مع استمرار جائحة كورونا في تعطيل مظاهر الحياة في جميع أنحاء العالم، يميل المستهلكون إلى استخدام المتاجر الإلكترونية للحصول على الاحتياجات اليومية، ما يعني مشاركة المزيد من معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت. وعلى هذا أصبح الأفراد أكثر عرضةً لاحتمال سرقة الهوية.
لحسن الحظ، تُستخدم تقنية مُعرّف الهوية البيومتري الفريدة لإنشاء هويات رقمية موثقة، يستطيع المستهلكون استخدامها عبر الإنترنت، مثل البصمة ومسح الوجه، وبذلك يمكن منع تزوير الهوية، وهي فائدة إضافية لتقنية التحكم الذاتي بالهوية، تتيح للمستهلكين استعادة الملكية والتحكم في بياناتهم الشخصية.
أصبح الاحتيال ظاهرةً لا مفر منها الآن مع انتشار فيروس كورونا، ويبدو أنه أصبح عنصرًا ثابتًا دائمًا في الظروف الحالية، فوفقًا لتقارير المستهلك الصادرة عن وكالة إكسبريان، زاد الاحتيال بنسبة 33٪ في المملكة المتحدة منذ أبريل، مع تصنيف تطبيقات بطاقات الائتمان الاحتيالية بوصفها إحدى طرق الاحتيال الرئيسية.
وعلى نطاق أوسع، زادت هجمات التصيد الاحتيالية، وهي طريقة يخدع بها المحتالون ضحاياهم لنقل معلوماتهم الشخصية، بنسبة 600% في جميع أنحاء العالم خلال الربع الأول من عام 2020، وتُستخدم عادةً للاحتيال على بطاقات الائتمان.
زادت أيضًا عمليات تسريب البيانات واختراقها، ظهرت حديثًا بيانات تخص 142 مليون زائر لفندق إم جي إم جراند بعد اختراقها. مع عرض المعلومات الشخصية لملايين الأشخاص للبيع في أسواق الشبكة المظلمة، يواجه الضحايا احتمالية كبيرة لسرقة الهوية.
لا يقتصر الأمر على استهداف الأفراد فحسب، فقد نال تجار التجزئة أيضًا حظهم من الاحتيال. تتراوح عمليات الاحتيال من زيادة في أنشطة التصيد المستهدفة لبيانات الاعتماد المسروقة من عمليات الدفع الإلكترونية إلى «الاحتيال الودي»، الذي يمثل الآن 60% – 80% من عمليات رد المبالغ المدفوعة، ويزداد خاصةً في أوقات الأزمات الاقتصادية، إذ يعاني الأشخاص نقص المال وعدم القدرة على دفع الفواتير، ويلجؤون إلى تدابير تمكنهم من المطالبة باسترداد المبالغ المدفوعة عبر بطاقات الائتمان بطريقة مخادعة.
قوة بيانات التحكم الذاتي
سرقة الهوية ليست شيئًا جديدًا بالطبع، فحتى قبل ظهور فيروس كورونا كانت الإحصائيات تشير إلى أن عمليات الاحتيال تتزايد بوتيرة سريعة. فوفقًا لتقرير لجنة التجارة الفيدرالية، خسر المستهلكون أكثر من 1.9 مليار دولار عام 2019 نتيجة عمليات الاحتيال ، بزيادة قدرها 293 مليون دولار مقارنةً بالعام السابق.
ربما ليس ذلك غريبًا، نظرًا إلى أننا نستخدم بياناتنا في كل مكان مع كل إجراء إلكتروني نقوم به، فقد أصبح لصوص الهوية يمتلكون وسائل هجوم أكثر من أي وقت مضى، والأسوأ أن تقنياتهم أصبحت أكثر تطورًا.
وفقًا لتقرير احتيال الهوية عام 2020 الصادر عن شركة جافلين، يتكيف المحتالون سريعًا مع التقنيات الجديدة المصممة لتقليل مخاطر سرقة الهوية. لكن لحسن الحظ، فإن التكنولوجيا أيضًا تتطور بوتيرة سريعة، فلم يتوقف الأمر على تقنيات التحقق الثنائية القائمة على الرسائل النصية القصيرة، أو الاعتماد على أنظمة الأمان القديمة الخاصة بالمؤسسات.
قريبًا ستصبح الهويّات الرقمية الموثّقة معيارًا للأفراد والشركات على حدٍ سواء، متجاوزةً بذلك كلمات المرور وغير ذلك من أشكال المصادقة المعتادة. إضافةً إلى ذلك، من طريق الربط بالدفع وارتباط أنظمة التحكم الذاتي بالهوية واللا مركزية، ستمنح الهويات الرقمية تحكمًا كاملًا للأفراد، ما يساعد على التخلص من سرقة الهوية.
لا ينبغي التقليل من أهمية بيانات التحكم الذاتي واللا مركزي، إذ تتزايد مخاوف المستهلكين عندما يتعلق الأمر بمعالجة بياناتهم. في استطلاع حديث أجراه باحثو السوق من أوبنيوم، أبدى 77% من المشاركين عدم ارتياحهم بشأن المنصات المتعددة التي تطلب معلومات شخصية، مثل تاريخ الميلاد أو معلومات خاصة أخرى. وليس ذلك غريبًا مع تزايد هجمات برامج الفدية بنسبة 900% هذا العام، واستهداف المحتالون شبكات المؤسسات وبياناتها خاصة.
صحيح أن أدوات اكتشاف البرمجيات الضارة والغريبة مفيدة وتقطع شوطًا طويلًا في التقليل من وسائل الهجوم، لكنها لا تستهدف المشكلة جذريًا. يجب أن ننظر بتمعن في كيفية تجنب وقوعنا -بوصفنا أفرادًا- ضحايا للاحتيال.
مواجهة احتيال الهوية
تعد مُعرّفات الهوية البيومترية، التي تؤكدها تكنولوجيا البلوكتشاين، الخطوة المنطقية القادمة في مكافحة الاحتيال.
بالاعتماد على مُعرّفات الهوية البيومترية -مثل بصمة الإصبع أو مسح الوجه- لم نعد بحاجة إلى حفظ كلمات المرور أو معلومات تفصيلية شخصية لأطراف مشتركة، ما يعزز أمن بياناتنا. وبتخزين أي هوية شخصية عبر بلوكتشاين، تكون غير قابلة للتغيير أو التشفير أو اللا مركزية، يمكننا التحقق من صحة البيانات وتأمينها، ليمكن نشرها بسهولة، مع تقليل وسائل الهجوم. باستخدام ذلك مع عمليات الدفع أيضًا، ستحصل على معرف رقمي موثق ومنيع لا يستطيع أي شخص التحكم فيه سواك.
وبهذا يصبح الشعور بالقلق من نسيان كلمة المرور أو ضياع الهوية الشخصية من الماضي، إذ تلازمك هويتك وكل بياناتك الشخصية أينما ذهبت، لأنها أنت.
ميزة هذه الطريقة هي ألا يستطيع أي شخص -عدا المالك- استخدام معرف بيومتري الموثق، ما يعني تأمين الخصوصية، والقضاء على أي فرصة للاحتيال.
تستطيع الهويّات الرقمية الموثّقة بالمصادقة البيومترية حماية الأشخاص من العديد من عمليات الاحتيال المتعلقة بفيروس كورونا، ما يؤدي إلى وضع حد لسرقة الهوية، ويجعل الأفراد أكثر قدرةً على حماية بياناتهم الخاصة.
اقرأ أيضًا:
كيف تستخدم المواقع الإلكترونية الأنماط المظلمة لخداعك عبر الإنترنت؟
ابتسم للكاميرات .. أنت مُخترق!
ترجمة: يمنى يازجي
تدقيق: مصطفى شحاتة
مراجعة: أكرم محيي الدين
