يدرس علماء المناخ جو الأرض والطرق التي يتغير بها بأساليب مختلفة عديدة، وذلك باستخدام سجلات بيئية وتاريخية أو مأخوذة من الأجهزة و الأقمار الصناعية. إحدى التحديات التي واجهتهم أثناء استخدام الأقمار الصناعية وبيانات الأجهزة هي أن فترات حياتها كانت قصيرة إلى حد ما مقارنةً بعمر الأرض. إذ يبلغ عمر سجل الأقمار الصناعية ما يزيد قليلًا عن 20 عامًا بينما تمتد سجلات الأجهزة إلى القرن التاسع عشر فقط. يمكن أن يكون كلا السجلين قصيرًا للغاية لدراسة بعض العمليات المناخية التي تحدث على مدار المئات أو الآلاف من السنين.
لتوسيع هذه السجلات، يبحث علماء المناخ القديم عن أدلة في السجلات البيئية الطبيعية للأرض. تكون الأدلة حول المناخ الماضي مدفونة ومختفية في الرواسب في قاع المحيطات، أو محتجزة في الشعاب المرجانية، أو مجمدة في الأنهار والقبعات الجليدية، أو محفوظة في حلقات الشجر. توفر كل من هذه السجلات الطبيعية للعلماء معلومات حول درجة الحرارة وهطول الأمطار وغير ذلك الكثير.
تحتوي العديد من هذه الأنواع على طبقات أو أنواع أو حلقات تمثل مقدارًا ثابتًا من الوقت، غالبًا ما يكون عامًا أو موسم نمو (موسمًا زراعيًا)، ولكن تختلف الطبقات عن بعضها من حيث السماكة واللون والتركيب الكيميائي، وبأكثر من ذلك، ما يسمح للعلماء باستقراء المعلومات حول المناخ في الوقت الذي تتشكل فيه كل طبقة.
يمكن للعلماء بعد ذلك أخذ السجلات التي تركتها أنواع مختلفة من السجلات الطبيعية والجمع بينها للحصول على صورة شاملة للمناخ العالمي. عادةً ما تمتلك السجلات التي تمتد لفترات زمنية كبيرة تفاصيل أقل حول التغيرات المناخية قصيرة الأمد، على عكس السجلات الأقصر التي غالبًا ما تكون تفصيلية أكثر.
يجب على العلماء استخدام السجلات مع مستويات مماثلة من التفاصيل الزمنية (المؤقتة) أو حساب هذه التباينات لرسم صورة دقيقة للمناخات القديمة لدمجها سويًا.
اقرأ أيضًا:
غرق كدينة أمريكية بسبب التغير المناخي
ترجمة: ليلى خالد
تدقيق: مينا خلف