هل تسائلت يومًا ما لماذا ذلك العطر الرائع الذي يستخدمه صديقك لا يبدو بتلك الروعة عند استخدامك له، بل يبدو وكأنه عطر مختلف تمامًا؟
هل فكرت يومًا عما إذا كان لجميع العطور الرائحة ذاتها على جميع الناس أم تختلف الروائح باختلاف الأشخاص؟
من المعروف أن أجسام الأشخاص تتفاعل مع الكيمياويات بشكلٍ مختلف نوعًا ما، ولكن كيف؟
تقول الصحفية بمجال العلوم نوريا إستاب (Nuria Estape) في مدونة (هيلثي سكين Healthy skin) بأن الجلد يتكون من مُركبات كيميائية مختلفة يتم إطلاقها في الهواء من خلال التبخُّر من الغدد العرقية والدهنية في الجلد، وبالتالي تنتج رائحة طبيعية، ثم تمتزج هذه الرائحة الطبيعية مع العطر لتكوِّن رائحة فريدة ومميزة لكل فرد.
وفقًا لكارين كيركباتريك (Karen Kirkpatrick) فإن المواد الكيميائية للعطر والتي تبقى على الجلد لفترة طويلة تكون مزيج مع الكيمياويات الخاصة بالجلد، والتي تتغير دائمًا بسبب عوامل كالحرارة والرطوبة والعرَق والأدوية، والنظام الغذائي وحتى التقدم بالسن.
أضافت كارين بأن هناك ثلاث طبقات أو مراحل للعطر، وهي:
الطبقة/المرحلة الأولى والتي تنطلق في الهواء بعد 15 دقيقة من وضع العطر، ثم الثانية والتي يمكن ملاحظتها بعد ساعتين فقط من وضع العطر، وذلك بسبب التبخر البطيء للكيمياويات من الجلد.
وأخيرًا الطبقة الثالثة وهي التي تظهر بعد 5 ساعات من وضع العطر.
وهذا يقودنا إلى احتمالية انه قد يكون هنالك متغير آخر بخلاف تأثير كيمياويات الجلد وكيمياويات العطر قد يؤدي إلى تغيير رائحة العطر.
فاحتمال أن تكون المًستقبلات في الأنف والتي تختلف من شخصٍ لآخر هي ما يعطي إحساس باختلاف الرائحة.
يقول الدكتور جويل ماينلاند (Joel Mainland) -أخصائي في علم الأحياء الجزيئية بمركز مونيل للحواس الكيميائية بولاية فيلادلفيا الأمريكية- بأن من بين حوالي أربعمئة من المًستقبلات في الأنف فإن تقريبًا 30% منها تختلف من شخصٍ لآخر.
وقد أجرى د.ماينلاند تجربة قام فيها باستنساخ 511 من المُستقبلات، ثم زرعها في الخلايا المضيفة، وبعد ذلك قام بقياس كيفية استجابة كل مُستقبل وذلك باستخدام 73 رائحة مختلفة.
كشفت التجربة أن تغيير مُستقبِل واحد يعني أن بعض الأشخاص قد يشمون رائحة نوع معين من الستيرويدات كأنها رائحة خشب الصندل، بينما رأى البعض الآخر أن رائحتها تشبه رائحة البول.
وهذا يقودنا إلى استنتاج آخر وهو أنه بجانب امتزاج كيمياويات الجلد مع كيمياويات العطر وإنتاج رائحة مميزة، فإن مُستقبلات الأنف أيضًا تؤثر على تصوّرك للرائحة .
لذلك، في المرة القادمة التي تشتري فيها عطرًا، ضع قليلًا منه وانتظر برهة للتأكد من أنه يمتزج جيدًا مع رائحتك الطبيعية.
قد تريد أيضًا سؤال بعض الأصدقاء عن رأيهم في العطر لأن رائحته قد تكون سيئة دون أن تدري أنت بذلك.
- ترجمة: بشار الجميلي.
- تدقيق: وائل مكرم.
- تحرير: عيسى هزيم.