نُقلت امرأة إلى قسم الطوارئ في مستشفى «نورثويل هيلث» في نيويورك حيث أظهرت فحوصاتها المخبرية مستويات عالية من إنزيمات الكبد مع لون غامق للبول، ثم ارتفعت درجة حرارتها في اليوم الثاني لها في الرعاية ليكتشف الأطباء بعدها إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بحسب تقرير لباحثين من المستشفى.
وأفاد التقرير الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للمجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي، أن هذه هي أولى الحالات المُوثّقة لمريض مصاب بكوفيد-19 عانى أعراض التهاب الكبد الحاد كأول عرَضٍ للمرض قبل ظهور الأعراض التنفسية.
وبحسب البيانات السابقة عن المرض، فإن أغلب المؤشرات المبكرة للإصابة بكوفيد-19 هي أعراض تصيب الجهاز التنفسي كالحمى وضيق التنفس والتهاب الحلق والسعال، بالإضافة إلى الالتهاب الرئوي الذي يُستدل عليه بصور الأشعة، مع إن اضطراب إنزيمات الكبد ليس من الأعراض غير الشائعة للمرض.
قال ديفيد برنشتاين رئيس قسم أمراض الكبد في نورثويل هيلث لموقع «ميد سكيب» للأخبار الطبية: «يجب إدراج كوفيد-19 ضمن التشخيصات المحتملة للمرضى الذي يعانون حاليًا التهاب الكبد الحاد».
يُذكر أن برنشتاين قام بتوثيق الحالة وإعداد تقرير عنها بالتعاون مع الطبيبتين برانيت واندر وهي طبيبة في قسم أمراض الكبد في مستشفى نورثويل، ومارسيا إبشتاين اختصاصية الأمراض المُعدية في نفس المستشفى.
وبحسب برنشتاين فإن مستشفى نورثويل فيه حاليًا أكبر عدد من إصابات كوفيد-19 في الولاية، ويوجد كثير من المرضى الذين تظهر عليهم العلامات التقليدية للإصابة بفيروس كورونا إلى جانب نتائج تحاليلهم التي تظهر اضطرابات في إنزيمات الكبد، مضيفًا أن زملاء له في أماكن أخرى من الولايات المتحدة أبلغوا عن حالات مشابهة.
يقول برنشتاين: «يبدو أن ارتفاع إنزيمات الكبد جزء لا يتجزأ من هذا المرض».
تفاصيل الحالة
وفقًا لتقرير الحالة، جاءت المرأة البالغة من العمر 59 عامًا والتي تعيش بمفردها إلى قسم الطوارئ مع شكوى رئيسية عن لون غامق للبول. أُعطيت المريضة كمامةً وعُزلت حسب البروتوكول المُتبع. كتب المسؤولون عن توثيق الحالة: «لم تعاني المريضة من السعال أو التهاب الحلق أو ضيق التنفس أو الإسهال أو الغثيان أو الإقياء أو آلام البطن ونفت أي اتصال لها مع مصابين بالفيروس».
يُذكر أن المريضة تعاني إصابة -مُسيطر عليها- بفيروس نقص المناعة البشرية، ونتائج اختبارات إنزيمات الكبد التي أجرتها مؤخرًا في إحدى العيادات الخارجية طبيعية. أُدخلت المريضة المستشفى بعد وصولها إلى قسم الطوارئ بثماني عشرة ساعة، بسبب قلق الأطباء من ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد لديها مع كونها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
عند فحص المريضة، بلغت درجة حرارتها 37.2 درجة دون وجود علامات جلدية مع وظائف رئوية طبيعية، و «لم يُلاحظ وجود يرقان، أو مضض في الربع العلوي الأيمن من البطن، أو ضخامة في الكبد أو الطحال».
ظهرت مستويات إنزيمات الكبد على النحو التالي:
- الأسبارتات أمينوترانسفيراز: 1230 وحدة دولية/لتر. الطبيعي: أقل من 50 وحدة دولية / لتر.
- ألانين أمينوترانسفيراز: 697 وحدة دولية/لتر. الطبيعي أقل من 50 وحدة دولية/لتر.
- الفوسفاتاز القلوية: 141 وحدة دولية/لتر. الطبيعي: أقل من 125 وحدة دولية/لتر.
كانت نتائج اختبارات التهاب الكبد «A, B, C, D» والفيروس المُضخّم للخلايا وفيروس إبشتاين بار سلبيةً جميعها، كحال اختبارات الفيروسات التنفسية وواسمات المناعة الذاتية التي جاءت طبيعية.
ظهور الحمى في اليوم الثاني
ارتفعت درجة حرارة المريضة إلى 39 درجة في اليوم الثاني. وأظهر تصوير الأشعة على الصدر عتامة خلالية ثنائية الجانب.
أُخذت عينات من البلعوم والأنف، وأظهرت نتائج اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وأُعطيت 3 لترات من الأكسجين.
في اليوم الرابع بعد دخولها المستشفى، بدأت المريضة جرعات علاجية لمدة خمسة أيام تضمنت 200 ملغ من عقار الهيدروكسي كلوروكين مرتين في اليوم.
أُخرجت المريضة بعد ثمانية أيام قضتها في المستشفى. وأظهرت إعادة الفحوص المخبرية الأرقام التالية:
- مستوى البيليروبين في المصل: 0.6 ملغ/دل.
- الأسبارتات أمينوترانسفيراز: 114 وحدة دولية/لتر.
- ألانين أمينوترانسفيراز: 227 وحدة دولية/لتر.
- الفوسفاتاز القلوية: 259 وحدة دولية/لتر.
وفقًا لبرنشتاين، من الصعب تتبع تسلسل ظهور أعراض كوفيد-19، بسبب بقاء الأفراد في منازلهم وعدم قدومهم إلى قسم الطوارئ إلا عند ظهور الأعراض النموذجية لكوفيد-19، متجاهلين بقية الأعراض التي يمكن أن يكون الفيروس سببًا لها، وتؤكد قصة المريضة المذكورة أعلاه هذه الفكرة، إذ حضرت إلى المستشفى بشكوى تتعلق بلون البول الغامق -وهو عَرض غير نموذجي- بينما «لو انتظرت إلى اليوم التالي لكانت جاءت بسبب الحمى، لذلك لعبت الصدفة دورها لتمكننا من فحص المريضة بصورة أبكر».
وأضاف أنه لم يجد أي صلة بين فيروس نقص المناعة البشرية لدى المريضة والشذوذات الكبدية أو تشخيص كوفيد-19.
معظم مرضى كوفيد-19 لا يذهبون إلى المستشفيات، ما يثير القلق -بحسب برنشتاين- لأن العاملين في العيادات الخارجية لن يفكروا بمرض كوفيد-19 كأحد التشخيصات المحتملة لمريض يعاني ارتفاعًا في إنزيمات الكبد.
لو استطعنا التنبؤ بمسار المرض عن طريق ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، قد يغير هذا من المعطيات المخبرية عن كيفية ومكان علاج المرض.
اقرأ أيضًا:
عشرة أعراض غير نمطية قد تدل على إصابتك بفيروس كورونا
فيروس كورونا الجديد يقتل على نحو غير معتدل الأشخاص ذوي البشرة السوداء!
ترجمة: حسام شبلي
تدقيق: وئام سليمان