تشرب الماء من عبوة المياه البلاستيكية المنعشة خاصتك ثم ترميها في سلة إعادة التدوير بنِيّة المحافظة على البيئة؟ يؤسفنا أن نخبرك -اعتمادًا على بحث جديد- أنه بمجرد فتحك غطاء العبوة البلاستيكي، ستطلق سراح الآلاف من الجزيئات البلاستيكية المجهرية.
يعتمد مقدار الجزيئات البلاستيكية المنتشرة على عدة عوامل؛ وضع الباحثون من جامعة نيوكاسل وجامعة فلندرز في أستراليا والأكاديمية الصينية للعلوم بعض الأرقام التي تحدد أحجام وكميات الرقائق والألياف الناتجة عن كل مرة نقطع أو نمزّق فيها قطعة من البلاستيك.
استخدم الباحثون أدواتٍ دقيقةً للغاية كالماسح الضوئي الإلكتروني لقياس التأثيرات المختلفة لعمليات تمزيق أو فتح الأشياء البلاستيكية الشائعة. شمل ذلك تمزيق غلاف لوح الشوكولاتة، وقص الأكياس البلاستيكية بالمقصات، ونزع الغطاء البلاستيكي عن القارورة. قاس الباحثون وزن المواد التي استخدموها قبل وبعد عمليات القص أو الفتح لمعرفة كمية المادة التي خسروها.
ثم جُمعت بعض هذه الجسيمات الصغيرة جدًا وحُلّلت بشكل مرئي باستخدام المجهر الضوئي أو كيميائيًا باستخدام مقياس الضوء الطيفي، ما أعطانا وصفًا غنيًا للنفايات التي لا نأخذها في الاعتبار عند استخدام البلاستيك لو مرة واحدة.
واكتشفنا أننا نطلق في أي مكان حوالي 10 إلى 30 نانو غرامًا من الشظايا البلاستيكية لكل 3 أمتار بسبب البلاستيك الذي نقصه أو نفتحه.
نفترض أن القشة البلاستيكية تزن أقل من نصف غرام، سنحتاج إلى 150.000 كيلو مترًا من البلاستيك لتوليد الكتلة المكافئة لها من النفايات البلاستيكية الدقيقة التي تعتمد دراستنا عليها. تصل هذه المسافة إلى منتصف القمر تقريبًا.
هل يجب أن نقلق؟ فهذه الأرقام تبدو سخيفة!
لكن إذا أخذنا في الاعتبار النفايات البلاستيكية الناتجة عن مواد التجميل والملابس والإنتاج الصناعي، فإن الأرقام ستزداد ويجب أن نقلق.
أثارت هذه النفايات المجهرية الانتباه في السّنوات الأخيرة، وعُرفت بأنها النفايات الصغيرة المنتشرة في سمائنا وهوائنا ومحيطاتنا وفي كل مكان من كوكبنا الأزرق.
يمكننا ببساطة تصور حجم الكارثة الناتجة عن النفايات البلاستيكية الكبيرة مثل الأكياس البلاستيكية أو أي منتج بلاستيكي آخر، لكن الأمر سيكون صعبًا عندما نريد تقدير حجم الأضرار الناتجة عن هذه النفايات الدقيقة.
قد تتراكم نحو 265 مليون طن من النفايات البلاستيكية في بيئتنا بحلول عام 2060، 13% منها سيكون حجمه أصغر من 5 ميلي متر.
وجدت الدراسة أن طرق الاستخدام والتمزيق المختلفة تعطي نتائج مختلفة.
مثلًا ظهرت نتائج متشابهة عند التقطيع أو التمزيق باستخدام اليدين، بالمقابل كان لاستخدام السكين للتقطيع نتائج أسوأ فقد ازدادت نسبة النفايات الناتجة.
في بعض الحالات كانت الشظايا البلاستيكية الناتجة أكبر من غيرها، مثل فتح غطاء عبوة المياه للشرب.
حتّى الآن لم توفر الدّراسة حلولًا للتخلص من النفايات البلاستيكية الصغيرة المتطايرة، لكنها ستدفعنا حتما لنعيد التفكير مرة أخرى قبل استخدام أي شيء بلاستيكي حتى وإن كنا ننوي إرساله إلى إعادة التدوير!
كما أنها تعد دليلًا إضافيًا مهمًا وجديدًا حول أهمية تجنب البلاستيك والتقليل منه.
اقرأ أيضًا:
الأفلام الإباحية تنتج الغازات الدفيئة وتسبب التلوث والاحتباس الحراري فاحذروها
ينتقل التلوث البلاستيكي الآن من سلاسل غذاء المحيط إلى الحيوانات البرية بسبب هذه الحشرة
ترجمة: ساره حسين
تدقيق: سميّة بن لكحل