يُحدِث التواجد في الفضاء تأثيرات غريبة وأحيانًا مضرّة في جسم الإنسان، سيكون علينا العمل على هذه المشاكل إذا أردنا الوصول إلى المريخ وما بعد، والبقاء بصحة جيّدة.
لكن على ما يبدو أنّنا وجدنا أخيرًا سمةً واحدةً من سمات جسم الإنسان والتي لا تتأذى بالجاذبية الصغرى- وهي جزء من جهازنا المناعيّ المهمّ.
واستنادًا إلى دراسة عيّنات من الدم أُخِذت من أعضاء (المحطة الفضائية الدوليّة- ISS) وتبيّنَ أنّ التواجد في الفضاء لبضعة أشهر لا يؤثّر في(الخلايا المناعية البائيّة- B-cell immunity-).
إنّ عدد خلايا الدم البيضاء الموجودة في الجسم كافية لمواجهة العدوى عن طريق إنتاج أجسام مضادّة.
هذه أخبارٌ عظيمة، هذا يعني أنّه يمكننا التواجد في الفضاء مع حماية جيّدة ضد البكتيريا والفيروسات.
كما تقترح هذه الدراسة أنّ اللقاحات يمكن أن تكون فعّالة في الفضاء أيضًا، رغم أن هنالك العديد من التغيّرات غير المعروفة للنظر فيها.
قال غيوم سبيلمان من جامعة ولاية لويزيانا:«ترتبط الرحلات الفضائيّة المداريّة طويلة المدى بزيادة مستويات الإجهاد النفسيّ والتعرّض الحاد والمزمن للإشعاع الفضائيّ والتغيّرات الناشئة عن الجاذبية الصغرى، وكل هذا معروف بتأثيره الضار على جهاز المناعة».
وبكل تأكيد، إنّ جهاز المناعة يمكن أن يتعرّض للأذى على سطح الأرض أيضًا، على سبيل المثال،عندما لا نأكل طعامًا صحيًّا بشكلٍ كافٍ أو عندما لا نأخذ قسطًا كافيًا من النوم فهذا يجعلنا أكثر عرضةً للمرض.
اقترحَت الدراسات السابقة أنَّ جهازنا المناعيّ يمكن أن يكون مشوشًا أو مضطربًا في الفضاء، حيث تصبح بعض الخلايا المناعية أقل نشاطًا بينما تصبح الأخرى أكثر نشاطًا.
قبل أن نطلق رحلاتنا إلى الكون الخارج،علينا أن نعلم ما هي المخاطر الممكنة، وهذه الدراسة الحديثة يمكن أن تساعد في هذا الموضوع.
واحدة من نقاط القوة لهذا البحث الجديد هي مدته الطويلة.
بدأت الدراسة على 23 رائد فضاء خلال 6 أشهر-قبل وخلال وبعد صعودهم إلى(محطة الفضاء الدوليّة-ISS).
وقال جون كامبيل من جامعة باث في بريطانيا:«هذه أوّل دراسة تُظهِر بشكل كامل أنّ للسفر الطويل في الفضاء آثاره على تكاثر وإنتاج الأجسام المضادّة للخلايا البائيّة.»
بينما يقول الباحثون أن هناك حاجة لدراسات إضافية للتمعّن برحلاتٍ أطول إلى خارج الغلاف الجويّ للأرض، إنّها نتيجة واعدة إذا أردنا اكتشاف الكون.
ويمكن أن يشكل الفضائيون مشكلةً، لكن على الأقل عندما تكون المشكلة مشكلة بكتيريا وفيروسات، يمكننا مواجهتهم كما نفعل على سطح الأرض.
هنالك الآن العديد من الأبحاث عن السفر الطويل بالفضاء وصحة الإنسان.
أثبتت الدراسات أنّ العظام في جسم الإنسان تخسر كثافتها في الفضاء، بينما تزيد نسبة الإصابة في مرض السرطان(كلّ الشكر لأشعة الشمس)، أي أنّ التعرّض لأشعة الشمس يزيد الإصابة في مرض السرطان، وتصعد القليل من السوائل إلى الرأس بفعل الجاذبية الصغرى.
التحكّم في التمارين والنوم والحمية الغذائيّة أصعب بكثير عندما تكون في الفضاء،وهذه الأشياء من أهمّ الأجزاء في نظام الحياة الصحيّ.
على سبيل المثال، لا يوجد مكان لتركض فيه 5000 متر أسبوعيًا.
كلما زادت معرفتنا للجهاز المناعيّ، زادت حمايتنا له.
اقتُرِحَت طريقة من الطرق لحماية رواد الفضاء من الأمراض وهي عن طريق مكمّلات غذائيّة أو أدوية- لكننا الآن نعرف أكثر قليلًا عن الدفاعات الطبيعية لجسم الإنسان في الفضاء.
- ترجمة: محمد سفنجة
- تدقيق: لبنى حمزة
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر