في 13 أكتوبر من سنة 2023، أطلقت وكالة ناسا مهمة إلى Psyche 16، وهو كويكب كبير غني بالمعادن يقع على بعد نحو ست سنوات، وذلك لمعرفة المزيد حول كيفية تشكل الأجزاء الداخلية للكواكب.
القيمة النقدية المقدرة لهذا الكويكب مذهلة، إذ تبلغ 100000 كوادريليون دولار تقريبًا، وذلك لأن كويكب 16 Psyche منجم ذهب فعليًا، وهو مليء بالعناصر النادرة الضرورية للسيارات والإلكترونيات مثل البلاتين والبلاديوم.
لكي نستطيع استكشاف الفضاء وربما الاستقرار فيه، سنحتاج إلى الحصول على موارد من خارج كوكب الأرض. وتتطلع شركات مثل AstroForge وTransAstra إلى إنشاء مناجم على الكويكبات مثل Psyche، ولكن هل نحن قريبون حقًا من تحقيق هذا الهدف والاستفادة من ثرواتها الفضائية؟
قال فيليب ميتزجر، عالم فيزياء الكواكب في جامعة سنترال فلوريدا: «من الناحية التكنولوجية، نحن قريبون للغاية، والفرق الوحيد بين التعدين على كويكب مقابل التعدين على الأرض، هو الحاجة إلى معدات تستطيع تحمل ظروف الجاذبية المنخفضة والإشعاع العالي. يجب أن تكون المعدات أيضًا قادرة على العمل باستقلالية، فقد يستغرق الأمر 20 دقيقة أو أكثر لموجة راديو تحمل تعليمات وذلك للوصول إلى كويكب، خاصة إذا كان على الجانب الآخر من الشمس».
قال ميتزجر إن كل هذه التكنولوجيا طُوِّرت واختُبِرَت في المختبر، لكنها ليست جاهزة تمامًا للتطبيق العملي.
على مقياس مستويات الاستعداد التكنولوجي التابع لوكالة ناسا، الذي يتراوح من 1 إلى 9، فإن المعدات الحالية للتعدين الفضائي تقع بين 3 و5.
قال ميتزجر لـ Live Science: «تحتاج التقنيات إلى التقدم نحو 6 إلى 7، قبل أن نكون مستعدين لبدء بناء مهمة طيران، فالمشكلة الرئيسية التي نواجهها الآن هي نقص التمويل».
أشار ميتزجر إلى أنه إذا وُفِّرَت كل الأموال المطلوبة الآن، فمن المحتمل أن يُشهَد تعدين صغير للكويكبات خلال خمس سنوات.
قال كيفن كانون، الأستاذ المساعد في الجيولوجيا والهندسة الجيولوجية في برنامج الموارد الفضائية في كلية كولورادو للمناجم: «إن أي تقدم نحو تعدين الكويكبات سيأتي على الأرجح من القطاع الخاص، ولكن هناك عقبة محتملة واحدة على الأقل وهي أن نشرح للمستثمرين المحتملين لماذا يجب علينا تعدين الكويكبات في المقام الأول».
قال كانون لـ Live Science : «إعادة المواد إلى الأرض قد تكون غير مجدية اقتصاديًا إذ ستكون هذه العملية مكلفة للغاية، خاصة مع انخفاض أسعار مجموعة البلاتين، ومن المهم أيضًا ملاحظة أن الكويكبات قد تكون مصدرًا هامًا للمواد الضرورية لتنمية التقنيات الفضائية».
قال كانون: «على سبيل المثال، إذا استُخرِج الماء من كويكب غني بالمياه، يمكن تقسيمه إلى هيدروجين وأكسجين لاستخدامها وقودًا صاروخيًا وذلك لتزويد المركبات الفضائية بالطاقة. في الوقت نفسه، يمكن تحويل المعادن المستخرجة من الكويكبات إلى هياكل ضخمة في الفضاء».
هذا يثير سؤالًا آخر هو: لماذا لا نُعدِّن على القمر؟ جميع المواد التي نرغب في استخراجها من الكويكبات موجودة أيضًا هناك، وإن كان بكميات أقل، فبالطبع، هو أقرب بكثير.
قال كانون إن ميزة القمر هي أنه على بعد أيام فقط، تحتاج حتى الكويكبات التي تعد قريبة من الأرض إلى وقت طويل لتصطف مداراتها مع مدار الأرض، ما يعني أن العودة إلى الأرض ستستغرق مئات الأيام. من المتوقع أن يستغرق الوصول إلى Psyche سنوات، ومن المتوقع أن يكون أول وصول إليه في عام 2029.
حتى لو لم يكون هناك استعداد لاستخراج المعادن من الكويكبات، فإن العلماء ما زالوا مهتمين باستكشاف هذه الصخور الفضائية. قبل أقل من شهر من إطلاق مهمة Psyche، عادت المركبة الفضائية OSIRIS-REx التابعة لناسا من مهمتها إلى الكويكب Bennu حاملة معها عينات، وفي عام 2020، عادت المركبة الفضائية اليابانية هايابوسا 2 بعينات من الكويكب ريوغو، قبل أن تنطلق إلى استكشاف كويكبين آخرين هما 2001 CC21 و1998 KY26، وفي أكتوبر/تشرين الأول، ستطلق وكالة الفضاء الأوروبية مهمة إلى الكويكب هيرا.
لا تركز أي من هذه المهام بشكل صريح على التعدين. تضمنت الأهداف البحثية لكل من OSIRIS-REx وهايابوسا 2 تطوير فهم أفضل لجيولوجيا الأرض القديمة وكيميائها، بينما تبحث هيرا في مجال تكنولوجيا الدفاع الكوكبي.
قال كانون: «لا توجد حاجة إلى اختراع تقنية سحرية لتعدين الكويكبات، فلدينا بالفعل التكنولوجيا اللازمة. المهم هو وجود الإرادة وتخصيص رأس المال لتحقيق ذلك».
اقرأ أيضًا:
ما الذي سيحدث عند تفجير كويكب بقنبلة نووية؟
هل سيصطدم كويكب بينو في الأرض في عام 2182؟ اصطدامه قد يكون بقوة 22 قنبلة نووية
ترجمة: يوسف الشيخ
تدقيق: نور حمود