كيف يتم العلاج عن طريق الحقن بالبلازما الغنية بالصفيحات؟
على الرغم من أن الدم يتكون بشكل رئيسي من سائل يدعى بالبلازما، فهو يتألف من عدة مكونات أخرى بما في ذلك خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات. إذ تنتشر الصفيحات في الدم وتلعب دورًا حاسمًا في تخثر الدم. كما وتحتوي الصفيحات على بروتينات تدعى بعوامل النمو التي تعتبر ضرورية لتحفيز عملية الشفاء من الإصابات.
ويتم إنتاج البلازما الغنية بالصفيحات أو ما يعرف اختصارًا بـ (PRP) في دم الأشخاص الذين يملكون تراكيز مرتفعة من الصفيحات بدرجة أكبر من المعدل الطبيعي. إذ يمكن أن تكون تراكيز الصفيحات وتراكيز عوامل النمو أكبر بثلاث إلى خمس مرات عما هو موجود عادةً في الدم.
إن عملية الحقن بهذه البلازما الغنية بالصفيحات وعوامل النمو أصبح خيارًا شائعًا من أجل تدعيم عملية الشفاء الطبيعية للجسم في حالات الإصابة التي تلحق بأوتار العضلات والأربطة والمفاصل والغضاريف والعظام والعضلات.
ففي بعض الحالات، يمكن للعلاج باستخدام الـ PRP أن يُخفّض الحاجة للأدوية وللعمليات الجراحية التي نصادفها عندما نعاني من مشاكل في العضلات الهيكلية. وبالرغم من أن الباحثين لم يتأكدوا بالضبط من كيفية عمل مثل هذا العلاج، فقد أظهرت الدراسات بأن تراكيز عوامل النمو المرتفعة الموجودة في الـ PRP لها القدرة على زيادة سرعة عملية الشفاء.
تحضير وحقن البلازما الغنية بالصفيحات (PRP):
من أجل تحضير البلازما الغنية بالصفيحات، تُثفَّل عينة الدم باستخدام جهاز الطرد المركزي (centrifuge) بهدف فصل الصفيحات عن مكونات الدم الأخرى وبالتالي الحصول على البلازما الغنية بالصفحيات التي تُعالَج في مرحلة لاحقة. ويتم إدخال الـ PRP إلى موضع الإصابة بطريقة الحقن، وتتم هذه العملية بتوجيه من الأمواج فوق الصوتية أو أشعة إكس، وذلك للتأكد من دقة مكان حقن الـ PRP.
ويوصى بإجراء عملية حقن وحيدة أو سلسلة من عمليات الحقن وذلك بحسب نوع الإصابة المراد علاجها ومدى استجابة المريض للعلاج المبدئي.
وفور إتمام عملية الحقن، يجب على المريض تجنب ممارسة التمارين والأنشطة التي تتضمن رفع الأثقال لمدة 3 إلى 7 أيام، وذلك حتى عودته بشكل تدريجي إلى نشاطه الجسدي الطبيعي. أما بالنسبة للفترة التي تلي عملية الحقن مباشرةً، فيمكن أن يوصي الطبيب باستعمال الجبيرة أو الدعامة.
المضاعفات:
بما أن الـ PRP تُنتج باستعمال دم المريض، فهناك فرصة ضئيلة جدًا لحدوث رد فعل تجاه هذا العلاج. ولكن كما هو الحال في عمليات الحقن الأخرى، يوجد درجة مخاطرة صغرى لحدوث العدوى وإصابة الأعصاب والأنسجة في موضع الحقن.
الفعالية:
يقوم الباحثون حاليًا بإجراء الدراسات بهدف تقييم فعالية العلاج باستخدام الـ PRP والتي يمكن أن تتغير بحسب مكان الإصابة المراد علاجها، بالإضافة إلى الصحة العامة للمريض وفيما إذا كانت الإصابة حادة أو مزمنة.
وسنناقش فيما يلي المجالات التي تُجرى فيها دراسات لاستخدام الـ PRP كعلاج:
● إصابات الأوتار المزمنة:
وفقًا لإحدى الدراسات التي تُجرى حاليًا، يُعد الـ PRP علاجًا فعالًا لإصابات الأوتار المزمنة، وخاصة الإصابة الشائعة التي تعرف باسم “مِرفق التنس”. كما يعتبر الـ PRP علاجًا واعدًا لإصابات الأوتار المزمنة الأخرى بما في ذلك التهاب وتر أخيل (Achilles) والإصابة التي تعرف باسم ركبة “الأشخاص القافزين” – وهي عبارة عن التهاب رضفة الركبة. ومع ذلك، لم يتم إلى الآن تحديد فيما إذا كان العلاج باستخدام الـ PRP أكثر فعالية من العلاجات التقليدية.
● الإصابات الحادة في الأربطة والعضلات:
لقد نال الـ PRP شهرة كبيرة نظرًا لقدرته على علاج الإصابات الرياضية الحادة. فقد استُخدِم لعلاج إصابات الرياضيين الشائعة، كتمزق أوتار الركبة والتواء الركبة، وذلك بالرغم من عدم وجود دليل قطعي حاليًا يُثبت أن العلاج باستخدام الـ PRP يعزز عملية الشفاء في مثل هذه الإصابات.
● الجراحة:
استُخدم الـ PRP أيضًا أثناء أنواع معينة من العمليات الجراحية بهدف المساعدة على شفاء الأنسجة. فقد اعتُقد بشكل مبدئي أنه مفيد في العمليات الجراحية التي تُصحح أوتار الكتف الدوارة وأربطة الركبة. ولكن إلى الآن لم تكن الدراسات قادرة على تبيان وجود أي فائدة ذات أهمية بخصوص استعمال الـ PRP أثناء مثل هذه الأنواع من العمليات الجراحية.
● التهاب مفصل الركبة:
لقد بحثت بعض الدراسات الأولية في فعالية الـ PRP كعلاج لالتهاب مفصل الركبة، ولكن من المبكر جدًا معرفة ما إذا كان الـ PRP سيكون نافعًا أكثر من العلاجات المستعملة حاليًا.
● الكسور:
إلى الآن لم تُشِر أي دراسة إلى كون الـ PRP ذا منفعة هامة في تسريع عملية شفاء الكسور.
نستنتج مما سبق؛ أنه وبالرغم من أن الـ PRP يبدوعلاجًا نافعًا للمرضى الذين يعانون من إصابات الأوتار المزمنة، فنحن بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث قبل تمكننا من تحديد فعالية الـ PRP في الحالات المَرَضية الأخرى.
ترجمة: زينب النيّال.
تدقيق: جعفر الجزيري.
مصدر (1) , مصدر (2)