هل سبق أن لاحظت أصابعك وهي تتعرض للشيخوخة بسرعة كبيرة عندما كنت تسترخي في حوض الاستحمام؟
باالتأكيد الأمر ليس كذلك! إذ أن أصابعك تتجعد فحسب.
ولكن لماذا يحدث هذا دائمًا؟
في دراسة أجريت عام 2013، أعلن العلماء أنهم وجدوا الإجابة.
إذ أن أصابع اليدين والقدمين المتجعدة تقدم لنا ميزة هامة في الأوساط الرطبة.
بدايةً، دعونا نقوم بتوضيح أمر مهم.
إن أصابعك لا تتجعد نتيجة تدفق المياه إلى داخل جلدك.
ووفقًا لموقع (Nature Research)، فقد عرف العلماء منذ الثلاثينيات من القرن الماضي أن التجاعيد التي تحدث للأصابع تحت الماء يتم التحكم فيها من قبل الجهاز العصبي اللاإرادي، وهي ناجمة عن انكماش الأوعية الدموية تحت الجلد.
في الواقع، فإن هذا الأمر لا يحدث للأشخاص الذين يعانون من تلف الأعصاب في أصابعهم.
ومع ذلك، لم نكن نعرف بالضبط سبب حدوث ذلك.
ففي دراسة نشرت عام 2013 في مجلة (Biology Letters)، سعى الباحثون إلى الكشف عن هذا اللغز الغامض.
وقد استند عملهم على البحث الذي نشره عالم علم الأعصاب التطوري (مارك تشانجيزي- (Mark Changizi وزملائه في عام 2011، والذي اعتقد أن التجاعيد تشكل وسيلة مثلى لتوفير عملية الصرف مما يحسن من الإمساك بالأشياء.
ولم يتمكن مارك من إثبات ذلك في تلك المرحلة، ولكن الدراسة التي أُجريت عام 2013 تمكنت أخيرًا من إثبات هذا لأمر.
وقد طلب الباحثون من نصف عدد المشاركين بأن يقوموا بنقع أصابعهم في الماء، ثم طلبوا منهم محاولة التقاط كل من قطع الرخام الرطبة والجافة.
واكتشف الباحثون أن الأصابع المتجعدة كانت أفضل في التقاط الأجسام الرطبة، ولم تكن جيدة في التقاط الأجسام الجافة.
وقد فسر تشانجيزي هذا الأمر قائلًا: «إن الأصابع المتجعدة تعتبر قادرة على التعامل مع المياه».
فقد كان أسلافنا بحاجة إلى المساعدة عند التقاط الطعام في ظروف رطبة، إذ ساعدتهم أصابعهم المتجعدة على الوقوف بثبات.
وهناك حيوانات أخرى تستفيد أيضًا من هذا النوع من القبضة تحت الماء، ومن المرجح أن تشترك معنا في هذه الميزة كالقرود من فصيلة الماكاك (macaques).
ولماذا لا تتجعد أصابعنا بشكلٍ دائم؟
هناك سؤال لا يزال يشكل لغزًا للباحثين وهو: إذا كانت التجاعيد قادرة على تحسين قبضتنا في كل من الظروف الجافة والرطبة، فلماذا لا نملك أصابع متجعدة بشكل دائم؟
إن الفرضية الحالية هي أن التجاعيد يمكن أيضًا أن تُقلِّل من حساسية أصابعنا، مما يزيد من خطر إحداث الأضرار.
إعداد: زينب النيّال
تدقيق: أسمى شعبان
تحرير: يمام اليوسف