قد لا يتميز الصيام المتقطع عن الأنظمة الغذائية الأخرى، ومن المحتمل أن يقلل كتلة العضلات الغثة -أي دون الدهون- استنادًا إلى التجارب السريرية المُعشاة التي نشرتها مجلة JAMA Internal Medicine.
مع تنوع أشكال الأنظمة الغذائية البديلة المنتشرة حول العالم تطور الصيام المتقطع سريعًا ليبلغ طليعة الأنظمة الغذائية التي قد تؤثر في عملية استقلابك. توجد أشكال مختلفة من هذا نظام، لكنها جميعها تتضمن فترات صيام يتبعها موعد مخصص للاستمتاع بطعام من اختيارك، إذ يستخدم بعض الأشخاص النظام الغذائي وسيلةً لزيادة انتباههم وقت الجوع، في حين يزعم آخرون أنه يزيد قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.
ابتداءً من عام 2020 أصبح الصيام المتقطع أحد برامج الحمية الأكثر اتباعًا في الولايات المتحدة الأمريكية وفقًا للمجلس الدولي لمعلومات الأغذية، لكن لم تتوفر أدلة ملموسة على مدى نجاحه والآليات الكامنة وراءه تمامًا، لذلك سعى باحثون من جامعة سان فرانسيسكو إلى معرفة ذلك.
أجرى فريق البحث تجارب سريريةً شملت 116 شخصًا بالغًا تراوحت قيمة مؤشر كتلة أجسامهم بين 27 و43، توزع المشاركون عشوائيًا ضمن مجموعتين، إحداهما التزمت الصيام المتقطع المنتظم، والأخرى تناولت ثلاث وجبات في اليوم، إذ يستطيع المشاركون في مجموعة الصيام المتقطع تناول ما يريدون بين الساعة 12 ظهرًا والساعة 8 مساءً مع الامتناع عن تناول أي شيء خارج هذا الإطار الزمني، من ناحية أخرى، يتكون النظام الغذائي المنظم للمجموعة الأخرى من ثلاث وجبات يوميًا، مع تعيين وقت لتناول الطعام من دون تحديد نوعيته. لاحظ الفريق البحثي تساوي مقدار استهلاك السعرات الحرارية اليومي تقريبًا بين المجموعتين.
بعد مراقبة المشاركين مدة ثلاثة أشهر سجل فريق البحث مقدار فقدان الوزن، إضافةً إلى كتلة الدهون والكتلة الصافية -الخالية من الدهون- ضمن مقاييس أخرى، لتحديد الاختلافات بين المجموعتين.
عند استعراض النتائج لم يجد الفريق اختلافًا واضحًا بين الوزن الذي فقدته مجموعة نظام الصيام المتقطع مقارنةً بمن تناولوا ثلاث وجبات في اليوم، إذ فقد مشاركو مجموعة الصيام من وزنهم مقدارًا ضئيلًا جدًّا يصل إلى 0.2 رطلًا في الأسبوع تقريبًا.
إضافةً إلى ذلك، لوحظت نتيجة غير متوقعة، إذ خسر المشاركون في الصيام المتقطع كتلةً عضليةً خاليةً من الدهون بمقدار أكبر من المجموعة الأخرى، وقد دفعت النتائج المؤلف المشارك إيثان ويس إلى وقف صيامه المتقطع الذي كان يتّبعه منذ سبع سنوات تمامًا، وفقًا لمجلة Inverse الأمريكية.
صرّح ويس: «بصرف النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، فقد أدى تناول الطعام المقيد بالوقت إلى فقدان الوزن بمقدار ضئيل جدًا، ولم تقدم هذه الطريقة أي فائدة أيضية أخرى، إضافةً إلى ذلك وُجدت مؤشرات حول فقدان الكتلة العضلية الغثة».
مع ذلك لم تُصدر لجنة التحكيم قرارها بشأن الصيام المتقطع، إذ بينت بعض الدراسات السابقة فوائد هذا النظام الغذائي، في حين تتماشى دراسات أخرى مع النتائج الحالية. لم تأخذ هذه الدراسة الاختلافات الأخرى في الصيام المتقطع في حسبانها، مثل وقت الصيام أو زيادة مدته، وتعد أيضًا فترة الدراسة التي امتدت ثلاثة أشهر قصيرةً لدراسة خسارة الوزن، ما يصعب استخلاص الاستنتاجات العامة، إلى جانب ذلك، لم يُحتسب استهلاك الماء والبروتين، ما قد يغيّر من الكتلة العضلية الصافية بين المجموعات.
يأمل المؤلفون أن تراعي الدراسة الإضافية هذه الاعتبارات لتوضح هل أدى الصيام إلى خسارة العضلات أم يوجد سبب آخر؟
اقرأ أيضًا:
الصيام المتقطع: فوائده وآثاره الجانبية
الصيام يحسن الصحة العامة ويحمي من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة
ترجمة: سارة إيليا وسوف
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: أكرم محيي الدين