يحدث سرطان الثدي النُقيلي، أو ما يُعرف بالمرحلة الرابعة من السرطان، عندما ينتشر السرطان إلى جزء آخر من الجسم؛ إذ ينتقل إلى العظام أو الدماغ أو الكبد أو الرئتين.
يعد سرطان الثدي النقيلي من أخطر أنواع السرطان؛ إذ يشير إلى السرطان الذي انتشر من الورم الأصلي والغدد الليمفاوية القريبة إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يُعرف أيضًا سرطان الثدي النقيلي باسم سرطان الثدي الثانوي المتقدم؛ يُعزى ذلك لأنه عند انتقال سرطان الثدي إلى مناطق أخرى من الجسم تبقى الخلايا السرطانية خلايا سرطان الثدي. على سبيل المثال، عند انتشار السرطان في العظام فإن الورم سيتكون من خلايا سرطان الثدي وليس من خلايا سرطان العظام.
كيف ينتشر سرطان الثدي؟
وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (NCI)، فإن خلايا سرطان الثدي تنتشر عادةً وفقًا لسلسلة من ست خطوات:
- تنمو الخلايا السرطانية أو تغزو الأنسجة السليمة القريبة.
- تخترق جدران العقد الليمفاوية القريبة أو الأوعية الدموية.
- تنتقل من خلال الجهاز اللمفاوي ومجرى الدم إلى مناطق أخرى في الجسم.
- تغزو جدران الأوعية الدموية وتنتقل إلى الأنسجة السليمة المحيطة في الموقع الجديد.
- تنمو في الأنسجة الجديدة حتى يتشكل ورم صغير.
- تطور الخلايا السرطانية أوعية دموية جديدة لتوفير إمدادات دموية للورم ليستمر في النمو.
الأعراض:
قد يعاني بعض الأشخاص من سرطان الثدي النقيلي ولا يعانون من أي أعراض أخرى. إذا ظهرت الأعراض، قد تختلف استنادًا إلى حجم الأورام ومكان انتشارها في الجسم.
تشمل العلامات والأعراض الشائعة للسرطان النقيلي ما يأتي:
في العظام:
يعاني المريض آلامًا وكسورًا في العظام وعادة تظهر في العمود الفقري أو الحوض أو الأضلاع أو العظام الطويلة في الذراعين أو الساقين.
في الدماغ:
قد يعاني الشخص الأعراض الآتية:
- الدوار.
- الصداع.
- التلعثم في الكلام.
- مشكلات في الرؤية.
- مشكلات في الذاكرة.
في الكبد:
تشمل الأعراض ما يأتي:
- تورمًا في البطن.
- اليرقان.
- ضعف الشهية.
- التعب.
- فقدان الوزن.
- الحمى.
في الرئتين:
تشمل الأعراض ما يأتي:
- ضيق في التنفس.
- السعال المستمر.
- انزعاج عام أو ألم في الصدر.
التشخيص:
قد يُجري الطبيب مجموعة متنوعة من الاختبارات لتحديد نوع السرطان المنتشر في الجسم والبحث عنه، ومن هذه الإجراءات:
- إجراء مسح للعظام.
- إجراء تصوير للصدر بالأشعة السينية.
- الأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني PET، أو التصوير المقطعي المحوسب CT.
- تحاليل الدم.
- خزعة.
العلاج:
لا يوجد علاج شافٍ لسرطان الثدي النقيلي حاليًا. على الرغم من ذلك، قد يساعد العلاج على إبطاء أو الحد من انتشار السرطان، أو تخفيف الأعراض، أو تحسين نوعية الحياة، أو إطالة عمر المصاب.
على الرغم من أن علاجات سرطان الثدي النقيلي قد تختلف عما كانت عليه سابقًا، لكن يمكن التعايش لأشهر عدة أو لسنوات مع الإصابة بسرطان الثدي النقيلي. لذلك، يجب البقاء على اتصال مع الطبيب المختص لتحديد خيارات العلاج المتاحة التي قد تشمل ما يأتي:
- العلاج الكيميائي: لإتلاف أو تدمير الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم.
- العلاج بالأشعة: للسيطرة على نمو السرطان في مناطق محددة وتخفيف الأعراض والألم.
- العلاج الموجّه: يستهدف مستقبلات محددة ومسارات نمو غير طبيعية للمساعدة على منع نمو الورم.
- العلاج الهرموني: للمساعدة على تقليص نمو سرطان الثدي النقيلي الإيجابي وإبطائه لمستقبلات الهرمونات.
- التجارب السريرية: من خلال اختبار أدوية أو علاجات جديدة تهدف إلى تحسين رعاية مرضى السرطان.
إضافة إلى ما سبق، يمكن استخدام الطب التكميلي والطب الشمولي مثل التنويم المغناطيسي، والوخز بالإبر، واليوجا، فضلًا عن الرعاية الملطفة جنبًا إلى جنب مع الخيارات السابقة؛ إذ يستمر العلاج حتى يصل المريض إلى مرحلة عدم الاستجابة للعلاج.
يتطور سرطان الثدي إلى سرطان الثّدي النقيلي عندما يصبح السرطان مقاومًا لعلاج محدد بمرور الوقت، هنا يجب على الطبيب مناقشة الخيارات الأخرى والخطوات التالية مع المريض.
يوصي الطبيب بوقف العلاج في حال لم تعد العلاجات فعالة في إبطاء انتشار السرطان أو في تخفيف الأعراض، عندها يتخذ أطباء الأورام مثل هذا القرار بالاتفاق مع الشخص المصاب بالسرطان النقيلي وعائلته.
عندما يقرر المريض التوقف عن تلقي العلاج الكيميائي أو أي علاجات مماثلة، يمكنه تلقي الرعاية الملطفة والعلاجات التكميلية لدعم نوعية حياته وتخفيف الأعراض.
التوقعات:
تختلف التوقعات المستقبلية لسرطان الثدي النقيلي من شخص لآخر؛ إذ تعتمد على بعض العوامل، مثل:
- نوع السرطان.
- الأعضاء المصابة.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- مستوى اللياقة البدنية.
- العلاجات السابقة.
عادة ما تُقدر التوقعات باستخدام معدل النجاة النسبي لخمس سنوات يبقى فيها المريض على قيد الحياة؛ إذ يقارن هذا المعدل المرضى المصابين بالنوع نفسه من سرطان الثدي بعامة السكان وذلك لحساب عدد الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد 5 سنوات من التشخيص الأولي.
يبلغ معدل النجاة النسبي لخمس سنوات للمصابين بسرطان الثدي النقيلي 30٪.
الأسئلة المتكررة:
ما المسار الأكثر شيوعًا لانتشار سرطان الثدي؟
أشيع مناطق انتشار الورم الخبيث لسرطان الثدي في العظام والكبد والدماغ والرئتين.
من أين يبدأ سرطان الثدي بالانتشار عادةً؟
يبدأ سرطان الثّدي النقيلي بالانتشار غالبًا في العظام.
كم يستغرق سرطان الثدي بعد الإصابة به لانتشاره؟
يصعب التنبؤ بمدى سرعة انتشار سرطان الثدي؛ إذ يختلف من مريض لآخر. قد يشير التشخيص الأولي لسرطان الثدي لدى بعض الأشخاص إلى الإصابة بورم خبيث، في حين ينتشر السرطان لدى بعض المصابين بعد عقود من العلاج أو التشخيص الأولي. قد يقلل الكشف المبكر لسرطان الثدي من خطر حدوث مضاعفات وانتشاره.
اقرأ أيضًا:
تحويل الخلايا السرطانية إلى شحمية لمنع انتشار سرطان الثدي
كيف يتسبب العلاج الكيميائي في انتشار سرطان الثدي في الرئتين؟
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: ريمي سليمان