الأسباب
تسبب قرود المكاك عادةً عدوى فيروس بي، إذ تُصاب به مسبقًا، لكنها غالبًا تكون لا عرضية، أو تكون أعراضها خفيفةً فقط.
قد تصاب الرئيسات الأخرى مثل الشمبانزي وقرود الكبوشي بفيروس بي، وتموت معظم الحالات المصابة. إذ لم تُوثَّق حالات لرئيسات ناشرة للفيروس بي باستثناء قرود المكاك.
تندر إصابة البشر بهذا الفيروس، فمنذ اكتشافه عام 1932، سُجّلت خمسون إصابة بالعدوى، وتوفي منهم 21 شخصًا.
أُصيب معظمهم بعد تعرّضهم للعض أو الخدش من قرود المكاك، أو عند تعرض جلدهم المفتوح بسبب جرح أو إبرة لسوائل القرود أو أنسجتها.
في عام 1997، تُوفيت باحثة إثر إصابتها بفيروس بي بعد تناثر سوائل جسدية من قرد مصاب في عينها.
تحدث مئات اللدغات والخدوش كل عام في مجمعات القرود في الولايات المتحدة، لكن نادرًا ما يُصاب الناس بفيروس بي.
أظهرت دراسة أُجريت على أكثر من 300 عاملًا في مجال رعاية الحيوانات عدم إصابة أي منهم بعدوى فيروس بي، من ضمنهم 166 عاملًا تعرضوا للقردة.
العدوى
قد ينتقل فيروس بي من قرود المكاك المصابة إلى البشر، إذ تشيع إصابة هذه القرود به، ويمكن العثور عليه في لعابها أو برازها أو بولها أو أنسجة مخها أو نخاعها الشوكي، وقد يُكشف الفيروس في الخلايا القادمة من قرد مصاب في المختبر. يستطيع فيروس بي البقاء لساعات على الأسطح، خاصة الرطبة منها.
لن يتعامل معظم الناس مع القرود؛ لذلك فإن خطر إصابتهم بفيروس بي منخفض جدًّا.
مع ذلك، فإن عاملي المختبرات والأطباء البيطريين، وغيرهم ممن قد يتعرض للقرود أو عيناتهم أكثر عرضة للإصابة.
في السنوات الأخيرة، أبلغ العديد من الأشخاص الذين زاروا حدائق المعابد في بعض البلدان في آسيا عن عدة هجمات لقرود المكاك، إذ تتجول هذه الحيوانات بحرية.
وُجد أن نحو 70-80% من قرود المكاك هذه مصابة بفيروس بي، ولكن لم تكن هناك أي حالات موثقة لانتشاره إلى البشر.
طرق انتقال فيروس بي للبشر:
- عضة أو خدش قرد مصاب
- التعرّض لنسيج أو سائل قرد مصاب على جلد مكشوف أو العينين أو الأنف أو الفم
- استخدام إبرة مُركَّبة على محقنة ملوَّثة
- خدش أو جرح على قفص ملوث أو سطح آخر حاد الحواف
- التّماس مع دماغ قرد مصاب أو نخاعه الشوكي أو جمجمته
سُجّلت حالة وحيدة لانتقال فيروس بي من شخص مصاب إلى شخص آخر.
الأعراض
تبدأ الأعراض بالظهور عادة في غضون شهر واحد من التعرض لفيروس بي، ولكن قد تظهر بعد 3-7 أيام.
غالبًا، تشبه المؤشرات الأوليّة لعدوى فيروس بي أعراض الإنفلونزا:
- حمى وقشعريرة
- ألم عضلي
- تعب
- صداع
قد تنشأ بثور صغيرة في الجرح أو المنطقة التي لامس القرد بها الجسم.
قد تشمل الأعراض الأخرى:
- قصور تنفسي
- غثيان وقيء
- ألم في البطن
- الفُواق (الحازوقة)
مع تقدم المرض، ينتشر الفيروس ويسبب التهاب الدماغ والنخاع الشوكي، ما قد يودي إلى:
- أعراض عصبية والتهابية (ألم، خدر، حكة) قرب مكان الجرح
- مشكلات في التنسيق بين العضلات
- تلف بالمخ وأذية شديدة بالجهاز العصبي
- الموت
قد تحدث مشكلات التنفس والموت من يوم حتى ثلاثة أسابيع من ظهور الأعراض، وقد تكون عدوى الأشخاص بفيروس بي خفيفة أو لا تظهر عليهم أعراض. لكن، لا توجد دراسات أو أدلة كافية على هذا.
الوقاية
لا توجد لقاحات ضد عدوى فيروس بي.
إذا كان الشخص في مكان فيه قرود المكاك، يجب الابتعاد عنها حتى لا يتعرض للعض أو الخدش. ويجب عدم لمسها أو تقديم الطعام لها.
الإسعافات الأولية والعلاج
الإسعافات الأولية
عند التعرّض لقرد المكاك، يجب البدء بالإسعافات الأولية فورًا.
أولًا، غسل الجرح أو المنطقة التي لامست القرد وفركه بلطف بالصابون أو مطهّرات أو يود مدةَ 15 دقيقة.
بعد ذلك، تمرير الماء على الجرح أو المنطقة من 15-20 دقيقة أخرى. ثم طلب الإسعاف الطبي مباشرة، وإعلام مقدم الرعاية الصحية بالتعرض لقرد المكاك.
العلاج
إذا قرر مقدم الرعاية الصحية الحاجة للعلاج من العدوى بفيروس بي، فقد يستخدم الأدوية المضادة للفيروسات. يُظن أن سرعة الإسعافات الأولية والعلاج في الوقت المناسب أمران حاسمان للوقاية من هذا المرض المهدّد للحياة.
اقرأ أيضًا:
فيروس قاتل ينتشر بين الأرانب في الولايات المتحدة الأمريكية
اكتشاف سلالة جديدة من فيروس إنفلونزا الخنازير قد تسبب جائحة في الصين
ترجمة: شهاب أحمد شاعر
تدقيق: دوري شديد
مراجعة: عبد المنعم الحسين