تُعد حالة رجل يبلغ 62 عامًا من العمر مثالًا واضحًا على أهمية متابعة فقدان الوزن السريع من كثب عند تناول الأدوية.

كان وزن الرجل يصل إلى 132 كيلوغرامًا وكان يُصنّف بدينًا، ما ساهم على الأرجح في إصابته بداء السكري النمط الثاني، وارتبط بمشكلته الطبية الأخرى: خمول الغدة الدرقية. من ثم وصف له طبيب العائلة حقن الإنسولين يوميًا إلى جانب دواء يومي بديل لهرمون الغدة الدرقية يسمى ليفوثيروكسين، وأوصاه الأطباء أيضًا بأخذ جرعة أسبوعية من دواء آخر لفقدان الوزن والسكري يسمى تيرزيباتيد.

يُصنَّف الدواء تيرزيباتيد من ضمن مجموعة أدوية رائجة لفقدان الوزن، تعمل هذه الأدوية عبر محاكاة الهرمونين الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاجون (GLP-1) والببتيد الموجه للأنسولين المعتمد على الغلوكوز (GIP) لضبط مستويات سكر الدم والشهية.

كان العلاج فعالًا جدًا إلى درجة أنه فقد 39 كليوغرامًا أو ما يعادل 30% من وزن جسمه خلال ستة أشهر فقط!

لسوء الحظ لم تكن النتيجة خالية من المتاعب، إذ بعد فترة وجيزة ذهب الرجل إلى قسم الطوارئ بسبب إصابته بالخفقان والتعرق المفرط والارتباك والحمى ورجفة اليد، وفقًا لدراسة حالته التي كتبها فريق من جامعة كولورادو.

بعد أن فحصه الأطباء، اتضح أن الخفقان كان علامةً على الارتعاش الأذيني، وهو اضطراب في نظم القلب قد يسبب السكتة الدماغية والنوبة القلبية. أظهرت الاختبارات الإضافية أن هذه المشكلة كانت ناجمة عن حالة تسمى التسمم الدرقي، وهي تشير إلى فرط هرمون الغدة الدرقية، أو الدواء البديل عنه في هذه الحالة.

تعتمد جرعات العديد من الأدوية على وزن الجسم، لذا حينما فقد الرجل الوزن، ارتفعت جرعة الدواء ليفوثيروكسين النسبية. إذ كانت الجرعة في البداية 1.5 ميكروغرامًا لكل كيلوغرام من وزنه، لكنها ارتفعت إلى 2.15 ميكروغرام لكل كيلوغرام.

كان يمكن تفادي ذلك بضبط جرعة الدواء مع تغير الوزن. يقول المختصون إنه كان ينبغي ضبط الدواء ليفوثيروكسين في أثناء فقدان الوزن لمنع حدوث تسمم الدرق والارتعاش الأذيني.

فوّت الرجل أيضًا موعدًا محددًا للمتابعة مع طبيبه بسبب السفر، ما ساهم في حدوث الخطأ.

يعود فقدان الوزن السريع بالعديد من الفوائد الصحية، لكنه يحمل أيضًا بعض المخاطر، وقد بينت دراسات سابقة أنه من المهم الحفاظ على سلامة الصحة في النواحي الأخرى عند محاولة فقدان الوزن.

أثبت الدواء تيرزيباتيد فعاليته بوضوح في علاج السمنة، لكن تنبغي مراقبة المرضى من كثب عند اتباعهم أي نظام قاس لفقدان الوزن من أجل حمايتهم من المشكلات الصحية التي قد تنجم عن ذلك.

يقول المختصون: «مع زيادة استخدام الدواء تيرزيباتيد ونظراء الببتيد 1 الشبيه بالغلوكاجون لعلاج المرضى المصابين بالسمنة، ننصح بمتابعة المرضى الذين يتناولون تيرزيباتيد من كثب، بمعدل مرة كل 4-6 أسابيع في البداية من أجل تقييم استجابتهم للعلاج، وأي تأثيرات سلبية، وضبط جرعات أدويتهم الأخرى».

اقرأ أيضًا:

دواء يمنع زيادة الوزن رغم تناول الوجبات السريعة الغنية بالسكر والدهون

دواء جديد يعكس السمنة ويخفض نسبة الكولسترول رغم اتباع نظام غذائي عالي الدهون

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر