يقول الخبراء إنه مع استمرار ظهور فيروس كورونا الجديد في العديد من دول العالم، فمن الحكمة الاستعداد لمواجهة انتشاره الواسع السريع، لكن ليس لدرجة أن نُصاب بالذعر أو أن نلجأ لتخزين كميات كبيرة من الأغذية والإمدادات اللازمة.
إذن، ماذا يجب أن نفعل؟
يمكن أن تساعدك بعض الخطوات المنطقية السليمة والمفيدة في أي حالة طوارئ -مثل سوء حالة الطقس- على الاستعداد لمواجهة أي شيء تتعرض له أنت وعائلتك.
ظهر فيروس كورونا الجديد «كوفيد-19» في أكثر من 12 ولاية أمريكية، وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC في الولايات المتحدة الأمريكية من أن تفشي الفيروس قد يستمر فترة طويلة في البلاد.
قال الدكتور توم فريدن Tom Frieden المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «إذا لزم الأمر وخضعتم للحجر لمدة 14 يومًا في المنزل، فكيف ستواجهون الأمر؟ من الأفضل التفكير في طرق مناسبة، والتخطيط لها جيدًا».
مناقشة الموضوع مع العائلة ووضع الخطط المناسبة:
حسب توصيات CDC:
- عليك أن تتحدث مع أفراد أسرتك وتشرح لهم كيفية الاعتناء بأنفسهم، وأن تتناقش مع الجيران في جميع التجهيزات الإسعافية تحسبًا لأي طارئ، وتبحث عن خدمات توصيل الوجبات في حال عدم قدرتك على الخروج من المنزل لتناول الطعام.
- فكر جيدًا في ضرورة العمل في المنزل إن أمكن، وماذا ستفعل إذا أُغلقت المدارس ومراكز الرعاية النهارية الخاصة بالأطفال والمسنين.
- احصل على نسخ ونماذج من أي سجلات صحية قد تحتاج إليها.
- اختر غرفة مناسبة يمكن استخدامها لعزل شخص مريض عن بقية أفراد العائلة.
الغذاء والماء:
تختلف التوصيات حول كمية الغذاء الواجب توفرها في المنزل، فبحسب إرشادات CDC حول الاستعداد لحالات الطوارئ، يجب توفر إمدادات من الغذاء تكفي ثلاثة أيام على الأقل.
أما وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، فتوصي بتوفير طعام يكفي أسبوعين، وينصح خبراء جامعة هارفارد بأسبوعين إلى 30 يومًا، إذ قالوا في تقرير في موقع الجامعة: «قد لا تتمكن من الذهاب إلى أحد المتاجر، أو قد تنفد المواد الغذائية منها، لذا من الأفضل أن يتوفر في منزلك إمدادات إضافية من الأطعمة». يعني هذا توفر الأطعمة غير القابلة للفساد أو التلف والأطعمة الجاهزة للأكل.
فكر عند جلبك للأطعمة ببعض الأمور الخاصة، مثل وجود حساسية من بعض الأطعمة عند أحد أفراد العائلة، أو في حال وجود مرض السكري عند أحدهم، أو بالأغذية والأطعمة المُخصصة للرضع والأطفال الصغار في حال وجودهم، ولا تنسَ الحيوانات الأليفة.
أضاف فريدن: «من غير المحتمل أن تنقطع خدمات المياه، لكن بالتوجيهات العامة التي أصدرتها CDC نوهت بضرورة الحصول على ثلاثة جالونات من المياه على الأقل لكل فرد وكل حيوان أليف».
الأدوية:
نصح فريدن بشراء الأدوية اللازمة والمهمة التي تكفي ثلاثة أشهر، مثل أدوية السكري وارتفاع ضغط الدم، خاصةً أن هذه الأدوية قد تنقطع أو يتوقف إنتاجها ويحدث نقص بها، وأيضًا شراء الأدوية التي يمكن صرفها دون وصفة طبية، مثل مسكنات الألم، والأدوية الخاصة بعلاجات المعدة.
لُوحظ بالفعل في الفترات الأخيرة زيادة صرف الناس للوصفات الطبية وشرائهم للأدوية المهمة من الصيدليات، مثل أدوية الغدة الدرقية والسكري والقلب، وهو أمر جيد حسب رأي الصيادلة.
معدات التنظيف:
عليك بتنظيف الأشياء التي تُلمس كثيرًا في المنزل يوميًّا بالماء والمنظفات المعتادة، ومنها طاولة المطبخ، ومفاتيح الإضاءة، وقبضات الأبواب والخزانات. يمكن أيضًا تطبيق هذه النصيحة في أماكن العمل أو في مدارس الأطفال، وذلك باستعمال بخاخات مطهِّرة مثلًا من أجل مسح المكاتب والمقاعد وقبضات الأبواب، إذ يعطي هذا الأمر شعورًا بالأمان في هذه الأماكن الصغيرة والممتلئة بالأشخاص.
قال الدكتور ديزموند براون Desmond Browne من مدينة بروكلن: «من الجيد أن يستعد الناس مقدمًا، ويجب عليهم أن يحصلوا على أهم الأشياء التي يحتاجون إليها دون الإفراط في ذلك. أردت في أحد الأيام أن أشتري بعض مستلزمات التنظيف، وسمعت عن وجود ازدحام ونقص في بعض المتاجر، لكنني حصلت عليها بسرعة معقولة. كان البحث عن موقف للسيارة أسوأ بكثير».
اقرأ أيضًا:
مقارنة بين فيروس كورونا الجديد وفيروس الإنفلونزا: أيهما أخطر؟
قد يتحول فيروس كورونا الجديد إلى مرض موسمي مستوطن يعاود الظهور كل سنة!
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: صالح عثمان
