على الرغم من كل التصورات للثقوب السوداء في أفلام الخيال العلمي والتلفزيون، فإن العلماء في الواقع لم يسبق لهم رؤية أيّ ثقب أسود. فحتى أكبر الثقوب السوداء التي رصدها العلماء لاتزال غامضة جدا وبعيدة.وفي أفضل الأحوال يمكننا أن نرى العاصفة النارية الدوامية من المادة فائقة السخونة تسقط في الثقب الأسود، ولكن العلماء الذين يعملون على تلسكوب أفق الحدث يعتقدون أننا سنكون قادرين قريباً على التقاط صورة لثقب أسود بحلول عام 2017.
لاتزال هناك العديد من المشاكل التي يجب التغلب عليها من قبل الفريق EHT من أجل تصوير ثقب أسود, أهمها أنه يبدو شديد الصغر عن بعد. رغم كتلته التي لا تصدق وهي ما تُعطيه هذه الجاذبية القوية. مما يعنى أنه يمتلك كثافة غير عادية.
على سبيل المثال، (الرامي أ Sagittarius A-) هو الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة. قطره هو فقط سبع عشرة مرة أكبر من شمسنا، ولكن كتلته أربعة مليون مرة أكبر. وهو يبعد بمقدار خمسة وعشرون ألف سنة ضوئية، لذلك فإن محاولة رصده بواسطة تلسكوب منتظم سيكون بمثابة النظر إلى ثمرة جريب فروت على سطح القمر. المشكلة الأخرى هى كمية الغبار والغاز المتصاعد حول الثقب الأسود الذي يحجب رؤية أفق الحدث.
يعتقد الفريق EHT أنه قد تم اكتشاف وسيلة للالتفاف حول كل هذه القضايا. في الواقع ، كان الحظ حليفنا بهذه الوسيلة كما يقول عضو الفريق أوزيل Feryal Ozel . حيث اختار الفريق استخدام موجات الراديو لمراقبة الثقوب السوداء (EHT هي مجموعة تلسكوب الراديو)، لذلك كان أول الأعمال هو الاستقرار على طول موجي في الطيف الراديوي للتركيز عليه. وقد تم اختيار 1,3 مليمتر كونها ستكون قادرة على اختراق الحجاب حول الثقب الأسود. ويحدث أن هذا الطول الموجي يمر أيضا بشكل جيد جدا من خلال الغلاف الجوي للأرض. وأخيرا، يعتقد الفريق أن الغاز في أفق الحدث (والذي هو الهدف من الملاحظة والمراقبة) يجب أن ينبعث بقوة في الطول الموجي 1,3مليمتر.
الصورة التي يأمل الفريق إنتاجها في العام المقبل ستكون بمثابة اختبار آخر لنظرية النسبية العامة التى تفترض هذه النظرية أن الكتلة تحني الزمكان، وهو أمر مؤكد تجريبيا على الدوام. وعلى الرغم من ذلك فإن الثقب الأسود هو دليل بالغ. فإذا كان الكون يعمل مثلما نعتقد، فإنه عندما يتم تصوير أفق الحدث ينبغي أن نرى شكل هلال (الانطباع في الأعلى) بينما يكون الغاز الدائر حول الثقب الأسود أكثر إشراقا على الجانب المقترب من الأرض. إذا لم تطابق الملاحظات الفرضيات، فإن شخصاً ما عليه أن يجد تفسيراً آخر.
إعداد: مريم خالد
تدقيق: شريف منصور
المصدر