من المعروف أنه يستحيل العيش دون ماء، ولكن بالنسبة للطفلة الصغيرة التي تسكن في ولاية «Minnesota» الأمريكية، يمكن أن يكون التماس المباشر مع الماء أمرًا خطيرًا، فهي تعاني من حساسية نادرة للغاية تُسبب لها طفح جلدي عندما تُلامس الماء، وذلك وفقًا لتقارير إخبارية.
مؤخرًا، تم تشخيص حالة الطفلة (إيفي أنغيرمان-Ivy Angerman) البالغة من العمر 18 شهرًا بالإصابة بـ (aquagenicurticarial-الحساسية من الماء)، وفقًا لقناة الأخبار المحلية في أمريكا «Fox 9».
ويقول الأطباء المشرفون على حالة الطفلة بأنها قد تكون أصغر شخص قد شُخِّص بهذه الحالة على الإطلاق، والتي غالبًا ما تظهر في سن البلوغ.
وقد التقط والدا إيفي مقاطع فيديو بواسطة هواتفهم الخلوية لإظهار رد الفعل المناعي الشديد الذي تعاني منه ابنتهما أثناء الاستحمام.
إذ يمكن أن تظهر الأعراض بعد 15 ثانية فقط من تماسها مع الماء وفقًا لتقرير قناة «Fox 9».
وتتساءل (بريتاني أنجرمان- Brittany Angerman) والدة إيفي: «هل ستتمكن من الذهاب إلى الحضانة؟ وهل ستتمكن من الذهاب إلى المدارس العامة؟ وهل هي قادرة على الذهاب إلى البحر؟، في الواقع لا أعرف».
ووفقًا لورقة بحثية نُشرت عام 2011، تُعتبر الحساسية تجاه الماء نادرة جدًا حيث اُبلِغ عن أقل من 100 حالة فقط إلى الآن في الأدبيات الطبية.
ووفقًا لمركز معلومات الأمراض الوراثية والأمراض النادرة «GARD» التابع للمعهد الوطني للصحة، فإن الأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالة يتطور لديهم الطفح الجلدي بسرعة بعد ملامستهم للماء بغض النظر عن درجة حرارتها.
وغالبًا ما يظهر الطفح الجلدي على عنق الشخص والجذع العلوي والذراعين، على الرغم من أنه يمكن أن يظهر في أي مكان على الجسم.
وفي معظم الأحيان يختفي الطفح الجلدي في غضون 30 إلى 60 دقيقة بعد التعرض للماء وفقًا لـ«GARD».
ولا يزال السبب الذي يكمن وراء هذه الحالة لغزًا.
لكن لدى الباحثين عدة نظريات حول كيفية تطور هذه الحالة.
فأحد الاحتمالات هو أن الطفح الجلدي لا ينتج عن الماء نفسه، بل عن طريق مادة أخرى مُذابة في الماء (مثل الكلور)، والتي تدخل إلى الجلد وتُسبب رد الفعل التحسسي وفقًا لـ «GARD».
وهناك نظرية أخرى وهي أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم مادة موجودة على جلدهم تُنتج مادة سامة عندما تتفاعل مع الماء مما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي.
وحتى الآن ليس هناك علاج لهذه الحالة، كما أن الأطباء يملكون بيانات محدودة عن العلاجات التي تعمل بشكل أفضل على تخفيف الأعراض.
ويمكن أن تشمل العلاجات مضادات الهيستامين والتعرض للأشعة فوق البنفسجية من النوع «UVB» أو ما يُسمى بالعلاج الضوئي، بالإضافة إلى الكريمات التي تعمل كحاجز بين الماء والجلد وفقًا لـ «GARD».
وقد أكد والدا إيفيأن أعراض ابنتهما قد تحسنت بعض الشيء بعد تناولها مضادات الهيستامين.
كما أوصى الأطباء أيضًا باستحمام الطفلة باستعمال الماء النقي والعيش في منزل ذو تكييف مركزي كي لا ترتفع درجة حرارتها إذ يمكن للتعرق أن يؤدي أيضًا إلى ظهور هذه الحالة.
- ترجمة: زينب النيال.
- تدقيق: هبة فارس.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر