يعد التهاب الكبد حالةً التهابيةً تصيب الكبد، قد تتأثر الوظيفة الكبدية في حال كان الكبد مصابًا بالتهابٍ أو ضررٍ ما. من الممكن أن يسبب الإفراط في تناول الكحوليات والسموم وبعض الأدوية وبعض الحالات الطبية في الإصابة بالتهاب الكبد، ولكن غالبًا ما تكون الإصابة فيروسيةً. وأكثر فيروسات التهاب الكبد شيوعًا في الولايات المتحدة هو فيروس التهاب الكبد أ ثم فيروس التهاب الكبد ب وفيروس التهاب الكبد ج.
ما الفرق بين التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب والتهاب الكبد ج؟
تسبب ثلاثة فيروسات مختلفة التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب والتهاب الكبد ج، ومع أن كلًا منها يمكن أن يسبب أعراضًا متشابهة، فهي تنتشر بطرق مختلفة، ويختلف تأثيرها على الكبد.
عادةً ما يكون التهاب الكبد أ عدوى قصيرة الأمد غير مزمنة.
قد يبدأ التهاب الكبد ب والتهاب الكبد ج أيضًا على شكل عدوًى حادة قصيرة الأمد، لكن قد يبقى الفيروس في الجسم عند بعض الأشخاص، ما يؤدي إلى إصابات مزمنة ومشكلات في الكبد على المدى البعيد.
ثمة لقاحات للوقاية من التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب لكن لا يوجد لقاح ضد التهاب الكبد الوبائي ج.
إعداد اللقاح:
يُحضَّر لقاح التهاب الكبد أ من الفورمالين المُعَطّل (يستخدم لتعطيل الفيروسات حتى لا تسبب المرض) والمزارع الخلوية لفيروس التهاب الكبد أ. ثمة لقاحان ضد التهاب الكبد أ هما هافريكس وفاكتا وكلاهما متاحان للأطفال و البالغين.
مؤشرات لإعطاء اللقاح:
يُعَدّ لقاح التهاب الكبد أ من اللقاحات الروتينية التي تُعطى في مرحلة الطفولة، إضافة إلى ضرورة إعطائها في الحالات التالية:
- الرغبة في الوقاية من التهاب الكبد أ، لمن لم يتلقوا اللقاح سابقًا.
- السفر أو العمل في المناطق الموبوءة.
- التّعرّض المهني: على سبيل المثال العمل مع الحيوانات (فصيلة الرئيسيات) المصابة بفيروس التهاب الكبد أ، أو التعرض للفيروس في مختبر أبحاث.
- الممارسة الجنسية بين الرجال.
- تعاطي المخدّرات غير المشروعة مثل الميثامفيتامين.
- التّشرد.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) لجميع الأشخاص المصابين بأعمار أكبر من السنة.
- المصابون باضطراب كبدي مزمن: مثل التهاب الكبد ب أو التهاب الكبد ج، وتليف الكبد، وتشحم الكبد، وأمراض الكبد المرتبطة بالكحول، والتهاب الكبد المناعي الذاتي أو ارتفاع أنزيمي ناقلات الألانين أمين (ALT) وناقلات الأسبارتات أمين (AST) لمستويات أعلى من ضعف الحد الطبيعي الأعلى.
- الاتصال الشخصي الوثيق المتوقّع: على سبيل المثال أفراد الأسرة أو جليسات الأطفال مع طفل متبنّى خلال أول 60 يومًا بعد وصوله من منطقة موبوءة.
- البالغون الأصحاء الأصغر من 40 عامًا الذين تعرضوا مؤخرًا لفيروس التهاب الكبد أ والبالغون الأكبر من 40 عامًا في حال تعذّر الحصول على الغلوبولين المناعي لالتهاب الكبد أ.
- النساء الحوامل اللاتي أُكد أنهن معرضات لخطر الإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي أثناء الحمل وعلى سبيل المثال: النساء المسافرات دوليًا أو اللاتي يتعاطين المخدرات غير المشروعة، أو المعرضات لخطر التعرض المهني واللاتي يتوقع اتصالًا شخصيًا وثيقًا مع طفل متبنى دوليًا أو من هن بلا مأوى أو المعرضات لخطر الإصابة كنتيجة وخيمة عن عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي كالنساء المصابات بمرض كبدي مزمن أو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب(HIV).
في أثناء تفشي التهاب الكبد أ، يجب تطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن السنة و المعرّضين لخطر الإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي.
قد يُستَخدَم المزيج من لقاحات التهاب الكبد أ و ب للذين تزيد أعمارهم عن 18 أصحاب المؤشرات على ضرورة أخذ أحد اللقاحين والذين يُطعموا مسبقًا بأحد مكونات اللقاح.
مضادات استطباب واحتياطات ما قبل أخذ لقاح التهاب الكبد الوبائي أ:
مضاد الاستطباب الرئيسي للقاح التهاب الكبد أ هو الحساسية المفرطة بعد جرعة سابقة أو لأحد مكونات اللقاح.
الإجراء الاحترازي الرئيسي للقاح هو الإصابة بمرض متوسط أو شديد، يؤجل عندها اللقاح حتى الشفاء.
الجرعة وتلقي اللقاح:
جرعة اللقاح هي 0.5 مليلتر للحقن العضلي حتى سن 18 عامًا أو مليلتر واحدًا للحقن العضلي للبالغين فوق 19 عامًا.
يُعطى الأطفال سلسلة من جرعتين عادةً من عمر 12 إلى 23 شهرًا ومن 6 إلى 18 شهرًا بعد الجرعة الأولى.
اعتمادًا على الشركة المصنعة، يُعطى اللقاح للبالغين في سلسلة من جرعتين حتى 6 إلى 12 شهرًا (لقاح هافريكس) أو حتى 6 إلى 18 شهرًا (لقاح فاكتا).
قد يُعطى البالغون مزيجًا من اللقاحين ضد التهاب الكبد أ والتهاب الكبد ب وفقًا لجدول على ثلاث جرعات. تُعطى الجرعة الثانية بعد الأولى بشهر واحد ثم الثالثة بعد ستة أشهر أي يجب فصل الجرعتين الثانية والثالثة بمقدار يزيد عن خمسة أشهر.
يمكن إعطاء اللقاح وفقًا لجدول زمني سريع مكون من أربع جرعات. تعطى الجرعة الثانية بعد الأولى بسبعة أيام، بينما الجرعة الثالثة أيضًا بعد الأولى بإحدى وعشرين يومًا والأخيرة بعد شهر من الأولى وأخيرًا جرعة تطعيمية معززة بعد عامٍ من الأولى.
حالما يبدأ التخطيط لتبني طفل من منطقة موبوءة، يجب إعطاء المخالطين القريبين الجرعة الأولى من سلسلة مكونة من جرعتين للتطعيم ضد التهاب الكبد أ، ويُفَضل ذلك قبل أسبوعين من وصول الطفل المُتَبنّى.
الأعراض الجانبية للقاح التهاب الكبد أ:
لم يُبلّغ بعد عن أي أعراض جانبية خطيرة. لكن قد تكون الآثار خفيفة كالألم واحمرار الجلد والتّورم وأحيانًا قساوة أو تصلّبًا في موقع الحقن.
كيفية الوقاية من التهاب الكبد أ:
أفضل طريقة للوقاية من التهاب الكبد أ هي التطعيم باللقاح وللحصول على الفائدة الكاملة من اللقاح يحتاج الشخص إلى أكثر من جرعة إذ يعتمد عدد هذه الجرعات وتوقيتها على نوع اللقاح المعطى.
لقواعد النظافة الشخصية ونظافة اليدين الجيدة دور هام في منع انتشار التهاب الكبد أ.
من يجب تطعيمه ضد التهاب الكبد أ؟
- الأطفال: جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 24 شهرًا وجميع الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا والذين لم يتلقوا اللقاح سابقًا.
- الأشخاص المعرضون لخطر متزايد للإصابة بالتهاب الكبد أ.
- الأشخاص المعرضون لخطر متزايد من عدوى التهاب الكبد أ.
- آخرون: النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بالتهاب الكبد أ ولخطر الإصابة بنتائج وخيمة من عدوى التهاب الكبد أ ومَن يطلب التطعيم.
كيف يُعطى لقاح التهاب الكبد أ؟
ثمة نوعان من اللقاح:
- النوع الأول هو اللقاح أحادي الجرعة إذ يُعطى على حقنتين بفاصل ستة أشهر وكلا الحقنتين ضروريتان للحماية طويلة الأمد.
- النوع الثاني هو المزيج كما ذكرنا سابقًا الذي يحمي من التهاب الكبد الوبائي بنوعَيه أ وب وبالإمكان إعطاؤه لأي شخص يبلغ الثمانية عشر من الأعوام أو أكثر على ثلاث جرعات لمدة ستة أشهر وجميع الجرعات ضرورية للحماية طويلة الأمد.
هل اللقاح فعال؟
نعم، كلا النوعين فعال جدًا في الوقاية من العدوى بفيروس التهاب الكبد أ وتتحقق الحماية بعيدة الأمد بتلقي جرعات اللقاح كاملةً.
هل يعد اللقاح آمنًا؟
نعم، يعد آمنًا إذ لم يتم يُبلَغ عن أي آثار جانبية خطيرة ناتجة عنه.
التّقرّح هو أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، وكما هو الحال مع أي دواء دائمًا ما يوجد خطر ضئيل بحدوث مشكلة خطيرة بعد تلقي اللقاح. ورغم ذلك فإن المخاطر المحتملة لالتهاب الكبد أ أكبر بكثير من المخاطر المرتبطة أو المحتملة للقاح.
أُعطي الملايين من الأشخاص حول العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الجرعات ضد التهاب الكبد أ منذ ترخيص أول لقاح في عام 1995.
من الذي يجب أن لا يتلقى اللقاح؟
الأشخاص الذين عانوا مسبقًا من رد فعل تحسسي مهدد للحياة تجاه لقاح التهاب الكبد الوبائي أ أو من المعروف أن لديهم حساسيةً تجاه أي مكون من مكونات اللقاح. ينبغي إخبار الطبيب في حال وجود حساسية شديدة.
يعد اللقاح غير مرخص للاستخدام للرّضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد.
الغلوبولين المناعي:
الغلوبولين المناعي مادة مصنوعة من بلازما الدم البشري الحاوية على الأجسام المضادة، وهي آلية دفاعية يستخدمها الجسم الطبيعي ضد العدوى.
يمكن إعطاؤه تحت ظروف معينة، كأن يكون الشخص أصغر من أن يطعم أو يتعذر عليه الحصول على اللقاح بسبب رد فعل سابق مهدد للحياة تجاه اللقاح أو أحد مكوناته لكن على عكس اللقاح فإن الغلوبولين المناعي لا يوفر حمايةً طويلة الأمد ضد العدوى.
هل يقي لقاح التهاب الكبد أ من التهاب الكبد بأنواعه الأخرى؟
لا؛ يَقي لقاح التهاب الكبد أ من التهاب الكبد الوبائي من النوع أ فقط.
ثمّة لقاح خاص متاح لالتهاب الكبد ب ولقاح مركب يوفر الحماية من كلا الفيروسين. لكن حتى الآن لا يوجد لقاح نوعي ضد التهاب الكبد من النوع ج.
هل يُعطى لقاح التهاب الكبد أ للأشخاص الذين يعانون ضعفًا ما في الجهاز المناعي؟ مثل مرضى غسيل الكلى أو الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)؟
نعم؛ يمكن إعطاؤه.
هل من الضار أخذ جرعة مدعمة من اللقاح أو تكرار السلسة بالكامل؟
لا؛ لا يعد الحصول على جرعات مدعمة من اللقاح ضارًّا.
ما الذي ينبغي فعله في حال تأخرت آخر جرعة من اللقاح؟
إذا تأخرت الجرعة الثانية لأكثر من ستة شهور منذ إعطاء الجرعة الأولى، يجب إعطاؤها في أسرع وقت ممكن ولا يعد من الضروري إعطاء الجرعة الأولى مرةً أخرى.
اقرأ أيضًا:
اللقاح الثلاثي: لقاح التيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي (DTaP)
التيفوس الوبائية (حمى السجون): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: سنا أحمد
تدقيق: أسعد الأسعد