لقد ناضل العلماء لعقود من أجل تحرير مرضى السكري من حقن الإنسولين، لقد كان هدفهم الأساسي هو أن يفهموا كيفية زراعة خلايا بيتا الصحيّة المنتجة للإنسولين ولكن هذه الآلية ممكن أن تتقابل بالرفض.
والآن، توصل الباحثون إلى خيارات أبسط حيث، اخترعوا لصاقات صناعية تحوي خلايا بيتا، فهي تلتصق على جلد المريض من دون أن تُحدِث ألم لتفرز الإنسولين عندما يحتاج الجسم لذلك. ويتم التحكم بكمية السكر في الدم بأمان، وفي هذه الحالة لم يعد هناك أي حاجة للحقن أو حتى ضبط السكر. هذه اللصاقات لم تُختبَر على الإنسان حتى الآن، ولكن لقد تم اختبارها على الفئران، حيث قامت بضبط مستويات السكر لمدة 10 ساعات دفعة واحدة. يعتبر هذا الاختراع تطويرًا للصاقات الإنسولين الذكية التي اخترعها الفريق نفسه العام الماضي، ولكن الفرق هو أن اللصاقات القديمة كانت تحتوي على إنسولين صناعي بينما هذه اللصاقات تحتوي على خلايا بيتا، حيث تساعد على تنظيم سكر الدم لدى المريض بدون زيادة أو نقصان في عملها.
بما أن هذه الخلايا موضوعة ضمن اللصاقات على جلد المريض؛ فهي لا تتعرض للرفض من قبل الجهاز المناعي.
وقال رئيس الباحثين زين غو (Zhen Gu) من جامعة شمال كارولاينا أنّ هذه الدراسة أعطت حلولًا فعّالة لمشاكل الرفض التي يعاني منها المرضى لدى زراعتهم خلايا البنكرياس، بالإضافة إلى ذلك أنّه من الممكن بناء جسر بين الإشارات الفيسيولوجية للجسم والخلايا العلاجية تلك المتوضعة خارج الجسم، لضبط مستويات السكر بعد تناول وجبة من الطعام.
من المعروف أن هذه الخلايا تكون عند مرضى السكري إما متضررة أو تفرز كميات ليست بالكافية من الإنسولين، وفي هذه الحالة يتم استخدام حقن الإنسولين.
بالنسبة لهذه اللصاقات، يتم زرع خلايا بيتا ضمن إبر بحجم مجهري مخصصة لها، وهذه الإبر لا تؤلم عند تطبيقها لصغر حجمها، وتقوم بضخ الإنسولين ضمن الشعيرات حيث تؤمن ترابطًا بين هذه الخلايا ودم المريض. وقد قام الباحثون بتطوير شيء يدعى (glucose-signal amplifiers)، حيث يستجيب لارتفاع السكر ويوصل هذه الرسالة إلى الخلايا ضمن اللصاقة على الفور. وقد تم اختبارها على فئران مصابة بداء السكري نمط 1. أظهر الباحثون أن هذه اللصاقات تستجيب بسرعة لارتفاع مستويات السكر وتحافظ على المستوى الطبيعي لمدة 10 ساعات.
وتعتبر هذه الطريقة آمنة، فلا تسبب مضاعفات كنقص شديد للسكر أو العمى أو غيبوبة نقص السكر، أو حتى الموت.
وحتى يتم التأكد من خطورة هذه اللصاقات، قام العلماء بوضع لصاقة ثانية على نفس الفئران التي تم تنظيم السكر لها باستخدام اللصاقة الأولى، ووجدوا أن الأخيرة لم تفرز إنسولين إضافي، ولكنّها قامت بتطويل فترة المعالجة لمدة 20 ساعة.
إنّ هذه اللصاقات لم تطلق في السوق بعد، حيث يجب أن يتم تحضيرها أكثر لتقوم بالأداء الأفضل لها على نماذج حيوانية، إلى أن نصل للاختبارات السريرية على الإنسان.
وأخيراً قال جون بوس (John Buse) أن تدبير مرض السكري يعتبر أمرًا صعبًا بالنسبة للمرضى، وهذه الطريقة تسمح للمريض بأن يعطي بعض الوقت لهذه اللصاقات لتضبط السكر في جسمه، وهي تعتبر لقاحًا والمرضى بأمس الحاجة إليه.