أعلن موقع فيسبوك أنه سينهي نظام التعرف على الوجه في التطبيق، وسيتراجع عن هذه التكنولوجيا في الأسابيع المقبلة. في بيان صحفي، قال جيروم بيسنتي، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في ميتا -الاسم الجديد للشركة الأم لفيسبوك- أن إغلاق نظام التعرف على الوجه والحذف الوشيك لمكتبة فيسبوك الخاصة بقوالب التعرف على الوجه هو «تحرك على مستوى الشركة بعيدًا عن هذا النوع من التعريف الواسع، ونحو أشكال أضيق من المصادقة الشخصية».
قريبًا، لن يتعرف فيسبوك تلقائيًا على وجوه الأشخاص في الذكريات أو الصور أو مقاطع الفيديو التي حُملت على التطبيق، أو يقدم اقتراحات لوضع علامات على الأشخاص الموجودين في صورة أو مقطع فيديو. ولن يستطيع إخطار المستخدمين إذا ظهروا في صور أو مقاطع فيديو أخرى عبر الموقع. مع ذلك، لا يزال بإمكان المستخدمين وضع علامة على الأصدقاء يدويًا في الصور.
يعني هذا التغيير أيضًا أنه سيتوقف تشغيل تقنية النص البديل التلقائي (AAT) التي تنشئ أوصاف صور للأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر. أشارت الشركة إلى أن AAT يُستخدم حاليًا لتحديد الأشخاص في نحو 4% من الصور. ستعمل وظائف ATT الأخرى التي لا تتعلق بالتعرف على الصورة كالمعتاد.
وفقًا للشركة، يختار أكثر من ثلث مستخدمي فيسبوك النشطين يوميًا إعداد التعرف على الوجوه، لذا فإن إزالة النظام يعني حذف أكثر من مليار شخص من قوالب التعرف على الوجه الفردية. المستخدمون الذين اختاروا عدم الاشتراك في هذا الإعداد ليس لديهم قالب مُخزَّن للتعرف على الوجوه، ولن يتأثروا بذلك.
قال بيسنتي: «ما زلنا نرى تقنية التعرف على الوجه أداةً قوية، مثلًا الأشخاص الذين يحتاجون إلى التحقق من هويتهم، أو لمنع الاحتيال وانتحال الهوية، لكن الحالات المحددة العديدة التي قد يكون فيها التعرف على الوجه مفيدًا، يجب موازنتها مقابل المخاوف المتزايدة بشأن استخدام هذه التقنية کليًا».
قال آدم شوارتز، كبير محامي الموظفين في مؤسسة الحدود الإلكترونية، أن هذه الخطوة تعكس وعيًا متزايدًا في جميع أنحاء البلاد والعالم، بأن تقنية التعرف على الوجوه خطيرة وضارة وتنتهك الخصوصية.
تحظر بعض مدن الولايات المتحدة على شرطتها استخدام تلك التقنية. يقول شوارتز: «في إلينوي قانون نافذ يمنع الشركات من استخدام التقنية دون الحصول على إذن المستخدمين، وتوجد جهود لتمرير قانون مثل هذا في الكونجرس ليطبق في جميع أنحاء البلاد».
كانت ميزة التعرف على الوجه، التي قدمتها فيسبوك أول مرة عام 2010، ميزة مثيرة للجدل على التطبيق، وقد عورض استخدام هذه التكنولوجيا قانونيًا.
قوضي فيسبوك بموجب قانون خصوصية المعلومات الحيوية في إلينوي، ووافق على تسوية قضية بمبلغ 650 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام، لاستخدام بصمات الوجه وغيرها من المعرفات الحيوية دون إذن.
دفعت فيسبوك عام 2019، إلى لجنة التجارة الفيدرالية غرامةً قدرها 5 مليارات دولار، لإدلائها ببيانات مضللة حول من سيُطبع وجهه.
كتبت لجنة التجارة الفيدرالية في بيان قبل عامين، أن فيسبوك أساء تمثيل قدرة المستخدمين على التحكم في استخدام تقنية التعرف على الوجه مع حساباتهم: «وفقًا للشكوى، كانت سياسة بيانات فيسبوك، التي حُدثت في أبريل 2018، خادعة لعشرات الملايين من المستخدمين الذين لديهم إعداد التعرف على الوجه في فيسبوك (Tag Suggestions)، لأن هذا الإعداد شُغل افتراضيًا، واقترحت سياسة البيانات المحدثة أن المستخدمين سيحتاجون إلى الاشتراك في تمكين التعرف على الوجه لحساباتهم».
رداً على هذه الأحداث، غير فيسبوك نظام طباعة الوجه الخاص به إلى نظام يتطلب موافقة المشترك، وفقًا لشوارتز. لكن حتى بعد الحصول على إذن، أشار إلى أنها لا تزال تقنية خطيرة. يقول: «يمكن تحويل هذه الصور إلى استخدامات أخرى، ربما يسرقها لصوص البيانات، وبوسع الشرطة مصادرتها».
بعد إعلان فيسبوك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز: «مع أن فيسبوك تخطط لحذف أكثر من مليار قالب للتعرف على الوجه بحلول ديسمبر، فإنه لن يلغي البرنامج الذي يعمل على تشغيل النظام، وهو خوارزمية متقدمة تسمى DeepFace، التي يمكنها أيضًا تمييز الوجوه البشرية في الصور».
التعرف على الوجه تقنية شائعة، يقول شوارتز: «لسوء الحظ، ليس من الصعب الحصول عليها». تتكون عادةً من خوارزميات كمبيوتر معقدة، قادرة على التقاط صور لوجهين، وعمل تمثيل رياضي لكل وجه، ثم مقارنة التمثيلين الرياضيين لتحديد هل هما متشابهان كفاية ليكونا متطابقين.
بعد ذلك، ستحتاج إلى تأكيد بشري، وهذا سبب أن فيسبوك يقترح فقط علامة، أو أن الشرطة تنظر في اقتراحات الكمبيوتر الخاصة بالمطابقة وتقرر وجود تطابق بالفعل.
يقول شوارتز: «حتى لو ألغت فيسبوك كل خوارزمياتها التي تدعم التعرف على الوجوه، فقد تحصل على واحدة أخرى، لكن لأنهم لم يعودوا يفحصون الصور التي حُملت، ويدمرون مكتبتهم المكونة من مليار بصمة وجه، إذا أعادوا تشغيل برنامجهم، فسيتعين عليهم البدء من الصفر عند إعادة إنشاء قاعدة بيانات بصمات الوجه الخاصة بهم».
قال بيسينتي إن فيسبوك لا تزال تظن أن تقنية التعرف على الوجه قد تكون مفيدة في مجموعة ضيقة من الحالات، مثل مساعدة الأشخاص في الوصول إلى حساب مغلق، أو التحقق من هوية المستخدم للوصول إلى منتج مالي، أو أنواع أخرى من البيانات الشخصية.
كتب بيسينتي: «قد يكون التعرف على الوجه ذا قيمة خاصة عندما تعمل التكنولوجيا خصوصًا على أجهزة الشخص، ولا ترسل أي بيانات إلى خادم خارجي، نظن أن هذا لديه القدرة على تمكين حالات الاستخدام الإيجابي في المستقبل، التي تحافظ على الخصوصية والتحكم والشفافية، وهو نهج سنواصل استكشافه بينما نفكر في الكيفية التي قد تلبي بها منصاتنا وأجهزة الحوسبة المستقبلية احتياجات الأشخاص بشكل أفضل».
اقرأ أيضًا:
كيفية حذف فيسبوك وإنستاجرام وواتساب دون خسارة بياناتك
اختراق أيفون 13: باحثون صينيون يخترقون نظام iOS
ترجمة: مي مالك
تدقيق: باسل حميدي