هذا هو موسم الاحتفال. نقضي أوقات اجتماعنا مع الأهل والأصدقاء في تناول المقبلات الشهية والتمتع بكوكتيلات الاحتفال وشرب النبيذ مع العشاء وطهو وجبات متعددة ومنها فطيرة الجدة المحلاة بالسكر. وبعد هذه المناسبة يأتي حفل الشركة أو مباراة كرة القدم في ليلة رأس السنة. لنكن صادقين: هذا هو موسم الإفراط في الطعام.
يكتسب الأمريكي في المتوسط بين عيد الشكر وعيد الميلاد 1 – 10 أرطال (0.45 – 4.5 كيلوجرام)، ويختلف هذا العدد حسب الدراسة التي تود تصديقها. قد لا يبدو هذا خطيرًا، لكنه في الواقع مهم جدًا.
يعاني نحو 38% من الأمريكيين السمنة، ويعاني 33 % زيادة الوزن، ونحن نكتسب في المتوسط نحو رطل إلى رطلين كل عام. إن مجرد اكتساب رطل واحد يسبب مشكلات على المدى البعيد.
ماذا يحدث في جسمك؟
تفرز المعدة حمض الهيدروكلوريك الذي يبدأ عملية الهضم ويقتل البكتيريا في أثناء تحرك الطعام عبر جهازك الهضمي.
إن زيادة تناول الطعام تسبب زيادة الحمض المفرز، وقد يصعد بعض هذا الحمض إلى المريء مسببًا ما يُعرف بحرقة الفؤاد.
تُبطِئ الوجبات الكبيرة عملية الهضم، فيمكث الطعام وقتًا أطول ليُهضَم،وهذا ما يسبب الغازات وشعور الامتلاء الذي غالبًا ما تشعر به بعد الوجبات الكبيرة.
يوجه جسمك جل طاقته لهضم كل الطعام الذي تناولته، فيرسل مزيدًا من الدم إلى الجهاز الهضمي، فيقل الدم الحامل للأكسجين والغذاء إلى سائر الجسم، وهذا ما يشعرك بالخمول والدوار.
يسبب الإفراط في تناول الطعام أيضًا ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى سكر الدم، وخصوصًا إذا أفرطت في تناول الكربوهيدرات أو السكر.
إن تناول السكريات بكثرة يؤدي إلى تحرير كمية كبيرة من الإنسولين، الذي يمدك بطاقة كبيرة مفاجئة. قد تشعر بعد تناول الطعام بنشاط مفاجئ، لكنك ستشعر بعدها بالإنهاك والتعب.
يفترض جسمك أنك لست بحاجة إلى استهلاك كل هذه الطاقة، فيخزن معظمها بتحويلها إلى دهون.
وإذا أضفت الكحول إلى كل هذا الإفراط في السعرات الحرارية، فسيصبح نومك قلقًا طوال الليل.
ستشعر بالجوع عندما تستيقظ صباحًا، لأن البنكرياس عمل طوال الليل للتعامل مع وجبتك الأخيرة. قد تعاني ألمًا في الرأس أو صعوبة في التركيز أو تشوشًا عقليًا أو إنهاكًا.
لذا، حتى وإن كان كل ما تكتسبه هو رطل أو اثنان، فأنت لست بحاجة إليه، ويُفضل أن تتخلص منه، ومن كل هذه الآثار السيئة نتيجة الإفراط في الطعام والشراب.
كيف تتفادى اكتساب الوزن في العطل؟
من الاستراتيجيات الشائعة: «قل “لا” فحسب».
تقول اختصاصية التغذية سوزان وينر أن الحد من رغبتنا في الأكل ليس مجديًا لأنه يشعرنا بالحرمان والقلق.
تقول وينر: «عِش اللحظة وكُن حاضرًا ذهنيًا. كل طعامك المفضل، وذق طعم اللحظة».
وذكرت أن الحضور الذهني يتجاوز إحساس التذوق. «انتبه إلى ما تضعه في طبقك. كن حذرًا من مقدار السعرات العالي في الكحول. اجلس وقت الطعام، وحاول ألا تسترق الطعام في أثناء تحضيره. وإذا أفرطت في الطعام، فلا تقسُ على نفسك، وخذ نفسًا عميقًا وتخطَّ الأمر، واتخذ قرارات أفضل مستقبلًا».
إليك بعض النصائح الأخرى:
مارس التمارين الرياضية
حاول الحفاظ على روتينك المعتاد قدر المستطاع. أوقف سيارتك في مكان بعيد عندما تذهب إلى المدينة أو إلى التسوق. ارتدِ حذاءً مريحًا وامشِ بنشاط من متجر إلى آخر. تنزه في الحي بعد تناولك وجبةً كبيرة. شارك عائلتك في لعبة كرة القدم أو التزلج. العب ألعابًا تتطلب نشاطًا في منزلك مثل تنس الطاولة.
أعد النظر في أطعمتك المفضلة
تذكر مجلة Eating Well وصفات جيدة لفقدان الوزن مثل البطاطا المهروسة وأجنحة الدجاج ومشروبات العطل.
تخلَّ عن فكرة الصيام
يعتقد العديد منا أن الامتناع عن الطعام طوال اليوم وتقليل السعرات الحرارية يمكننا من الأكل بحُرية في وجبة أيام العطل. لكن هذا يدفع الجسم إلى الاحتفاظ بالسعرات الحرارية استعدادًا لفترات الجوع. من الأفضل تناول فطور منخفض الدسم وعالي البروتينات وعشاء خفيف ووجبة عطلة متوسطة.
أنصت إلى جسمك
ابدأ بتناول كميات صغيرة وتمتع بكل جزء من وجبتك. انتظر قليلًا، واترك متسعًا لتناول قطعة مناسبة من فطيرة تحبها.
فكر قبل أن تشرب
يحتوي مشروب واحد من الجعة على 175 سعرة حرارية، في حين يحتوي كأس النبيذ على 160 سعرة حرارية، وشراب البيض على 223 سعرة حرارية. لا تمتنع عن الشرب تمامًا في أثناء العطل، بل ارتشف بتأنٍّ واختر مشروبات منخفضة السعرات الحرارية.
النوم
إن الحصول على قسط كاف من الراحة هو أساس الصحة والعافية والحفاظ على وزن صحي. تمهل وخذ نفسًا عميقًا، وتوقف عن التفكير في كل هدية وبطاقة معايدة وحفل.
اقرأ أيضًا:
كيف أتجنب اكتساب الوزن خلال العطلات؟
نهم الطعام، حين يجوع الشخص ويأكل دون توقّف
ترجمة: ربا كيال
تدقيق: أكرم محيي الدين