هل تقلق بشكل مفرط؟ قد تعتقد لا شعوريًا بأنك إن قلقت بالقدر الكافي فستمنع حدوث الأمور السيئة ولكن الحقيقة هي أن القلق قد يؤثر على جسمك بطرقٍ ستثير دهشتك.
ما الذي يحدث عند القلق بشكل مفرط؟
القلق هو الشعور بعدم الارتياح أو الاهتمام المفرط حيال وضع أو مشكلة ما، وقد يذهب القلق بدماغك وجسمك بعيدًا عندما تركز باستمرار على “ما قد يحدث”.
قد يسبب القلق التوتر أو حتى “الذعر” خلال ساعات اليقظة.
العديد من الأشخاص المصابين بالقلق الشديد المزمن يقولون أنهم يشعرون بأن أمرًا سيئًا على وشك الحدوث، أو بمخاوف غير واقعية تزيد قلقهم، حساسون للبيئة المحيطة بهم ويرون جميع الأشخاص والأشياء كمصدر تهديد محتمل.
القلق المزمن يمكن أن يؤثر على حياتك اليومية لدرجة أنه قد يتداخل مع شهيتك، نمط حياتك، علاقاتك، نومك، وأدائك الوظيفي في العمل.
ما هو القلق؟
القلق هو رد فعل طبيعي للإجهاد ولكن قد يتسبب باضطرابات كاضطراب القلق المعمم، القلق الاجتماعي واضطراب الخوف.
الأحداث المهمة كالامتحانات أو مقابلات العمل قد تسبب القلق الذي يكون مفيدًا في بعض الأحيان، إذ أنه قد يساعدك على التحضير للحدث القادم إلا أن الأشخاص الذين يفرطون في القلق تكون ردود أفعالهم شديدة وسريعة تجاه هذه المواقف حيث أن مجرد التفكير فيها يسبب لهم ضائقة وعجزًا شديدين.
القلق المفرط أو الخوف المستمر ضار عندما يصبح غير عقلاني بحيث يمنعك من التركيز على الواقع أو التفكير بوضوح وقد يتسبب بأعراض جسدية حقيقية.
هل من الممكن أن يتسبب القلق بإحداث استجابة الشدة؟
هناك عنصران لاستجابة الشدة، الأول لمجابهة التحديات، والثاني استجابة فيزيولوجية تلقائية في أجسامنا تدعى “القتال أو الهروب” التي تحفز إفراز الأدرينالين وتضعنا في حالة تأهب؛ وقد حمت هذه الاستجابة أسلافنا من أخطار محدقة كالحيوانات البرية التي تريدافتراسهم.
هل يمكن للقلق المفرط أن يجعلك تمرض جسديًا؟
يمكن للقلق والإجهاد المزمن أن يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، يصبح الموضوع مشكلة عندما يتم تحفيز استجابة “القتال أو الهروب” بشكل يومي بسبب القلق أو الإجهاد المفرط، هذه الاستجابة تؤدي لإطلاق هرمونات الشدة من الجهاز العصبي الودي كالكورتيزول، هذه الهرمونات من شأنها أن ترفع مستويات السكر والشحوم الثلاثية (الحموض الدهنية) في الدم التي يستعملها الجسم كمصدر للطاقة. تتسبب هرمونات الشدة في ردود أفعال جسدية أخرى مثل:
- صعوبة في البلع
- دوخة
- جفاف الفم
- تسرع في النبض
- إعياء
- صداع
- عدم القدرة على التركيز
- تهيج
- آلام في العضلات
- شد عضلي
- غثيان
- طاقة عصبية
- تسرع وضيق في التنفس
- تعرق
- رجفان وارتعاش
عندما لا يستخدم الجسم الوقود المفرط في الدم للأنشطة البدنية، فإن القلق المزمن وتدفق هرمونات التوتر يمكن أن تكون له عواقب جسدية خطيرة، بما في ذلك:
- تثبيط الجهاز المناعي
- اضطرابات هضمية
- شد عضلي
- مرض الشريان التاجي المبكر
- نوبة قلبية
في حال عدم معالجة القلق والتوتر المفرط فإنه قد يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى أفكار انتحارية حتى.
الإجهاد هو ببساطة زناد، وكل هذه الأمور هي استجابة له، وأن تصبح مريضًا أم لا يتعلق بكيفية تعاملك معه.
الاستجابة الجسدية للإجهاد تشمل الجهاز المناعي، القلب والأوعية الدموية وإفراز الهرمونات من غدد معينة، هذه الهرمونات تساعد على تنظيم وظائف مختلفة في الجسم، مثل وظيفة الدماغ والنبضات العصبية.
ما هي التغييرات في نمط الحياة التي قد تساعد الأشخاص الذين يقلقون بإفراط؟
بالرغم من أن القلق والتوتر المفرط يتسبب باختلال التوازن في الجسم، فهناك العديد من الأمور التي قد تساعدك على إعادة الانسجام بين العقل، الجسد والروح.
– تكلم مع طبيبك الذي قد يقوم بإجراء فحص سريري للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى، وقد يصف لك أدوية مضادة للقلق والاكتئاب التي قد تساعدك في التحكم في القلق والتوتر المفرط.
– تمرّن يوميًا بعد أخذ موافقة طبيبك، المواد الكيميائية المفرزة خلال التمارين تساعد في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي، كما أن التمارين تساهم في تدريب جسمك على التعامل مع الإجهاد ضمن حدود السيطرة.
– حافظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.
– تناول الكافيين باعتدال.
– كن واعيًا حيال التعامل مع الأمور التي تثير قلقك، خصّص مثلًا 15 دقيقة يوميًا للتفكير في مشاكلك ومخاوفك وتعهد لنفسك بنسيانها تمامًا بعد هذه الـ 15 دقيقة.
– تعلم أن تسترخي، تقنيات الاسترخاء تثير استجابة فيزيولوجية معاكسة لاستجابة “القتال أو الهروب” تتمثل بالشعور بالدفء والهدوء والاسترخاء الذهني.
– مارس التأمل بشكل يومي.
– حافظ على شبكة اجتماعية قوية، فالشعور بالوحدة أو العزلة يجعل من السيطرة على القلق أمرًا صعبًا.
– تحدث إلى معالج مختص قد يساعدك على وضع استراتيجيات ملائمة للتعامل مع القلق المفرط.
- ترجمة: رغد القطلبي
- تدقيق: جعفر الجزيري
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر