عندما تضغط على زر التشغيل لمؤشر الليزر، يبدو للوهلة الأولى أن الشعاع بأكمله عبارة عن شعاع واحد متصل، ولكن في الواقع فإن الفوتونات تنطلق من المؤشر بشكل مشابه لانطلاق الماء من خرطوم، ولكنها فقط تنطلق بسرعة فائقة جداً أسرع من أن تراها، أي أسرع من العين البشرية إذا صح التعبير.
ابتكر الباحثون في جامعة كاليفورنيا التقنية وجامعة كيوبيك ما يُعتبر الآن أسرعَ كاميرا في العالم والتي باستطاعتها التقاط ما يقارب الـ 10 تريليون صورة في الثانية، أي هي كاميرا سريعة بما فيه الكفاية لتسجيل لقطات لحزمةٍ ضوئيةٍ أثناء انتقالها عبر الفضاء.
ويصف الباحثون الكاميرا الفريدة من نوعها في ورقة نشرت يوم الاثنين في مجلة Light: Science & Applications، إذ صُمّمت باستعمال تقنية يطلق عليها التصوير الفائق السرعة المضغوط (compressed ultrafast photography) أو CUP للسهولة.
بإمكان تقنية CUP أن تلتقط ما يقارب الـ 100 مليار إطار في الثانية، ويتم هذا عبر مسح صورة ثابتة بشكل متكرر في أن واحد وإجراء بعض العمليات الرياضية الصعبة عليها، وتمكن الباحثون بهذا من تشكيل 10 تريليون إطار للقطة.
يسمونها تقنية T-CUP الجديدة، وبينما لم يفصح الفريق عما يرمز إليه حرف الـ T في الكلمة، فإن أفضل تخمين لدينا هو الـ “تريليون”.
سرعة مخيفة
كسرت هذه الكاميرا الرقم القياسي المحطم سابقاً في عام 2015 بواسطة كاميرا كانت قد أخذت 4.4 تريليون صورة في الثانية أي أنها وصلت إلى أكثر من ضعف السرعة السابقة، ويأمل مخترعوها أن تكون مفيدة في أبحاث الطب الحيوي ودراسة خواص المواد، وفي نفس الوقت حول فريق البحث انتباهه الى تحطيم الرقم القياسي من جديد.
وقال المؤلف الرئيسي جينيانج ليانج في بيان صحفي: «إنه إنجاز في حد ذاته، لكننا نرى بالفعل إمكانيات واحتمالات لزيادة السرعة إلى ما قد يصل إلى كوادريليون إطار في الثانية!».
(الكوادريليون = 1015)
- ترجمة: ليث اديب صليوه.
- تدقيق: أنس حاج حسن.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر