أطفال المدراس الابتدائية بحاجة إلى معلومات تتناسب مع أعمارهم عن الأجساد والبلوغ والجنس والإنجاب، وهذه المعلومات لا يمكن تقديمها لهم من خلال حديث واحد متكامل، بل يجب أن تصل إليهم عن طريق العديد من المحادثات الصغيرة المتكررة.
يؤدي البلوغ إلى تغيرات جسدية وعاطفية دراماتيكية، والتي يمكن أن تكون مخيفة بالنسبة لطفل غير مهيء، ويجب أن تشمل محادثاتك مواضيع مهمة عديدة، مثل مراحل التطور الجنسي وما يمكن أن يحدث خلال فترة البلوغ، والمسؤولية الجنسية، والعلاقات.
فهم التطور الجنسي لطفلك:
من الشائع أن نسمع الأهل يتبادلون الحديث والقصص عن أسنان أطفالهم الأولى، وعن الخطوات والكلمات الأولى لهم، وهو أمر أكثر شيوعًا من أن نسمعهم يتبادلون القصص عن التطور الجنسي لأطفالهم، لأنه غالبًا ما ينظر إلى هذه الأمور على أنها أمور شخصية جدًا؛ هذا النقص في المعلومات عن ماهية التطور الجنسي الطبيعي من الممكن أن يؤدي إلى قلقٍ لا داعي له حول اهتمام الطفل بالعري، والأمور “الوقحة”، والجنس.
من المهم أن تفهم مراحل تطور الجنينية التي سيمر بها ابنك في الأعمار المختلفة لنموه، وما الذي بإمكانك أن تقوم به لمساعدته في التكيف مع التغيرات التي سيخضع لها.
الحديث مع الأولاد عن الجنس:
إن التعليم الجنسي لطفلٍ في المدرسة الابتدائية غالبًا ما يحدث في طريقة الحديث عن أجزاء ووظائف الجسم، وكيف نعلم الأطفال رعاية وحماية واحترام أجسادهم.
وعندما نحضّر أولادنا للبلوغ فعلينا اختيار العمر المناسب للإجابة عن أسئلة عديدة مثل: «من أين أتيت أنا؟» و«ما هو الجنس؟».
العديد من الأولاد سوف يسألون هذه الأسئلة في سن دخولهم للمدرسة، وسوف يكون لديهم اهتمام كبيرة بهذه القضايا، وفي الصف الثالث تقريبًا سيكونون قد وضعوا نوعًا ما نظريةً معينةً حسب المعلومات التي يمتلكونها، والعديد من الأطفال سوف يقومون بتشكيل رابط بين التكاثر والمتعة الجنسية وسوف تمتلئ رؤوسهم بالفضول والتكهنات حول هذه القضايا.
الحديث عن هذه القضايا والأمور تظهر للأطفال أنه بإمكانهم التحدث إلى أشخاص بالغين عما يشغل بالهم، ويجب على العائلات أن تشعِر الأطفال بطبيعية وسلامة أجسادهم ووظائفها، الأمر الذي سيشعرهم بالثقة لطرح الأسئلة وطلب المساعدة.
برامج التعليم الجنسي في المدارس هو أمر هام جدًا، وتطوير برامج تعليمية جيدة يُظهِرُ أن المجتمع يشعر بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال لإيصال المعلومات اللازمة لهم عن نموهم وتطورهم، فإذا لم تتكفل الأسر والمدارس بهذه الأمور فإن الأطفال سوف يلجؤون إلى مصادر أخرى للمعلومات، والتي قد لا تكون موثوقة، وتلك المصادر قد تشمل الأصدقاء والإنترنت ووسائل الإعلام.
التطور الجنسي الطبيعي لطفل المدرسة الابتدائية:
لا ترتعب أو تقلق إذا كان لدى طفلك اهتمام بالقضايا الجنسية، أو أبدى بعض السلوكيات الجنسية، فإن هذا أمرٌ طبيعي جدًا، وهذه السلوكيات لدى أطفال المدارس الابتدائية قد تشمل:
- يصبح الأطفال خجلين ومحرجين من التعري أمام أهاليهم.
- يبدؤون بالميل نحو أصدقاء من نفس الجنس.
- الألعاب مع الأولاد الآخرين من الممكن أن تتضمن ألعابًا جنسية مثل: ألعاب التقبيل وألعاب تمثيل دور الأزواج.
- يتملكهم فضول حول العديد من القضايا: الجماع، الحمل، الفروقات بين الجنسين، وغالبًا ما يقومون بمناقشة هذه الأمور فيما بينهم بما يمتلكونه من مستويات مختلفة الدقة من المعلومات عن هذه القضايا.
- ألعاب الجنس التي بدأت في سنوات الطفولة المبكرة (مثل ألعاب تقمص دور الطبيب) من الممكن أن تستمر لأن الأطفال في هذه السن يهتمون بمعرفة المزيد.
الاقتراحات الهامة:
الاقتراحات بشأن الحديث مع طفلك تتضمن:
- لا تنتظر حتى يسأل طفلك الأسئلة، إذا لم يقم هو بالسؤال أو الاستفسار فهو غالبًا ما يكون محرجًا من الاستعلام عن هذه القضايا.
- بعض الأطفال قد يشعرون بالحرج بعد سن السادسة، وربما يطلبون خصوصية أكثر أثناء الاستحمام، وهذا تصرف جيد يفيد بأنهم يعرفون متى يقولون لا للمسات غير المرغوب بها وهذا الأمر يقيهم من التحرش.
- الاستمناء طبيعي وصحي بالنسبة للأطفال، ومن الممكن أن يبدأ قبل فترة طويلة من البلوغ، المهم هو أن يعرف طفلك بأن الاستمناء هو شيء عليه أن يقوم به وحيدًا في السر.
- العديد من الآباء يبدؤون الحديث عن هذه المفاهيم قبل سن السادسة، لكن التصرف السليم هو أن يبدأ التوجيه الجنسي عند سن الثامنة أو التاسعة.
- إذا لم يقم ابنك بالسؤال ومحاولة تقصي المعلومات، فاستلم أنت زمام المبادرة؛ تستطيع أن تبدأ بسؤالٍ مثل «هل تساءلت من قبل كيف ولدت أنت؟»، وحاول أن تبحث عن فرصٍ مناسبة لبدء محادثة، وعلى سبيل المثال، يمكنك اختيار كتاب ما، أو التعليق على إحدى القريبات الحوامل.
- تبدأ أثداء بعض الفتيات بالنمو في الثامنة من العمر، لذلك وبعمر التاسعة يجب أن تبدأ المحادثات مع الفتيان والفتيات حول كيفية بلوغهم وتغيرات أجسادهم أثناء البلوغ.
- لا تفترض أبدًا أن المحادثات الطويلة سوف تفي بالغرض؛ عليك دائمًا أن تعود للمناقشة في المواضيع التي تحدثتم بها، لأنه في الواقع ومرة بعد مرة سوف يساعد ذلك الطفل على الشعور بالارتياح للتواصل معك وطرح الأسئلة العالقة في ذهنه.
- تأكد من أن طفلك يعرف من هم الأشخاص الذين يمكنه الوثوق بهم والتحدث إليهم عن الأشياء المحرجة والشخصية.
- تعرف على نوعية التثقيف الجنسي الذي يتلقاه طفلك في المدرسة الإبتدائية، وقدم الدعم لهذا التثقيف الملائم له في كل مرحلة عمرية.
التغيرات الحاصلة في مرحلة البلوغ:
قد يُرعب الطفل غير المهيَّأ بسبب التغيرات الجسمية والنفسية المرافقة لمرحلة البلوغ، وقد يشعر بالاطمئنان إذا ما قام أفراد أسرته بالتعبير عن مشاعرهم الخاصة عند وصولهم مرحلة البلوغ.
تحدث عن كيفية شعورك خلال المواقف الحرجة وعن تصرفك فيها، مثل المواقف المتعلقة بالدورة الشهرية والاحتلام.
تشمل الاقتراحات:
- بدء الحديث عن المسائل المتعلقة بمرحلة البلوغ في عمر التاسعة.
- عليك أن تكون عليمًا بالتغيرات الحاصلة في مرحلة البلوغ.
- استخدم موادًا تعليمية جنسية، وتأكد من مراعاة كونها متناسبة مع عمر طفلك، مثل الكتب، لمساعدتك على شرح التغيرات التي سيخضع لها طفلك.
- من الممكن أن تبدأ الدورة الشهرية للفتيات في سن الثامنة, تأكد من كونهن على علم بما يمكن حصوله خلالها, أرِهن شكل الفوط الصحية وكيفية استخدامها، وعند بدئهم دورة الحيض الشهرية، قم بإعطائهم علبة خاصة لحفظ الفوط الصحية في حقيبة المدرسة.
- يحتاج الفتيان لمعرفة احتمالية حدوث الانتصاب غير المرغوب فيه، والاحتلام، لكي لا يفاجؤوا بتلك الأمور عند حصولها.
- إعلام الفتيات عن تغيرات البلوغ للفتيان وإعلام الفتيان عن تغيرات البلوغ للفتيات.
بيولوجيا الجنس والتناسل:
وتشمل الاقتراحات :
- كن واضحًا و صريحًا في كلامك إذا ما سألك طفلك: «لماذا يمارس الرجال و النساء الجنس؟» لا يجب أن تكون إجابتك: «لكي يقوموا بإنجاب الأطفال فقط»، اشرح له الأسباب الأخرى و أن الناس يحبون ممارسة الجنس لأنه ممتع.
- إذا سألك طفلك عن العلاقات الجنسية المثلية، قم بإخباره أن بعض الناس يمارسون الجنس مع أشخاص آخرين من نفس جنسهم.
- قم باستخدام مواد تعليمية مناسبة لأعمارهم، مثل الكتب، للمساعدة في شرح هذه القضايا.
يفسر موقع «The Hormone Factory» البلوغ وأعراضه والقضايا الجنسية الأخرى بطريقة لطيفة وواضحة، وهو موجه إلى الأطفال ذوي الأعمار ما بين 10-12 سنة، ويمكنك تصفح الموقع مع ابنك مع الإجابة عن الأسئلة التي سيقوم بطرحها عليك.
مهارات تعلم السلامة الشخصية والعناية بالصحة للأطفال:
يحتاج الأطفال إلى تعلم المهارات اللازمة للمساعدة في حماية سلامتهم الشخصية وصحتهم, ويمكنك مساعدتهم عن طريق:
- تعليم طفلك أسماء الأجزاء التناسلية في الجسد مع وظائفها، وهذا ما سيساعدهم على التواصل معك بشكل أكثر وضوحًا، ويسهم في الحفاظ على سلامتهم الشخصية وصحتهم.
- مساعدتهم على تعلم مهارات السلامة على الانترنت, يملك موقع «ThinkUKnow» برنامج سلامة إلكتروني، يقدم النصائح للآباء والأمهات في هذا المجال.
- المحافظة على بيئة يشعر بها طفلك بالأمان عند الحديث عن مشاعره ومشاكله.
- شجع طفلك ليعلم أنه هو صاحب القرار في اختيار من يقوم بلمسه.
- ساعد طفلك على تحديد مجموعة من الأشخاص الداعمين والمساندين له، والذين بإمكانه اللجوء إليهم حينما يشاء.
- قم بتعليم طفلك عن اللمسة السرية (التحرش الجنسي) باستخدام مصطلحات سهلة وواضحة مثل: «من غير المقبول أن يقوم شخص غريب أو كبير بالسن بلمسك في منطقتك الحساسة بدون سبب، وأن يطلب منك بعد ذلك أن تبقي الأمر سرًا لا تخبر به أحدا».
المشاعر و العلاقات:
تشمل الاقتراحات :
- شرح وجهة نظرك إلى طفلك بعد التفكير في معاييرك الجنسية والمعنوية والأخلاقية والدينية. ربما عليك مناقشة الأمر مع شريك حياتك قبل أن تقوم بذلك.
- إذا ما كانت لديك آراء راسخة حول القضايا الجنسية، فالآن هو الوقت الأنسب للتكلم مع طفلك عنها.
- كن مستعدًا لاحتمالية أن ابنك قد يتفق مع آرائك الآن، ولكن قد يقوم برفضها أو تقبلها لاحقًا.
- قم بالتأكيد على أن العلاقات يجب أن تُبنى على احترام نفسك واحترام الطرف الآخر فيها، والتفكير في مشاعرهم أيضًا.
- عليك مناقشة الجنس في إطارٍ أوسع لاعتباره جزءًا هامًا في حياة البالغين، ويشمل ذلك العلاقات طويلة الأمد والأُسَر.
ما يجب عمله إذا كنت تشعر بعدم الارتياح:
ربما كنت قد وجدت أن مناقشة الجنس مع طفلك قبل دخوله المدرسة أمرًا عاديًا، ولكن إعطاء التفاصيل الإضافية مع تقدمه في السن يعد أمرًا محرجًا للتكلم عنه.
ربما كنت في انتظار «الوقت المناسب» لمناقشة هذه الأمور معه مما أدى إلى عدم مناقشة الأمر إطلاقًا.
تشمل الاقتراحات :
- استخدام الوسائل التعليمية لمساعدتك على الشروع في النقاش -قم بالعثور على وسائل مناسبة لعمره مثل الكتب أو أشرطة الفيديو وقم بتصفحها مع طفلك.
- كن صادقا إذا شعرت بالإحراج -إذا لم تستطع التكلم عن الجنس، قم بتوفير الوسائل التعليمية المناسبة لطفلك واجعله يتصفحها بمفرده.
- إذا كانت لديه أسئلة حول الموضوع حاول قصار جهدك أن تجيب عنها، وإن شعرت بالإحراج قم بالتعبير عن ذلك لطفلك.
- قم باستخدام الإنترنت -قم بتصفح موقع الكتروني جيد مثل «The Hormone Factory». يمكنك تصفح الموقع مع طفلك وتوضيح أي سؤال قد يتبادر إلى ذهنه.
- اطلب المساعدة من شخص آخر-تستطيع أن تطلب من احد الأقرباء أو أحد الأصدقاء الموثوقين أن يتكلموا مع طفلك عوضًا عنك.
- قم بشرح السلوكيات الخاصة بك -خذ بعين الاعتبار أن طفلك لا يعلم شيئًا عن قيمك وأخلاقك ومعتقداتك الخاصة إن لم تقم بشرحها اليه.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر