كيف تعرف ما إذا كنت تواعد مريض نفسي وفقًا للعلم؟ حيث أن موعدًا مع مريض نفسي قد يبدو وكأنه مشهد مباشر من فيلم رعب، ولكن من المُحتمل أن ينتهي بك الأمر مع موعد كهذا من الناحية الإحصائية.
تُشير التقديرات إلى أنّ حوالي 1 من كل 100 شخص هم من المرضى النفسيين، وهو مساوٍ لعدد الأشخاص الذين يمارسون مهنة التعليم.
وبينما قد نربط المرضى النفسيين بمجرمين مرعبين مثل تيد بندي، القاتل المتسلسل الأمريكي والمغتصب والنيكروفيلي (الشخص الذي ينجذب جنسيًا للجثث)، فإن غالبية المرضى النفسيين ليسوا مجرمين في الواقع، ولكنهم يعيشون في وسطنا حياة عادية إلى حدٍّ ما.
إذن كيف يمكنك معرفة ما إذا كنت تواعد مريض نفسي وماذا يجب أن تتوقع؟
لحسن الحظ هناك بحث حول هذا الموضوع.
على الرغم من البحث الجيد في هذا النوع من اضطراب الشخصية، فهناك بعض الجدل حول كيفية تشخيصه.
ومع ذلك، يتّفق الباحثون على أنّ المرض العقلي ينطوي على سلوكٍ معادٍ للمجتمع، افتقاد التعاطف، الندم، الجرأة، المرونة العاطفية، الدناءة، والاندفاعية والسمات الأنانية للغاية.
يمتلك المرضى النفسيين أيضًا بعض السمات الإيجابية، مثل الاهتمام بالتفاصيل، جودة قراءة الأشخاص والانخراط في المحادثة بسهولة، وقدرتهم على أن يكونوا دقيقين ومبدعين يعني أن المرضى النفسيين يمكن أن يكونوا مهنيين ناجحين.
مشاكل رومانسية:
السمة الأولى التي قد تصبح واضحة عند مواعدة مريض نفسي هي مرض الكذب.
من المرجح أن يحاول المريضون نفسيًا خداع شركائهم بشكل متكرر وسيكذبون في أي شيء تحت أي ظرف من الظروف من أجل إخفاء سلوكهم وتحقيق أهدافهم مهما كانت.
لسوء الحظ، قد يكون من الصعب القبض على مريض نفسي، إذ أنه يخطط غالبًا بشكل استراتيجي لقصص مُضلّلة.
ويميلون أيضًا إلى أن يكون لديهم جمال ظاهري ربما يكون سبب انجذاب شريكهم في المقام الأول، وهذا يمكن أن يجعل الآخرين محتارين في شكوكهم.
إن إدراكهم لقيمة الذات مرتفع للغاية، حتى لو كنت محترفًا ناجحًا وواثقًا، فمن المحتمل أن تشعر بعدم القيمة مقارنة بهم، وإذا لم تفعل ذلك، فقد يشرع شريكك (المريض النفسي) في سحق احترامك لنفسك من أجل التحكم فيك أكثر.
تشير الأبحاث إلى استخدام المرضى النفسيين تقنية تسمى الإضاءة الغازية من أجل تحقيق ذلك، ما يؤدي إلى تآكل ثقة «الضحية» وإدراك الواقع من خلال تشويشهم، تضليلهم، خداعهم وإقناعهم الذي يؤدي إلى شكوك في الذات.
السبب في كون المرضى النفسيين جيدين في التلاعب هو أنهم يدرسون عادة سلوك الناس ويستخدمونه بمهارة للسيطرة عليهم.
إذا كنت في علاقة مع مريض نفسي وتمكنت من مقاومة تلاعبه، فإنه يخلق غالبًا نوبة مليئة بالإحباط والغضب والمحادثات المزعجة أو المتكررة، وبالطبع النظرات البريئة كمحاولة أخيرة لتجعلك تشعر بالأسف عليهم وتستسلم لرغباتهم.
ومن الصعب تقبُّل عدم الشعور بالذنب أو الندم، لكن لا تتوقع أن يتغير ذلك، إذ تشير الأبحاث إلى أن أدمغة المرضى النفسيين موصولة بهذه الطريقة.
أظهرت دراسة حديثة لمسح دماغ مرضى نفسيين في السجون أن الذين لديهم مستويات أعلى من مرض الاعتلال العقلي هم أكثر احتمالًا للخداع ولا يشعرون بالسوء حيال ذلك.
وارتبط هذا بانخفاض نشاط القشرة الحزامية الأمامية، التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في الأخلاق والتحكم في الانفعالات والعاطفة وأمور أخرى.
وقد اكتشفت دراسات أخرى أن المرضى النفسيين لديهم اختلافات هيكلية ووظيفية في العديد من مناطق الدماغ، بما في ذلك قشرة الفص الجبهي التي تلعب دورًا حاسمًا في تطور الشخصية والتخطيط.
ومن المرهق أن يكون في علاقة مع شخص يُكافح من أجل الشعور بالتعاطف، ومع ذلك فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن المرضى النفسيين قد يكون لديهم بالفعل القدرة على الشعور بالتعاطف سواء على المستوى الفكري أو العاطفي، ولكن يمكنهم اختيار تجاهلها كما لو كان لديهم مفتاح إيقاف عاطفي.
وبالمثل، يبدو أن المرضى النفسيين غالبًا ما يدركون عدم المشروعية في سلوكهم السلبي، لكنهم يتصرفون بهذه الطريقة على أي حال بسبب افتقارهم إلى ضبط النفس.
ولذلك سوف يدرك المرضى النفسيين أنه من الصعب عليهم مواكبة الحاجة المستمرة لشركائهم في التحفيز والأهداف الطويلة الأمد وغير الواقعية.
وإنّ افتقارهم إلى ضبط النفس يمكن أن يؤدي إلى وضع شركائهم في ورطة، على سبيل المثال قد يكون المريض النفسي غير مهذب مع زملاء شريكه أو يسبب لهم الإحراج.
ويميل المرضى النفسيّون إلى إظهار سمات الاعتلال الاجتماعي والنرجسية، وقد ارتبطت كلتا السمتين بالخيانة.
فحصت دراسة حديثة كيفية تأثير السمات السيكوباثية في العلاقات الرومانسية وقد وُجد أن التلاعب من أجل الجنس قد يكون نهجًا شائعًا.
في حين أنّ العديد من هذه الصفات مثيرة للاشمئزاز، يبدو أن الرجال والنساء يعانون من أشياء مختلفة عندما يعيشون مع شريك مريض نفسيًا، فمن المرجح أن تستاء النساء من سلوك الشريك وتنهي العلاقة تدريجيًا، بينما الرجال أكثر عرضة لتجربة الخوف المتزايد من الرفض بسبب السلوك المتهور لشريكهم.
التعامل مع الرفض:
قد يجد الأشخاص الذين يحصلون على القوة للانفصال من العلاقة الغرامية مع مريض نفسي، أن نصفهم الآخر يشعر بالأسف، ولكنّ سبب هذا على الأرجح أنهم لم يعودوا قادرين على الامتلاك والتحكم واستخدامهم بعد الآن.
وإذا تخلّصت من مريض نفسي ثم حاولت في وقت لاحق استعادته، فمن غير المُرجّح أن تنجح.
ويعني افتقارهم إلى التعاطف أنهم لن يتحملوا أي مسؤولية عن الخطأ الذي حدث في العلاقة، بدلًا من ذلك هم على الأرجح سيلومونك أنت أو أي شخص آخر ما عدا أنفسهم، ويأتي هذا الموقف من اعتقادهم أنه إذا كنت تشعر بالأذى فستكون مسؤوليتك ومشكلتك، وبعبارة أخرى انت تركت هذا يحدث لك.
ومع ذلك، إذا لم يكن حبيبهم القادم مثيرًا للاهتمام ومثمرًا كما يأملون، فقد يعودون إليك مباشرةً بالاعتذارات الخادعة إلى جانب وعود الحب، ذلك لأن المرضى النفسيين يميلون إلى العيش بأسلوب حياة طفيلية، وإطعام الآخرين والاستفادة أكثر ممّا يعطون.
وهذا يعني أنهم قد يرغبون في الحصول على أصدقائك، مواردك، وحتى على وضعك المالي.
ومع ذلك، فإنّ المرضى النفسيّين يُقدّرون علاقاتهم بطريقتهم الخاصة، فإنهم يعانون من الألم، ويشعرون بالوحدة، ولديهم الرغبات ويشعرون بالحزن إذا لم يحصلوا على المودة.
إنّ مواعدة مريض نفسي لا ينصح بها كما هو واضح، لكن بعض الناس يمكن أن يروا ما وراء الصفات السلبية ويقبلون الشريك المضطرب كما هو، في النهاية لديهم فرصة أكبر لرؤية العلاقة ناجحة.
- ترجمة: زينب عباس
- تدقيق: سلام طالب
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر