من الصعب زيارة جبال الألب دون التساؤل عن الكيفية التي تشكّلت بها تلك الجبال المهيبة. تكوّنت جبال الألب بعد تصادمٍ بين الصفائح التكتونية ، الأفريقية والأوروبية، لكن المناظر الطبيعية للجبال الوعرة الأيقونية، مثل ماترهورن، تشكّلت نتيجة الملايين من سنوات النشاط الجليدي، والتعرض لعوامل التعرية. فيما يلي، دليل مختصر عن جيولوجيا جبال الأرض، من لحظة الانفجار العظيم إلى الوقت الحالي:
منذ 15 مليار سنة: الانفجارُ العظيم.
منذ 4.5 مليار سنة: تشكُّل كوكب الأرض بصورته الأوّلية.
منذ 250 مليون سنة: تكوّن قارة «بانجيا» العظمى:
- الأرض ساخنةٌ وجافة للغاية، مع وجود الكثير من النشاط البركاني.
- تشكّلت اليابسة من قارةٍ واحدة عظمى، تسمى بانجيا.
- كانت الصخور التي ستشكّل فيما بعد جبلي مونت بلانك وماترهورن راقدةً تحت الكثبان الرملية الساحلية.
منذ 240 مليون سنة: تجوّلت أولى الديناصورات على سطح كوكب الأرض.
منذ 220 مليون سنة: انقسمت قارة بانجيا إلى قارتي لوراسيا و جوندوانا:
- تسبّبت تيارات الحمل الحراري في وشاح الأرض، بانشطار القشرة الأرضية لقارة بانجيا، مشكلةً قارتيَن: لوراسيا وجوندوانا، يفصل بينها محيطٌ يسمى: بحر تيثس.
- يحرّك النشاط التكتوني كلا القارتين بعيدًا أكثر فأكثر، ويتوسع بحر تيثس سنتيمترين كلّ سنة.
- الصخور التي ستشكل قمة مونت بلانك، هي جزءٌ من قارة لوراسيا، في حين تُعدُّ الصخور التي ستشكل قمة ماترهورن جزءًا من قارة جوندوانا، وفي تلك المرحلة، بدأت جيولوجيا تكوُّن جبال الألب باتخاذ شكلٍ معروف.
منذ 120 – 160 مليون سنة: يستمر بحر تيثس في التمدد، ويبدأ المحيط الأطلسي في التشكل.
منذ 130 مليون سنة: تواصلُ القارات انقسامها:
تَسببت تيارات الحمل الحراري في قشرة الأرض بانقسام القارات مرةً أخرى، وأبرز هذه الانقسامات، هو انفصال ما يعرف الآن بالهند عن الصفيحة الأفريقية، وبدأت رحلة هجرتها نحو الشمال، «سنتنهي هذه الرحلة لاحقًا باصطدام الصفيحة الهندية بقارة آسيا مشكلةً جبال الهيمالايا».
منذ 60 مليون سنة: الانقراض الجماعي:
- يصطدم كويكبٌ طوله 10 كيلومترات بكوكب الأرض، بقوةٍ تزيد مليونَ مرةٍ عن قوة القنبلة النووية، هذا الاصطدام يؤدي إلى انقراض جميع الديناصورات والآمونيتات.
- ما زالت جبال الألب مغمورةً بالمياه حتى تلك المرحلة، وهذا هو السبب في أن الكثير من الصخور الموجودة على جبال الألب، مكونةٌ في الأصل من الأحجار الجيرية الرسوبية.
منذ 35-20 مليون سنة: تتصادم القارات، وتبدأ جبال الألب في التكون:
- يصطدم شمال الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوروبية، فيبدأ هذا الاصطدام بتشكيل جبال الألب، بمعدلِ نموٍ 1000 متر لكل مليون سنة.
- وتعتبر جبال ماترهورن مثالًا رائع على هذا الاصطدام.
o تحتوي قاعدة ماترهورن على صخور كُوّنت في قاع بحر تيثس، وعند اصطدام الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوراسية، انزلقت القشرة المحيطية الأكثر كثافةً تحت القشرة القارية الأخف.
o يحتوي مركز جبال ماترهورن على صخورٍ من الصفيحة الأوراسية.
o تتكون قمة ماترهورن من صخورٍ من الصفيحة الأفريقية، والتي اندفعت أعلى الصفيحة الأوراسية عندما اصطدمت الصفيحتان.
منذ 5 مليون سنة: تطوُّر الإنسان الأول في أفريقيا:
- أدت الظروف المناخية الملائمة في منطقة الوادي المتصدّع الكبير في أفريقيا إلى تطور أول أسلافنا.
- يمكن العثور على آثار أقدام أسلافنا في الرماد البركاني في تانزانيا، ويمكن ملاحظة آثارٍ لرجلٍ بالغ وطفل يسيران بوضع مستقيم، ورجْلٍ إلى جانب الأخرى. ومن المقدر أن عمر هذه الآثار حوالي 3.5 مليون سنة.
- تندمج الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية، ويهاجر إنسان ما قبل التاريخ من أفريقيا إلى آسيا وأوروبا.
منذ 1.6 – 2.4 مليون سنة: العصر الرباعي:
- العصر الرباعي هو عصر جيولوجي يتميز بالتبريد التدريجي.
- انقسم المناخ في ذلك العصر إلى دوراتٍ جليديةٍ من 100,000 سنة يتزايد فيها الجليد، تتخللها فترات بينَ جليديةٍ أدفأ، تستمر لحوالي من 15,000 إلى 20,000 سنة
منذ 40 – 100 ألف سنة: آخر عصرٍ جليدي عظيم:
- غُمرت جبال الألب، والهضبة السويسرية، وجبال جورا بالثلج.
- وصلت جليدة الرون (نهر الرون المتجمد) إلى حيث مدينة ليون الحالية.
- منذ 100,000 سنة، تطور أول «هوموسابينز».
- منذ 40,000 سنة، حلّ الهوموسابينز محل الهومونياندرتال في نهاية العصر الجليدي الأخير
منذ 18,000 سنة: المناخ يصبح دافئًا مرةً أخرى:
- يبدأ مستوى سطح البحر – الذي كان أقلّ من المنسوب الحالي بـ 120 متر – بالارتفاع.
- يتراجع نهر الرون الجليدي إلى حيث مدينة جنيف، لكنه رغم ذلك ما زال هائلًا، بارتفاع حوالي 700 متر فوق مدينتي لوزان وإفيان حاليًا.
منذ 10,000 سنة: العصر الهولوسيني:
- على الارتفاعات المنخفظة، يعني المناخ الدافئ أنّ غابات القضبان والصنوبر ستفسح المجال لأشجار البندق والبلوط والزيزفون والمران.
- يسبب غياب الجليد على جوانب الجبال سقوطَ كمياتٍ كبيرة من الصخور، مشكلًا الجوانب شديدة الانحدار التي نراها الآن، والتي تميّز جبال الألب.
اقرأ أيضًا:
هل يسبب الإحتباس الحراري عصرًا جليديًا مصغرًا؟
ترجمة: مصطفى عبد المنعم
تدقيق: عبد الرحمن عبد