لغز الكون المظلم!
سخّر مجموعةٌ من العُلماء من جامعة مانشستر، جهود فريق «GridPP» من أجل فكّ لغز يعتبر من أعظم أسرار الكون، وهو سرّ: طبيعة المادة المظلمة، والطاقة المُظلمة.
استخدم الباحثون في جامعة مانشستر المصادرَ المُقدّمة من فريق «GridPP» في معالجة الصّور الكونية وتعلّم الخوارزميات، من أجل بناء آلاف الصّور للمجرات من الإحصاء الدولي للطاقة المظلمة.
ويهدف فريق العلماء من جامعة مانشستر بالتعاون مع فريق «GridPP» إلى تصميم تلسكوب يؤدي عملية مسح شاملة. وهو نوع جديد من التلسكوبات يخضع للبناء حاليًا في تشيلي، وصُمّم هذا التلسكوب من أجل القيام بمسح للكون لمدة عشرة أعوام. وسيكون تلسكوب «LSST» قادرًا على إنشاء خريطة للكون المرئي بكامله.
وتجهيزا لعمل التّلسكوب الذي سيشكل ثورةً في عملية الرّصد الفلكي، أجرى العلماء تجربة ساعدتهم على الكشف عن خريطة إحصائية للكون عن طريق مسح السماء بأسْرها ليليًّا. تدل أحد المؤشرات على أن كلا من الطاقة المظلمة والمادة المظلمة تشكل مايقرب من 95 بالمئة مما نراه من الكون. وهذا بدوره سيساعد علي إعداد التّحليلات المتوقّع أن يجمعها التّلسكوب والتي يُقدّر حجمُها بـ 200 بيتابايت (واحد بيتابايت يساوي ألف تيرابايت) بحلول عام 2023، الذي من المقرّر أن يبدأ فيه عمل التّلسكوب.
ويهدف الفريقُ من وراء تلك التجربة إلى الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات لحلّ لغز الكون المظلم، كما يواجه العلماء تحدّيًا كبيرًا في تحليل تلك البيانات، حسب ما أوضحت سارة بريدل؛ أستاذة الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر، وأضاف جورج بيكيت، المسؤولُ عن مشروع التّلسكوب بجامعة إدنبرة أنّ التجربة حقّقت نجاحًا كبيرًا، إذ تمكن الفريق من تحليل كمّ كبيرٍ من المعلومات في وقت أسرع من السّابق بفضل المساعدة المقدمة من فريق «GridPP».
سيقومُ تلسكوب «LSST» بإصدار صُور للمجرّات ذات نطاق كبير من التّرددات العالية للطّيف الكهرومغناطيسي، إذ أنّ كلّ صُورة على حدة، ستعطي معلومات مختلفة عن طبيعة وتاريخ المجرة، ولكن إلى جانب العمل الحاسوبي هناك بعض الحسابات التي تُجرى يدويّا مثل القصّ الكوني «cosmic shear» أو حتى الإشراف على الحواسيب.
ومن المتوقّع أن تُفحص مليارات المجرات باستخدام التّلسكوب ولهذا الغرض طُوِّرَ تطبيق «Zuntuz 2013»؛ ليعمل على تحليل صور المجرّات المُسجّلة بواسطة تلك التلسكوباب مثل: «LSST»، وسيُسهّل عملية بناء خرائط القصّ الكوني لمئات الألوف من المجرات لاستخراج النتائج العلميّة.
تختلف كل مجرة عن الأخرى في هذا التّصنيف من حيث عملية الفهرسة، إذ أن تدفق عملية بناء الصّور قابل للموازاة بشكل كبير، وهذا بدوره يشكّل عقبة كبيرة أمام فريق «GridPP» من خلال عمليّة المُعالجة الحاسوبيّة.
بعد الانتهاء من التّجربة تمكّن العُلماء من عمليّة بناء الصّور على عَدَدٍ من مواقع «GridPP» بشكلٍ صحيح مقدّمين آلاف التّحليلات للصّور.
ترجمة: أحمد الجوهري
تدقيق: إسماعيل الحسناوي