حفّز فيروس كورونا التغيير، ففي أبريل 2020، كان نحو نصف موظفي المملكة المتحدة يعملون من المنزل، وقال 86% منهم إن ذلك بسبب جائحة كورونا. لم تملك شركاتهم التي منعت سابقًا العمل من المنزل أي خيار سوى اتباع هذه الطريقة الجديدة للعمل، حفاظًا على سلامة موظفيها والمجتمع.
كان على الموظفين أن يطوروا أدوات للتعاون وسبلًا لمشاركة العمل والتفاعل، لاستبدال طريقة التواصل وجهًا لوجه.
ازداد مستخدمو برنامج «مايكروسوفت تيمز» بنسبة 70%، بعدد بلغ نحو 75 مليون مستخدم نشط يوميًّا، وأصبح «زووم» -خدمة مؤتمرات الفيديو- مصطلحًا مستخدمًا في لغة اليوم: «هل سنستخدم زووم اليوم؟».
أصبح على الشركات أن تجد سريعًا بدائل للمهام والأعمال التي تُجرى عادةً في المكاتب، بعدما عارضت ذلك التغيير طويلًا.
أسهمت التكنولوجيا كثيرًا في أعمالنا وحياتنا اليومية في الوقت الراهن لضمان استمرارية إنجاز العمليات الحيوية وبقاء التواصل.
ساعدت التكنولوجيا أيضًا المنظمات لتناسب تغير سلوك المستهلكين، كالحاجة الملحة إلى الشراء إلكترونيًّا من المنزل.
تؤدي منصات التكنولوجيا والبرامج الوسيطة وتحليلات البرامج دورًا أساسيًّا في الوصول إلى تطلعات المستهلك وتطوير تجربته وتبسيط الأنظمة وأتمتة المهام وتنمية الأعمال والاستفادة من الطلب المتزايد.
ثورة صناعية جديدة
سرَّع تأثير فيروس كورونا في مجتمعاتنا التحويل الرقمي إلى درجة لم يتصورها أحد. لا نتحدث فقط عن تزايد مهارات استخدام منصة زووم وتطبيق واتساب بسهولة، فنحن نشهد تسارعًا عالميًّا عظيمًا في الاعتماد على التكنولوجيا في عالمنا الجديد.
تخطو العديد من الشركات نحو الانتقال إلى التحويل الرقمي. قال نائب المدير التنفيذي لمؤسسة «تك يو كي» أنتوني ووكر لقناة بي بي سي: «شهدنا عامين من التحول الرقمي في غضون أسبوعين. أثبتت الاستبيانات التي شارك فيها العديد من مديري الأعمال أن التحول الرقمي كان ضروريًّا لأعمالهم بسبب جائحة كورونا».
هذا أشبه بثورة صناعية جديدة، لأن الأعمال تنظر بعناية إلى حاجات ورغبات المستهلكين والموظفين، ما يزيد الاستثمار في التكنولوجيا، وقد يحل العديد من المشكلات ويخلق فارقًا حقيقيًّا.
لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع، تعمقنا أكثر في التحديات والسلوكيات وخطط الاستثمار لـ 250 شركة تملك 500 موظف خلال الأشهر الماضية.
تركز اهتمامنا على كيفية ضمان تلك الشركات استمرارية عملها فيما يخص الشحن والمراسلة، والتحديات التي واجهتها منذ اندلاع الجائحة. مثلًا: إذا كان عملك يتطلب إرسال مئات الفواتير والرسائل للزبائن أو يتضمن إرسال سلعٍ كبيرة الحجم، فلا بد من توفر العمليات الفعالة والتكنولوجيا اللازمة في مكان عملك التقليدي، أما في حال العمل من المنزل، فستصبح تلك العمليات معقدة.
تحديات استمرار الأعمال
واجهت الشركات التي تحدثنا إليها تحديات استمرار العمل مثل سائر الشركات حول العالم. نتيجةً لذلك، ازداد التحول الرقمي والاستثمار في نقل التكنولوجيا والبرمجيات خلال 6-12 شهرًا القادمة. ومع أن التحدي الاستراتيجي الأكبر كما هو متوقع يكمن في الحفاظ على سلامة الموظفين، حدد 35% من المديرين أن تكييف أعمالهم مع الواقع الجديد والاستجابة لمطالب الزبائن هي التحديات الأساسية أمامهم الآن.
ركزنا على الثغرات في العمليات والتكنولوجيا في نسبة تقدر بنحو 50% من الشركات، التي ازدادت لديها عمليات الشحن والمراسلة، وقال 40% منهم إن أحد أبرز التحديات التي واجهتهم كان عدم ملامسة الموظفين للسلع، واجه 36% تحدي السماح للموظفين بتسيير عمليات الشحن من أماكنهم. نظريًّا، يمكن الموظف ختم رسالة أو حزمة رسائل واستلام المقابل، لكن التحكم في العمل عندما يكون لديك عدة مئات من الموظفين في مواقع مختلفة شبه مستحيل، إضافةً إلى زيادة التكلفة.
قال 40% منهم إنهم واجهوا تحديًا في إصدار مستندات مهمة كالفواتير والملاحظات والرسائل الرسمية وإرسالها للزبائن. ووجد 29% تحديًا يتمثل في تتبع كمية كبيرة من الرسائل الواردة والطرود لموظفين غير موجودين بمكان العمل.
الاستثمار في التكنولوجيا والبرمجيات لحل مشكلات محددة
وجد بحثنا أن الشركات تتجه إلى الاستثمار في التكنولوجيا والبرمجيات خلال 6-12 شهرًا القادمة للمساعدة على حل هذه المشكلات وتطوير المهام والتكيف مع أحوال السوق المتغيرة التي ازداد تغيرها في ظل جائحة كورونا.
خلال 6 أشهر القادمة تخطط 40% من الشركات للاستثمار في حلول برمجية للشحن والإرسال يمكن تطبيقها في عدة مواقع.
خلال 12 شهرًا القادمة وضعت 66% من الشركات خططًا لأتمتة الشحن والإرسال باستخدام المستندات الرقمية، و65% لحلول برمجية للإرسال والشحن، و62% لأدوات التقارير التحليلية لضبط الإنفاق على البريد وزيادة الكفاءة، و60% لمعدات الإرسال والشحن.
تزداد سرعة التحول خصوصًا بين تجار التجزئة، فخلال 12 شهرًا القادمة يخطط 70% من تجار التجزئة للاستثمار في أدوات التقارير التحليلية لضبط الإنفاق على البريد وزيادة الكفاءة، ويخطط 68% منهم للاستثمار في برمجيات لتتبع البريد والطرود كبيرة الحجم، و74% في حلول برمجية للشحن والإرسال يمكن تطبيقها في عدة مواقع، و60% في الخزائن الذكية التي لا تحتاج إلى تلامس.
تستثمر الشركات في الأدوات والتكنولوجيا اللازمة لحل مشكلات معينة لتزيد من مرونتها ولتحمي منظماتها وموظفيها والزبائن من الخطر ولتسرع عجلة التغيير.
اقرأ أيضًا:
ما الذي سيحل مكان الهواتف الذكية ؟
كيف يعمل تطبيق جوجل إيرث Google Earth؟
ترجمة: وسام برهوم
تدقيق: محمد الصفتي
مراجعة: أكرم محيي الدين