الستاتينات أدوية تعمل على تقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، ما يعرف بالكولسترول السيئ.
قد يسبب البروتين الدهني منخفض الكثافة ترسب الصفائح العصيدية على جدران الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى تصلب الأوعية، وتضيقها، والحد من التدفق الدموي السليم. يفسر ذلك دور الكولسترول السيئ بوصفه عامل خطر للإصابة بالتصلب العصيدي وأمراض القلب والأوعية.
تقام حاليًا أبحاث لدراسة دور أدوية الستاتينات في علاج الأمراض القلبية الوعائية الأخرى والوقاية منها.
وجدت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ أن أدوية الستاتينات قد تخفض خطر الوفيات عمومًا، لا سيما تلك الناجمة عن المشكلات القلبية الوعائية لدى كبار السن.
تشير نتائج البحث إلى انخفاض معدل الوفيات بين الأشخاص بعمر 60 سنة أو أكثر، يشمل ذلك الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 85 سنة ويتناولون أدوية الستاتينات.
تقلل أدوية الستاتينات خطر الوفاة الناجم عن أمراض القلب والأوعية بين البالغين الأكبر سنًا:
تمثل أمراض الجهاز القلبي الوعائي السبب الرئيسي للوفيات بين الأشخاص بعمر 65 سنة أو أكثر، تشير التقديرات التي أجريت عام 2019 إلى أن معدل الوفيات الناجمة عن الأمراض المتعلقة بالجهاز القلبي الوعائي بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عامًا، بلغ 77-80%، ونحو 85% للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 80 سنة. بلغت نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة نحو 35-40%.
حلل مؤلفو الدراسة الجديدة السجلات الطبية لمستشفى هونغ كونغ، بهدف معرفة هل أدوية الستاتينات تساعد بالفعل على تخفيض خطر الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بين البالغين الأكبر سنًا في الفئات العمرية المختلفة السابقة؟ أكدت سجلات الأشخاص الذين استعان فريق البحث بهم في التحليلات، أنهم لم يتناولوا مسبقًا أدوية الستاتينات أو غيرها من الأدوية الخافضة للشحوم، ولم يصابوا بالسرطان من قبل.
تتبع الباحثون أنواعًا محددة من أدوية الستاتينات وتأثيراتها. عولج هؤلاء الأشخاص في مستشفى هونغ كونغ بين عامي 2008 و2015. واصل الفريق متابعتهم قدر الإمكان حتى وفاتهم أو حتى استكمال الدراسة.
استُبعد الأشخاص الذين شُخصوا بالاعتلال العضلي أو أمراض الكبد من المشاركة بالدراسة. ربطت بعض التقارير أدوية الستاتينات بالاضطرابات السابقة. يشير الخبراء إلى أنه من غير المرجح أن يواجه مستهلكو الستاتينات المشكلات السابقة.
تدعم الدراسة الجديدة ما أشار إليه الخبراء، إذ لم تجد أي ارتباط بين أدوية الستاتينات والاعتلال العضلي، أو الآلام العضلية، أو الاضطرابات الوظيفية للكبد.
يعود الانخفاض في معدلات الوفيات في الغالب إلى استخدام الستاتينات وفوائدها في الوقاية من الإصابة باضطرابات القلب والأوعية، التي تمثل نسبة كبيرة من الوفيات عمومًا.
تأثير أدوية الستاتينات في مستويات الكولسترول، وخطر الإصابة بأمراض القلب:
وضح الطبيب تشينغ-هان تشين غير المشارك في الدراسة، أن الكولسترول الموجود في الجسم قد ينتج من مصدرين مختلفين.
«يحصل الجسم على بعض من الكولسترول من الطعام، إلا أن الكبد ينتج الغالبية العظمى منه».
تقول الطبيبة جين مورغان، اختصاصية أمراض القلب: «تعمل الستاتينات كيميائيًا بتثبيط فعالية أنزيم HMG0CoA reductase، الذي يضطلع بدور أساسي في عملية إنتاج الكولسترول في الكبد».
«تهدف أدوية الستاتينات إلى تخفيض مستويات الكولسترول التي ينتجها الكبد. يؤدي ذلك إلى تقليل مستويات الكولسترول الكلية في مجرى الدم، إلا أن الستاتينات لا تؤثر في الكولسترول خارجي المصدر».
تساعد أدوية الستاتينات على الحماية من أمراض الجهاز القلبي الوعائي بهذه الطريقة.
أمراض القلب والأوعية مصطلح شامل يضم مجموعة من الاضطرابات التي تنتج من إعاقة سريان الدم جزئيًا أو كليًا من الوصول إلى القلب أو الدماغ، مثل:
- احتشاء العضلة القلبية: نتيجة انقطاع التروية الدموية للقلب.
- السكتة الدماغية: انقطاع التروية الدموية عن الدماغ.
- الذبحة الصدرية: قصور التروية الدموية للقلب، يتمثل بألم صدري حاد.
- مرض الشريان التاجي: نتيجة تقيد جريان الدم إلى القلب.
للستاتينات فائدة أخرى إضافة إلى ما سبق، إذ تحافظ على استقرار الصفائح العصيدية الشحمية، ما يجعلها أقل عرضة للتمزق ومن ثم تعريض حياة الناس لخطر حدوث نوبة قلبية.
«تقلل أدوية الستاتينات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية بتأثيرها المساعد على زيادة مستويات الكولسترول مرتفع الكثافة وتقليل الالتهاب في الجسم».
تدعم الدراسة الجديدة الأدلة السابقة، بتأكيد فوائد أدوية الستاتينات، إذ أكدت مجموعة من الدراسات الشاملة دور الستاتينات في تقليل معدلات الوفيات عامة، لا سيما الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية.
من ينبغي له تناول أدوية الستاتينات؟
قد يصف الأطباء الستاتينات للبالغين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية في المستقبل بدءًا من عمر 18، لا سيما الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بفرط كولسترول الدم، أو خلل شحوم دم، أو غيرها من اضطرابات الشحوم الجينية.
«قد يصف الأطباء أدوية الستاتينات بهدف الوقاية الأولية للأشخاص الذين لا يعانون أي أمراض قلبية وعائية، لكن يملكون عوامل خطر لذلك، مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بها، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والتدخين، وارتفاع كولسترول الدم. تساعد الستاتينات على تقليل خطر حدوث المشكلات القلبية الوعائية المميتة».
«تفيد الستاتينات في الوقاية الثانوية للأشخاص الذين واجهوا من قبل نوبة قلبية، لتخفيف خطر إصابتهم بمشكلات قلبية مستقبلية».
الآثار الجانبية المحتملة لأدوية الستاتينات:
أبلغ بعض مستهلكي الستاتينات عن مواجهتهم آلامًا أو ضعفًا عضليًا بعد تناول الستاتينات، ما جعلهم مترددين أو دفعهم للعدول عن تناوله. الآثار الجانبية السابقة تسمى الأعراض العضلية المرافقة للستاتينات.
وجدت دراسة أن 62% من المستهلكين السابقين لأدوية الستاتينات، توقفوا عن تناولها بسبب الأعراض العضلية المرافقة للستاتينات.
أبلغت الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن معدل مواجهة المشاركين الأعراض العضلية المرافقة للستاتينات انخفض في التجارب العشوائية المضبوطة، في حين ازداد في الدراسات الرقابية.
يقدر معدل مواجهة مستهلكي أدوية الستاتينات للأعراض العضلية المرافقة لها فعليًا 10%، الأعراض السابقة قد تكون حقيقية وصادقة، إلا أنها ليست بسبب الستاتينات غالبًا.
«قد يذكر المرضى بين حين وآخر مواجهتهم آلامًا عضلية. قد يصف الطبيب لمريضه نوعًا آخر من أدوية الستاتينات إذا راجعه بأحد الأعراض الجانبية السابقة، ما يساعده على معرفة هل تغيير الدواء قد يخفف من شدة الأعراض؟».
اقرأ أيضًا:
هل تساعد أدوية الستاتين في إبطاء تطور أعراض الخرف؟
ما هي الأدوية التي قد يصفها الطبيب بعد الإصابة بنوبة قلبية؟
ترجمة: رهف وقاف
تدقيق: وسام صايفي