بلوتو هو أحد الكواكب القزمة في المجموعة الشمسية، وكذلك الكوكب إيريس الذي أثار الكثير من اللغط حول هويته، لكن ما الكواكب الأخرى التي حازت هذا اللقب؟
صوت الاتحاد الفلكي الدولي عام 2006 على تعريف جديد للكواكب. أغضب هذا التصويت الكثير من الأشخاص منذ ذلك التاريخ، وما زال الأمر يكتنفه الغموض فيما يتعلق بمدى صحة هذا القرار. وفقًا للتعريف الجديد خُفضت رتبة بلوتو من فئة كوكب إلى كوكب قزم، لكن من المدهش أيضًا أن بعض الأجرام السماوية الأخرى التي كانت تُعد صغيرة ومجهولة أصبحت فجأة مشهورة.
تتكون مجموعتنا الشمسية من 8 كواكب، و5 كواكب قزمة حتى الآن، تُرتب حسب قربها من الشمس كالآتي: نجد أولًا سيريس وهو أكبر جسم في حزام الكويكبات، وظل يُعد كوكبًا مدة 50 عامًا تقريبًا قبل تخفيض رتبته. ثم بلوتو، ملك الكواكب القزمة. ثم يأتي ماكيماكي، بقطر يبلغ 60% من قطر بلوتو ويدور حوله قمر واحد، ثم هاوميا، الذي يتبعه قمران وكتلته نحو ثلث كتلة بلوتو.
سبّب الجرم السماوي إيريس إثارة جدل استمر 18 عامًا، بشأن تصنيفه كوكبًا، ما استدعى تعريفًا جديدًا للكواكب. سُمي هذا الكوكب الأضخم من بلوتو باسم إلهة الفتنة والصراع اليونانية. اكتُشِف إيريس عام 2005، ظهر حينها أن الأمور على وشك التغير، إذ بات من الواضح أن النظام الشمسي لا يمكنه الاستمرار في امتلاك تسعة كواكب.
ما الذي يجعل الكوكب قزمًا؟
يتعين على الجسم السماوي استيفاء الشروط الثلاثة التالية ليحمل اسم كوكب: يجب أن يدور الجسم حول الشمس، وينبغي أن يكون كبيرًا بما يكفي لتكون جاذبيته قادرة على اعطائه شكلًا قريبًا من الشكل الكروي، وأن يكون مداره خاليًا من الحطام. استوفت الكواكب القزمة أول شرطين، ولكن ليس الشرط الثالث.
يمكن حساب هذا الشرط الأخير بعدة طرق، ويتضمن ذلك النسبة بين كتلة الجسم السماوي وباقي الحطام في مداره.
آلان ستيرن الباحث الرئيس في بعثة نيو هورايزون التي استكشفت بلوتو والجسم الفضائي أروكوث هو من اقترح مصطلح الكوكب القزم. أراد ستيرن تقسيم الكواكب إلى فئات فرعية، مثل التقليدية والقزمة والقمرية. تخصص الفئة القمرية للأقمار الكبيرة التي تشبه الكواكب، مثل قمرنا. نُقل بلوتو إلى فئة مختلفة حسب التعريف الذي أقروه حينها.
هل سنجد المزيد من الكواكب القزمة؟
لم يقبل الاتحاد الفلكي الدولي أي كواكب قزمة جديدة حتى الآن، رغم وجود عدة اقتراحات، مثل كواوار، وسيدنا، وأوركس، وغونغونغ. إذ لم يُحسم تحقيقها للشرط الثاني المتعلق بالشكل، مع أن الأمر ذاته ينطبق على هاوميا، ففي عام 2017 كشفت عمليات مراقبة هذا الكوكب القزم أنه أكثر انضغاطًا مما كان يُعتقد من قبل.
لم يجر أي نقاش حتى الآن حول احتمالية إخراج هاوميا من تصنيفه كوكبًا قزمًا وإدخال كوكب آخر مكانه، أو إمكانية إعادة تعريف الكواكب والكواكب القزمة مجددًا. قُدم اقتراح في الجمعية العامة الأخيرة للاتحاد الفلكي الدولي لتعديل تعريف الكوكب، إذ لا يشمل التعريف الحالي سوى 5 آلاف كوكب خارجي تأكد اكتشافها في الكون.
يُنتظر أن يُناقش التعريف الجديد في الجمعية العامة القادمة في روما عام 2027، إذ من المتوقع تغيير أول شرطين لتعريف الكوكب، وهما أن يدور حول أي نجم أو قزم بني، وأن تكون كتلته أكبر من 1023 كيلوغرام. حتى في ظل التعريف المقترح يظل بلوتو وإيريس مستبعدين، لكن قد يؤدي هذا إلى تعريف جديد للكواكب القزمة يعتمد معيارًا أدق من الشكل.
اقرأ أيضًا:
ما هي الكواكب القزمة ؟ بلوتو مثال
الكواكب القزمة : حقائق و معلومات حول العوالم الصغيرة للانظمة الشمسية
ترجمة: عمرو أحمد
تدقيق: أكرم محيي الدين