لأول مرة: الكشف عن خلايا دماغية غير معروفة!
أقدم باحثون على نشر رسم تفصيلي للخلايا الدماغية و الجينات الناشطة داخلها، و قد تم نشر هذا الرسم المفصّل للدماغ في مجلة “ساينس” (science) (بالعربية “العلم” و هي مجلة متخصصة في نشر الأبحاث و الاكتشافات العلمية الحديثة) و يجدر الذكر أن الرسم التفصيلي كشف عن وجود أنواع خلايا دماغية لم تكن معروفة سابقا.
عند الثدييات، تؤدي قشرة الدماغ دورا كبيرا في الوظائف الإدراكية مثل التذكر و السلوك الإجتماعي، حيت تعتمد هذه الوظائف الإدراكية على خلايا دماغية متنوعة كالخلايا العصبية بخلاياها الدبقية الواقية و خلايا الأوعية الدموية. فالنسبة للدماغ الفأر فانه يحتوي على 100 مليون خلية، أما بالنسبة لدماغ الأنسان فانه يتضمن 65 مليار خلية. فريق الباحثون السويدي تكون من عدة علماء بقيادة كل من يانس هيرلينغ لفلاغ(Jens hjerling-Leffler) و ستان لينارسون(Sten Linnarsson)، أراد هذا الفريق تهيئ رسم تفصيلي للدماغ الذي من شأنه تمكينهم من فهم كيفية استجابة الخلايا الدماغية للأوبئة و الإصابات ،ذلك عبر تقنية تسمى single cell sequencing بالعربية تسلسل الخلية، و قد مكنتهم هذه التقنية من تصنيف خلايا دماغ الفأر المتواجدة في القشرة الحسية الجسدية و منطقة الحصين.
في بيان صحفي، صرح العالم السويدي لينرسون(Linnarsson)، قائلا،”إذا قمنا بمقارنة الدماغ بسلطة فواكه، يمكننا القول أن الطرق السابقة كانت كرمي قطع الفواكه في مخلط كهربائي ورؤية الألوان التي ستحصل عليها من الأجزاء المختلفة من الدماغ، و لكن، و في السنوات الأخيرة، لقد قمنا بتطوير أساليب بالغة الدقة للتحليل ، التي ستخول لنا رؤية الجينات الناشطة في الخلية الواحدة، ذلك كأخذ قطع الفواكه و فحص كل واحدة على حدة ثم ترتيبها في كومات لرؤية كم تحتوي الكومة من فواكه مختلفة، مماذا تتكون هذه الفواكه، و كيف تترابط في ما بينها.
درس الفريق السويدي 3005 خلية من قشرة الدماغ كل خلية على حدة، وحاولوا معرفة اي من ال20000 جين هيو الناشط. بعد ترتيب الخلايا إلى كومات منظمة، تمكن الفريق من تحديد 47 فئة من الخلايا تضم داخلها كل الخلايا الرئيسية التي تتواجد في قشرة الدماغ.
إضافة الى ذلك، فقد ساعد الرسم التفصيلي للدماغ الفريق من اكتشاف خلايا دماغية جديدة و هي خلية عصيبة تقع في الطبقة السطحية في القشرة الدماغية و 6 أصناف مختلفة من الخلايا القليلة التغصن (oligodendrocytes)و هي عبارة عن خلايا تكون غلاف من المايلين myelin sheath حول الخلايا العصبية. علاوة على ذلك، معرفة هذه الخلايا الجديدة ستمكننا من فهم أمراض مزمنة مثل التصلب المتعدد(Multiple sclerosis).
[author ]ترجمة: خالد بولبورج[/author]
[divider]