ستبدأ عملية تجربة لقاح جديد ضدّ مرض الإيدز في الولايات المتحدة الأميركية، مع وجود اختلاف صغير في هذا اللقاح؛ فقد تم تطويره على مدى 15 سنة على يد روبرت جالو (Robert Gallo) العالم الذي أثبت ولأول مرّة أن فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) هو ما يسبب مرض الإيدز.
المرحلة الأولى من الاختبار ستتضمن اختبار اللقاح على 60 متطوعًا لمعرفة مدى سلامته والاستجابات المناعية له، لذلك سيستغرق الأمر وقتًا لمعرفة ما إذا كان اللقاح أكثر فاعلية من أكثر من مئات اللقاحات أخرى والتي تم اختبارها على مدار 30 سنة، و لكن تم إجراء اختبارات مكثفة لهذا اللقاح على القردة وبنتائج إيجابية.
على الرغم من وجود بعض اللقاحات الواعدة في الماضي، لكن مشكلة مرض الإيدز أن فيروس HIV يصيب خلايا دم بيضاء تسمى بالخلايا التائية T-cell وهذا ما يقلب جهازنا المناعي ضدنا حرفيًا، وهذا يعني بأن الفيروس يصبح مخفيًا عن جهازنا المناعي فور دخوله الخلية التائية.
فرصتنا الوحيدة لمنع العدوى، هي بتحفيز الأجسام المضادة على مهاجمة البروتينات السطحية للفيروس، من أجل القضاء عليه قبل أن يصيب الخلايا التائية، وهذا أمر يعدّ في غاية الصعوبة بسبب تغيّر الغلاف الحيوي للفيروس الارتجاعي باستمرار لإخفاء بروتيناته السطحية.
مع ذلك يظّن جالو بالإضافة إلى فريق عمله من معهد علم الفيروسات البشرية (Institute of Human Virology) بأنهم قد عثروا على لحظة معينة يكون فيها بروتين سطح الفيروس والمعروف بـ((gp120 حساسًا للكشف عنه، وهي اللحظة التي يقوم فيها الفيروس بإعاقة خلايا أجسامنا التائية.
عند إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة؛ سيربط الفيروس نفسه على مستقبلات CD4)) في خلايا الدم البيضاء، ثم يقوم ببعض عمليات تؤدي إلى ظهور أجزاء مخفيّة من غلافه، مما يربطه إلى مستقبلات أخرى تدعى بـ(CCR5)، وبعد ارتباط الفيروس بهذه المستقبلات سيصيب الجهاز المناعي بالعدوى، وفي تلك المرحلة سيكون الأوان قد فات لإيقافه.
يدعى اللقاح بـ(السلسلة الواحدة ذات الطول الكامل) (full-length single chain)، وسيقوم هذا اللقاح باحتواء بروتين سطح فيروس نقص المناعة البشرية ((gp120 والمصمّم على ربط بضعة أجزاء من مستقبلات CD4)). والهدف من ذلك تحفيز الأجسام المضادة ضد ((gp120 والمرتبط مسبقًا بـCD4)) ذو الحالة الانتقالية الضعيفة، مما سيوقفه من الارتباط بمرفق (CCR5) آخر.
و قبل أن تبدأ بالكلام عن اسم اللقاح؛ فقد اعترف جالو شخصيًا للمراسل جون كوهين (Jon Cohen) من مجلة Science أن الاسم (السلسلة الواحدة ذات الطول الكامل) هو اسم سيء جدًا للقاح.
تمت إدارة التجارب والاختبارات بالتعاون مع (Profectus BioSciences) وهي شركة مختصّة بالتكنولوجيا الحيوية، منبثقة عن معهد علم الفيروسات البشرية. و صرح جالو بأنهم قد استغرقوا وقتًا طويلًا للوصول إلى هذه النتيجة، لدقتهم المتناهية في إجراء تجارب اللقاح على القردة، ومن ثم اضطروا إلى التسابق للحصول على تمويل لتطوير اللقاح وجعله ملائمًا للبشر.
وقد سألت المجلة: «هل كان أحد أسباب التأخير هو عدم وجود الشجاعة لإصدار اللقاح؟». وأجاب جالو: «بالطبع، فقد أردنا أن نحصل على المزيد والمزيد من الأجوبة، قبل إجراء الاختبارات على البشر».