يعد الإيبولا مرضًا نادرًا لكنه مهدد للحياة، وتفشيه يشكل حالة خطيرة خاصة في بعض المناطق من إفريقيا. وينتقل عادةً بملامسة سوائل الجسم للحيوانات أو الأشخاص المصابين. وتشمل الأعراض الحمى، والصداع، والطفح الجلدي، والتقيؤ، والنزيف. يجب التوجه إلى الرعاية الطبية فورًا لدى التعرض للإيبولا وظهور الأعراض.

ما هو الإيبولا؟

يُعد الإيبولا نوعًا من الحمى النزفية الفيروسية التي تسببها عدة أنواع من الفيروسات التابعة لجنس فيروس الإيبولا. تبدأ بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، لكنها قد تتطور إلى تقيؤ شديد، ونزيف، ومشكلات عصبية (في الدماغ والأعصاب).

قد ينتقل الإيبولا إلى البشر من الحيوانات، ثم ينتقل من شخص إلى آخر (عادةً بين أفراد العائلة المقربين أو مقدمي الرعاية الصحية الذين يعتنون بالمرضى)، ويؤدي ذلك إلى تفشي المرض أي إصابة عدد كبير من الأشخاص في نفس الوقت. وتحدث التفشيات في بعض مناطق إفريقيا عمومًا.

يعد مرض فيروس الإيبولا (EVD) من الأمراض التي تسببها فيروسات الإيبولا (وتحديدًا فيروس الإيبولا زائير)، ويُعدّ السبب الأكثر شيوعًا لتفشيات الإيبولا وحالات الوفاة الناجمة عنها. وقد اختبر الباحثون فعالية لقاح الإيبولا والعلاجات ضد (EVD) وليس ضد الأنواع الأخرى من الإيبولا.

أنواع الإيبولا

تسمى الفيروسات المسببة للإيبولا نسبةً إلى المكان الذي اكتشفت فيه أول مرة (حتى وإن حدثت تفشيات في أماكن أخرى بعدها). وتسبب جميعها أعراضًا مشابهة وتنتقل بنفس الطريقة. وتشمل:

  •  فيروس الإيبولا زائير أو فيروس الإيبولا، يسبب لمرض فيروس (EVD).
  •  فيروس إيبولا السودان أو فيروس السودان، يسبب (SVD).
  •  فيروس إيبولا غابة تاي: أو بفيروس غابة تاي، ويسبب (TAFV).
  •  فيروس إيبولا بونديبوغيو: أو فيروس بونديبوغيو، ويسبب (BDBV).

تفشيات الإيبولا

يُعد الإيبولا نادر الحدوث، لكنه تفشى عدة مرات منذ اكتشاف فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976 في زائير (الكونغو اليوم). ويبقى الإيبولا موجودًا بين التفشيات إذ يعيش في الحيوانات المصابة ولكنه قد ينتقل أحيانًا إلى البشر.

ويُعد فيروسا إيبولا زائير وإيبولا السودان المسؤولين عن معظم هذه التفشيات. وكان أكبر تفشي لإيبولا زائير بين عامي 2014-2016، إذ بدأ في غينيا وسجلت عشر دول ما مجموعه 28646 إصابة و 11323 وفاة. وقد وصلت الحالات إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وكان معظمها من العاملين في المجال الطبي الذين بدأت أعراضهم بعد عودتهم من غرب إفريقيا أو الذين نُقلوا إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم بالإيبولا.

أعراض مرض الإيبولا

  •  صداع شديد.
  •  ألم عضلي.
  •  التهاب الحلق.
  •  طفح جلدي أو بقع دم تحت الجلد (نمشات أو فرفرية).
  •  التعب والضعف.
  •  فقدان الشهية.
  •  التقيؤ أو الإسهال، وقد يكون دمويًا.
  •  النزيف أو الكدمات.
  •  احمرار العينين أو احتقانهما.

قد تظهر الأعراض على مراحل وتبدأ بأعراض تشبه الإنفلونزا، تليها أعراض شديدة (مثل التقيؤ والنزيف) بعد عدة أيام. يجب طلب الرعاية الطبية الفورية إذا ظهرت هذه الأعراض.

كيف يصاب البشر بالإيبولا؟

تحمل الخفافيش والرئيسيات غير البشرية (السعادين والقرود) والظباء فيروس الإيبولا، تحديدًا في مناطق من إفريقيا (الغرب والوسط والشرق). تنتقل فيروسات الإيبولا بملامسة سوائل جسم البشر أو الحيوانات المصابة، وتشمل سوائل الجسم: البول، البراز، اللعاب، حليب الإنسان، السوائل المهبلية. وقد ينتقل الفيروس أيضًا من الأسطح أو الأشياء أو الأجهزة الطبية الملوثة بالفيروس، وأيضًا عند تناول لحم الحيوانات المصابة.

تشخيص الإيبولا

يتطلب ذلك فحص الدم، لكن قد يصعب التشخيص نظرًا لأن أعراضه مشابهة لأمراض أخرى، مثل الحمى الصفراء، والملاريا، والحمى التيفية. يجب أن يُخبر المرضى مقدمي الرعاية الصحية بأي سفر حديث أو اتصال مع أشخاص أو حيوانات قد تكون مصابة بالإيبولا.

معالجة الإيبولا

يوجد علاجان من الأضداد وحيدة النسيلة للإيبولا وهما (Inmazeb وEbanga)، وتعمل هذه الأضداد مثل الأضداد الطبيعية في الجسم، وتساعد على محاربة العدوى في أثناء بناء الجسم لدفاعاته الخاصة.

وينجو كثير من الأشخاص من الإيبولا، فمتوسط نسبة النجاة من كل التفشيات هو 56% تقريبًا، ولكن في المقابل، توفي أكثر من 15,000 شخص بسبب الإيبولا منذ أول تفشٍ مسجل في عام 1976، وأكثر من 11,000 منهم بسبب تفشي 2014-2016.

الوقاية من مرض الإيبولا

بوسع الأشخاص ذوي الخطر العالي للإصابة بالإيبولا الحصول على لقاح Ervebo، ومنهم الأشخاص العاملين مع فيروسات الإيبولا في المختبر أو العاملين في الرعاية الصحية الذين يعالجون المصابين.

وتعمل منظمات الصحة العامة على احتواء تفشيات الإيبولا بمراقبة الحالات الجديدة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة العاملين في المجال الطبي.

متى يجب الذهاب إلى غرفة الطوارئ؟

يجب الذهاب إلى غرفة الطوارئ فورًا إذا ظهرت أعراض مرض خطير مثل حمى شديدة أو نزيف غير عادي. ومن الأسئلة المفيدة التي يجب توجيهها إلى مقدم الرعاية الصحية:

  •  ما هي الأعراض التي تجب مراقبتها عند التعرض للإيبولا؟
  •  كيف نمنع انتقال الفيروس للآخرين؟
  •  ما هي خيارات العلاج المتاحة؟
  •  ما هي المدة التي يظل خلالها المصاب معديًا؟

اقرأ أيضًا:

فيروس الإيبولا يختبئ في الدماغ لسنوات ليعاود الظهور وقتل المريض

فيروس الإيبولا يظهر من جديد، فبماذا يختلف عن الوباء الماضي؟

ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر