صنع علماء جامعة بوسطن نسخة هجينة من فيروس كورونا المسبب لـ COVID-19. وأثارت تجاربهم الجدل إذ ظهرت عناوين اتهمت الباحثين بجعل الفيروس أكثر فتكًا. استنكر مسؤولو جامعة بوسطن هذه الادعاءات ووصفوها بأنها كاذبة وغير دقيقة.

متغير أوميكرون الجديد يحمل بروتينًا شوكيًا أُنشئ بربط البروتين الشوكي من نسخة أوميكرون مع البروتين الشوكي من النسخة الأصلية من فيروس كورونا سارس-كوف-2.

قتل أوميكرون الجديد 80% من فئران التجربة التي حقنت به، ما يجعله أكثر خطورة من متغير أوميكرون الأصلي الذي لم يقتل أيًا من فئران التجربة المصابة به. ومع ذلك، يُعد الفيروس المتغير الجديد أقل فتكًا من الفيروس الأصلي الذي اكتُشف في ووهان واسبب بقتل 100% من فئران التجربة التي أصيبت به.

ابتكر العلماء في المختبرات الوطنية للأمراض المعدية الناشئة (NEIDL) التابعة لجامعة بوسطن الفيروس الكيميري -فيروس يحتوي على مادة وراثية مشتقة من فيروسين مختلفين أو أكثر- لدراسة متحورات أوميكرون التي ظهرت أول مرة عام 2021، وكيف تهرب من المناعة المتشكلة في الجسم ضد السلالات السابقة، ولكنها في الوقت نفسه تسببت بمعدلات أقل من العدوى الشديدة.

بعد تعريض الفئران إما للفيروس الوهمي أوميكرون BA.1 الأصلي، وجد الباحثون أن وجود البروتين الشوكي في متغير أوميكرون قد مكنه من تفادي المناعة ولكن في نفس الوقت لم يكن مسؤولًا عن ظهور أعراض أقل حدة لعدوى كورونا.

نشر الباحثون النتائج على قاعدة بيانات ما قبل الطباعة bioRxiv، أي أن هذه النتائج لم تُراجع من قبل الباحثين.

قال المؤلف الرئيسي والأستاذ المساعد في NEIDL محسن سعيد في بيان: «تماشيًا مع الدراسات التي نُشِرت، تُظهر النتائج أن البروتين الشوكي ليس مسؤولًا عن ظهور المرض والأعراض المرتبطة بأوميكرون. ولكن تحديد البروتينات الفيروسية الأخرى المسؤولة سيؤدي إلى تشخيص أفضل واتباع استراتيجيات في إدارة المرض».

على الرغم من أن البحث قد تم في مختبر من مستوى الأمن الحيوي 3 وتمت الموافقة عليه من قبل لجنة مراجعة السلامة الحيوية الداخلية ولجنة الصحة العامة في بوسطن، فإن الجدل يدور حول الدراسة لأن الباحثين لم يوضحوا العمل للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) التي كانت أحد مموليها حسبما ذكرت STAT.

وفقًا لـ STAT، لم يفصح العلماء أيضًا لـ NIAID عما إذا كانت تجاربهم يمكن أن تخلق مسببات محتملة لأمراض وبائية. للحصول على تمويل للبحث عن الفيروسات التي يُحتمل أن تسبب جائحة يجب أن تمر المقترحات من خلال عمليات اللجنة، التي تسمى إطار عمل P3CO التي تقيم إيجابيات وسلبيات العمل.

تقول إيميلي إيبرلينج مديرة قسم علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في NIAID لـ STAT :« كنا نرغب في التحدث بالضبط عما يريد الباحثون فعله مسبقًا وإذا استوفى ما يحدده إطار عمل P3CO ومعرفة ما إذا كان عامل محتمل للتسبب بجائحة وبائية أم لا؟ كان بإمكاننا تقديم عينة للمراجعة من قبل اللجنة التي عقدتها. هذا ما يضعه إطار العمل وهذا ما كنا سنفعله، وسيجري المعهد الوطني للعلاقات الدولية (NIAID) محادثات مع الباحثين خلال الأيام المقبلة».

عارضت جامعة بوسطن التقارير الإعلامية، خاصةً مقالًا نشرته صحيفة ديلي ميل في المملكة المتحدة ادعى أن البحث قد خلق نوعًا أكثر خطورة.

قالت جامعة بوسطن في بيان: «نريد توضيح التقارير الخاطئة وغير الدقيقة حول أبحاث جامعة بوسطن بشأن كوفيد-19 التي نُشرت في صحيفة ديلي ميل. أولًا، هذا البحث لا يُكسِب الفيروس وظيفة جديدة، أي أنه لا يغيره وراثيًا ولا يعزز وظائفه البيولوجية. بمعنى أنه لا يضخم سلالة فيروس كورونا في ولاية واشنطن أو يجعلها أكثر خطورة، في الواقع، جعل البحث من تكاثر الفيروس أقل خطورة».

تُشير سلالة فيروس كورونا سارس-كوف-2 في ولاية واشنطن إلى عينة من سلالة الفيروس الأصلي الذي انتشر في ووهان وجُمعت في واشنطن في وقت مبكر من الوباء.

قال رونالد كورلي مدير NEIDL في البيان :«إن تقرير صحيفة ديلي ميل آثار الجدل وشوه الدراسة وأهدافها برمتها».

وأضاف: «إن النموذج الحيواني الذي استُخدم كان نوعًا من الفئران شديدة الحساسية، و 80 إلى 100% منهم يستسلمون للمرض فور حقنهم بفيروس السلالة الأصلية. على الرغم من أن أوميكرون تسبب بأعراض خفيفة جدًا في هذه الحيوانات».

اقرأ أيضًا:

هل يُخفض فيتامين (د) من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟

لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا آمن للأطفال الأصغر سنًا

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: دوري شديد

المصدر