع ذلك تبقى مهمة معرفة التوجه الجنسي أعقد من ذلك وكل الأمور السابقة ليست بالضرورة انعكاسًا لميول الفرد.
انتشار النساء المغايرات جنسيًا في الغالب
في دراسة استقصائية حول الميولات الجنسية، راجعت الباحثة الجنسية زانا فرانفالوفا نتائج ظاهرة “الغيرية الجنسية غالبًا” بعدما مُنحت النساء فرصة اختيار ميولاتهم الجنسية إذ أن 95% من النساء اختاروا أنهم مغايرات الجنس ولكن ذلك لم يعكس مصداقية الإجابات، وتتراوح باقي النسب بين 1 إلى 3% لكل من المثلية الجنسية والازدواجية الجنسية، وأيضًا عندما سئلت تلك النساء عن الانجذاب الجنسي هبطت النسبة إلى 90٪ من اللواتي قالوا أنهن ينجذبن إلى الرجال فقط.
يقابل هذا الانخفاض زيادة في النساء اللواتي يُعرفون عن أنفسهم “مغايرات الجنس في الغالب مع بعض الميولات المثلية”، زادت النسبة ضمن نفس الدراسة بين 5٪ إلى 15٪ وهي نسبة أكبر من إجمالي عدد النساء اللواتي ينجذبن بتساوٍ تقريبًا إلى الرجال والنساء أو ما يُعرف بازدواج الميولات الجنسية اللواتي ينجذبن إلى النساء فقط، وتختلف تلك النسب على حسب العينة السكانية المدروسة.
انخفضت النسبة بين النساء المنجذبات حصرًا للرجال نحو 78٪ و15٪ مزدوجي الميولات الجنسية ومثليات الجنس، لذا يمكن القول في حال أعطينا النساء فرصة التعبير عن ميولاتهن الجنسية سواء كانت انجذابًا جنسيًا أو رومنسيًا فإن نسبة غير المغايرات ستزداد بنسب كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
التغيرات التنموية
إذا ما سألنا النساء حول فهمهن لميولاتهن الجنسية في الماضي والمستقبل والوقت الحالي، طبعًا ستزداد نسبة اللواتي يُعرفن أنفسهن “مغايرات جنسيًا غالبًا”.
تطوريًا تزداد حالة المغايرة الجنسية لديهن في المراهقة وتبلغ ذروتها في العشرينيات وتبقى مرتفعة نسبيًا خلال منتصف العشرينيات إلى منتصف الثلاثينيات وربما لاحقًا ولكننا لا نعرف حاليًا، حتى بين الشباب تزايد نسبة المغايرة الجنسية خلال سنوات الدراسة الجامعية.
وجدت دراسة ثبات نسبة المغايرة الجنسية لدى النساء الشابات خلال فترة المراهقة حتى مرحلة البلوغ ومعظم النساء اللاتي بدأن بفهم ميولاتهن الجنسية عرفوا عن أنفسهن في ما بعد على أنهمن “مغايرات جنسيًا غالبًا” ولسن مثليات أو مزدوجات الميول الجنسية.
تنتشر الميولات “المغايرة غالبًا” بين النساء البيضاوات من المجتمعات الأكثر تمدنًا، وربما تتحدى النساء اللواتي يعيشن في بيئة نامية العادات والتقاليد المجتمعية ولا يعرفن عن ميولاتهم على أنها “مغايرات تمامًا” ولكن” منفتحة وأكثر غيرية”.
لماذا هذا التغيير؟
حاول العديد من الباحثين فهم ما تعنية “مغايرات جنسيًا غالبًا” ونعلم من بحث سابق أن أي بحث لا يوفر أكثر من ثلاثة أو أربعة خيارات للهوية الجنسية لا يعكس تجربة العديد من النساء، إذ إن العديد من النساء يصفن ميولاتهن على أنها أكثر غيرية وليست حصرًا مزدوجة الميولات الجنسية؛ لأن ذلك يصف ميولاتهن وتوجهاتهن بطريقة أفضل، ولكن في حال تُرك الموضوع لهن سيبتكرن ميولاتهن الخاصة مثل “الشمولية الجنسية” أو “منفتحات حول التجربة المزدوجة” أو “مرنات الميول” أو “في حالة بحث عن ميولاتهم” ومصطلحات أخرى.
مؤخرًا أجرى عالما النفس ليام وينال وهيلين دريسكول مقابلات مع النساء فيما يتعلق بأسباب تحديدهن على أنهن “مغايرات جنسيًا غالبًا”، كانت معظمهن محبطات لوجود بعض الفئات التي لاتصف ميولاتها الجنسية أو توجهاتها العاطفية تحديدًا وذكرن علاقاتهن السابقة مع أجناس متعددة وأردن البقاء على ذلك في مستقبلهن وترك الخيارات مفتوحة أمامهن، اعتبر الكثيرون حياتهم الجنسية على أنها مرنة وعلى أنها تقع في نطاق: “الجنسانية باعتبارها سلسلة متصلة يمكن المرء أن يتحرك فيها أو مقياسًا يعتمد ليس فقط على الرغبات الجنسية ولكن على الانجذاب العاطفي والتاريخ الشخصي”.
اقرأ أيضًا:
ما حقيقة الدراسة التي تقول بأنه لا يوجد أحد خالٍ من بعض الميول المثلية؟
سبع عشرة حقيقة لا تعرفها عن ازدواجية الميول الجنسية
ترجمة: محمد علي شيخ عثمان
تدقيق: أيمن الشطي